توجّه في حدود الساعة الثانية والنصف من فجر اليوم الإثنين 26 جويلية 2021، رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي إلى مقرّ مجلس نواب الشعب بغاية الدخول ولكن القوات العسكرية التي طوّقت البرلمان حالت دون دخوله. 

النائب الأوّل لرئيس البرلمان، سميرة الشواشي  التي رافقت الغنوشي، توجّهت للقوات العسكرية بالطلب للسماح لهم للدخول إلى البرلمان وقامت بمحاسبتهم لعدم فتحهم باب البرلمان وأعلمها أحد العسكريّين أنهم يطبّقون في التعليمات ولا دخل لهم في تلك القرارات. 

''أقف أمام المؤسسة التي أرأسها وأُمنع من الدخول لها ونحن نعجب أن يُسخّر الجيش لمثل هذا التصرف لغلق مؤسسة ديمقراطية، اليوم يُحال بيننا بفعل القرارات التي اتخذها رئيس الدولة وهي تنتهك الدستور '' صرّح الغنوشي. 

''الثورة قامت من أجل الحريات نحن نوجه النداء لكل نواب البرلمان ونعلمهم أنهم لا يزالون يمارسون سلطتهم وفق الإجراءات المتبعة وسنعقد مكتبا لمجلس نواب الشعب لتقرير موعد للجلسات القادمة ''.

واعتبر الغنوشي أنّ '' الشعب التونسي يُعتدى عليه اعتداء فظيعا '' ، ودعا كلّ المنظمات الوطنية والقوى السياسية  إلى الوقوف مع الشعب للدفاع عن قيم الشعب  ''اليوم البرلمان التونسي يعطل بغير حق بقرارات ظالمة وجائرة وندعو كلّ القوى في العالم أن تقف مع الشعب التونسي ليستعيد ثورته والشعب لن يقبل الردّة والعودة إلى عهود الإستبداد وأبشر الشعب التونسي أنّ ثورته ودستوره سيوضصانان، مدامت الحرية مهدّدة فلا قيمة للحياة''. 

'' لا نملك قرارا واحدا من القرارات التي اتخذها '' أفاد راشد الغنوشي في إحالة منه إلى قرارات رئيس الجمهورية القاضية بتجميد عمل البرلمان وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي.

للتذكير، أعلنت رئاسة الجمهورية مساء أمس الأحد،  أنّه وبعد استشارة كلّ من رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب، وعملا بالفصل 80 من الدستور، اتخذ رئيس الجمهورية قيس سعيّد، القرارات التالية حفظا لكيان الوطن وأمن البلاد واستقلالها وضمان السير العادي لدواليب الدولة:

- إعفاء رئيس الحكومة السيد هشام المشيشي،

- تجميد عمل واختصاصات المجلس النيابي لمدّة 30 يوما،

- رفع الحصانة البرلمانية عن كلّ أعضاء مجلس نواب الشعب،

- تولي رئيس الجمهورية السلطة التنفيذية بمساعدة حكومة يرأسها رئيس حكومة ويعيّنه رئيس الجمهورية،

وأعلنت رئاسة الجمهورية أنّه سيصدر في الساعات القادمة أمر يُنظّم هذه التدابير الاستثنائية التي حتّمتها الظروف والتي ستُرفع بزوال أسبابها. ودعت  بهذه المناسبة الشعب التونسي إلى الانتباه وعدم الانزلاق وراء دعاة الفوضى.

وتجدر الإشارة أنّ تونس بكلّ ولاياتها سادتها  أجواء من الفرحة والبهجة والسعادة النابعة من قلوب التونسيّين تعبيرا عن فرحهم بهذه القرارات التاريخية  تزامنا مع ذكرى عيد الجمهورية التونسية 64 وتعالت الزغاريد في الشوارع مع استعمال صفارات السيارات مع التصفيق.

ي.ر