أكّد القيادي بحركة النهضة سمير ديلو أنّ كلّ من له السلطة في تونس هو مسؤول عن الوضع الخطير الذي آلت له البلاد وشدّد على أنّ حجم الإنتظارات كان أكبر بكثير من الإستجابة لها وسقف الحرية أصبح أعلى من سقف المسؤولية وهذا أدى إلى انخرام التوازن في الدولة. 

وخلال استضافته في برنامج ''اكسبراسو'' مع وسيم بالعربي اليوم الجمعة 25 جوان 2021، أفاد ديلو أنّه في الظروف العادية يجب أن يلتقي رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية مرّتين بالأكثر في الأسبوع وفي الحالات الإستثنائية يجب أن يلتقي الطرفين كلّ يوم مُستنكرا فترة الغياب التي امتدّت  ستّة أشهر على لقاء قيس سعيد وراشد الغنوشي. 

وأضاف ديلو أنّه في الظرف الصحي الصعب والإنتشار الوبائي الخطير، كان يجب على قيس سعيد والغنوشي أن يلتقيا يوميا للتنسيق بينهما في كيفية جلب التلاقيح وتحسين الأداء وتطوير الجانب اللوجستي. 

''واقعُنا به استثمار في كلّ ما هو سلبي وحاليا كلّ شخص مُسلّح بدستوره وعوض الإهتمام بتطوير البحث العلمي وتحسين ترتيب جامعاتنا بقينا نناقش دستور 59 أو عهد الأمان''. 

ووفقا للقيادي بالنهضة إنّ البرنامج وخارطة الطريق غائبة عن السياسيّين الذين يسعون دائما إلى تعيّين رئيس حكومة دون تحديد برنامج العمل لفائدة الدولة. وتابع أنّ قيس سعيد يتعمّد استغلاله لموقعه ونفوذه وسلطته للتعطيل ولكنّه لتحقيق غاياته يجد نفسه في حاجة إلى الأطراف الذين لا يريد التواصل معهم ''ورافض لوجودهم أصلا''.  

"السياسيّين هم صورة للمجتمع والديمقراطية هي بيداغوجية وقيم وهي ثقافة'' أفاد ديلو مؤكّدا أنّ مسار إعداد دستور 2014 وكتابته هو جزء لا يتجزّأ منه. كما اعتبر أنّ القانون الإنتخابي هو السبب المباشر في حالة التشظي والإنقسام الموجودة في المشهد السياسي اليوم. 

الجدير بالذكر أنّه بعد أشهر من القطيعة غير المعلنة بين قرطاج وباردو، وانعدام اللقاءات سوى في بعض المناسبات الوطنية القليلة خارج الأطر الرسمية، التقى يوم أمس الخميس رئيس الجمهورية قيس سعيّد، برئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي. وجاء هذا الاجتماع المنتظر  بعد وساطة من القيادي السابق بالنهضة والوزير السابق لطفي زيتون الذي كان ضيف رئيس الجمهورية، ثمّ تحوّل لباردو حيث التقى رئيس البرلمان.

 ي.ر