أعلن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي مساء أمس  الثلاثاء 28 ديسمبر 2021 ، خلال زيارته لمقر حزب تونس الارادة أين ينفذ عدد من الناشطين السياسيين اضراب جوع مفتوح منذ أسبوع في إطار مبادرة مواطنون ضد الانقلاب، أنّه مستعدّ لمساندتهم والدخول بدوره في إضراب جوع.

وعبّر الغنوشي عن تثمينه لحراك مواطنون ضدّ الانقلاب وأفاد قائلا '' أحيّي كلّ النساء والرجال الذين عرضوا أبدانهم في الميزان بدأ بهذا الشيخ الجليل وكلّ الأخوان والإخوة، أحيّي صمودهم أعتبر أنّ الآلام التي يتعرّضون لها في أجسادهم في هذا الموضع هي آلام مخلوفة ولها مردود وأنتم لستم قطعة حبل من وادي ، أنتم جزء من شعب يتألم لأوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويتمنى أن يجد صوت يعبر عنه ويحتج ويقول هذا ظلم''. 

وأثنى الغنوشي على هذا الإضراب واقترح أن ينفتح بابه للعديد من الشخصيات المناهضة للرئيس سعيد، وذكر أنّه قام بضراب جوع في عهد الزعيم بورقيبة وفي عهد الرئيس بن علي وأكّد أنّه مستعدّ لوضع نفسه على ذمّة المشاركين في الإضراب وأفاد قائلا '' أنا مستعدّ لوضع نفسي على ذمّتكم وأبدأ إضراب الجوع من الآن لأنّ هذا العمل نبيل وبلادنا في حاجة إلى نساء ورجال يضعون البلاد أمام أعينهم''. 

واعتبر رئيسة حركة النهضة أنّ هذا الاعتصام واضراب الجوع هو في سبيل مقاومة الظلم وإقامة العدل وأكّد قالا '' إذا كان انقلاب بن علي لم تستطع الناس رفع رؤوسها أمامه إلى بعد 18 سنة تقريبا عندما ظهر تحركات الحوض المنجمي وتحركات بن قردان، فإنّ مقاومة قيس ومقاومة الانقلاب بدأت في اليوم الأوّل منذ حصوله''. 

وأكّد الغنوشي أنّ قضية الحرية لن تذهب هدرا بعد عشرة سنوات، واعتبر أنّ كلّ ما قدمّه قيس سعيد في ظلّ الأشهر التي حكم فيها تبيّن أنّها كلّ زيف وليست بحقيقة. وأضاف أنّ المشكل الكبير في تونس ليس الفقر وإنّما عدم الاتفاق بين كلّ الفئات والأحزاب على التعايش ، قائلا '' نحن النهضة منذ سنة 1981 ندقّ باب الدولة ونقول لها اعترفي بنا وهي تخرج علينا بالعصا ''. 

وتساءل الغنوشي قائلا '' لماذا الرئيس قيس يريد أن يستعيد تجارب فاشلة ، تجربة تونس بلا أحزاب، تونس فيها صوت واحد هو صوت الرئيس ، دولة بيد شخص يديرها كيف شاء ، يكل القانون ويزيل الدستور ويحل الحكومة ويحل المجلس ويعمل فصل 117 ليكون الحاكم في كلّ شيء''. 

لنُشر إلى أنّ رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي استغلّ زيارته للمعتصمين في حراك مواطنون ضدّ الانقلاب، وقام باتهام زملائنا في قناة التلفزة الوطنية بالعمالة وبعدم المصداقية وبالإصطفاف وراء الرئيس قيس سعيد ووصف قناة الوطنية الأولى بقناة الإنقلابات.

وذكر أنّه يوم الإثنين المنقضي قد شاهد بالصدفة في قناة التلفزة الوطنية الأولى حوارا  ( في هذه الأثناء نعت أحد المعتصمين القناة الوطنية الأولى بقناة 25 جويلية ليبتسم الغنوشي) اعتبر فيه المحلّلون في البلاتو أنّ اضراب جوع مواطنون ضدّ الانقلاب هو '' كلّه إيهامات وموظف من طرف النهضة '' وفق تصريحه. 

واستنكر الغنوشي عدم وجود محلّلين يكون لديهم رأي آخر لذلك ، وتساءل قائلا '' هل هذه تلفزة الثورة ؟ هل هي قناة الديمقراطية ؟ هذه قناة انقلابات وليست تلفزة تونسية ، أين الهايكا لتسكت على هذا ؟ ويجب أن يحمّلها الناس مسؤولية ذلك ، هل هذا ما يُبشر به الرئيس ؟ تلفزة من هذا النوع ''.  

وكان ناشطون ضمن مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" وسياسيون ، أعلنوا الخميس الماضي، الدخول في إضراب عن الطعام، احتجاجا على ما وصفوه ب "مسار رئيس الجمهورية قيس سعيّد الانقلابي".

وأكدوا أنهم لجأوا الى الاضراب عن الطعام لتنبيه الحركة الحقوقية وطنيا ودوليا من خطورة ما يسعى إليه قيس سعيد، "الذي يتجه نحو تثبيت حكمه الفردي بشعارات شعبية، مستغلا في ذلك قوة المؤسسة الامنية لضرب خصومه وفرض الامر الواقع ، وغلق مربع الحقوق والحريات نهائيا".

لنشر الى أنّ حراك مواطنون ضد الانقلاب أعلن دخول عدد من القياديين بالهيئة السياسية وأنصار الحراك في إضراب جوع بمقر وهم كلّ من رفيق عمارة ويسري دالي وفائزة بوهلال وأمين العيساوي وعجمي الوريمي وعزالدين بن مبارك.

وقرر منصف المرزوقي رئيس الجمهورية السابق الالتحاق بإضراب الجوع، الى غاية اسقاط الانقلاب واحتجاجا ضدّ استغلال الرئيس قيس سعيد القضاء لضرب خصومه.

 ي.ر