"الوضوح والتجديد": إفتتاح المؤتمر الثاني لحزب المسار
اليساريون والنقابيون في الصفوف الأولى بـاسمينَ ومجتمعين لأولّ مرةٍ منذ آخر مناسبة وحدّتهم، مؤتمر إتحاد الشغل الفارط، النساء والشبابُ هما العُـنصر الطاغي على القاعة متوسطّـة المساحة-ومتوسطة لــومٌ يظهر جليّا في الكلمات الإفتتاحية الحماسية، ويتلاشى مع الوصلات الغنائية اليسارية؛
هـكذا كان المشهد مساء اليوم 5 أفريل 2019 في إفتتاح مؤتمر حزب المسار الديمقراطي الإجتماعي. إفتتاح تابعته بيزنس نيوز، حيث انطلق المؤتمر على الساعة الرابعة في أحد نزل العاصمة أين حضر سفير فلسطين بتونس هائل الفاهوم، وعلّق العلم الفلسطينيّ في قاعة المؤتمر، جانب العلم التونسي وشعار المسار، وصُـورة سفيان الشورابي، أحد أعضاء الحزب-والصحفي المفقود في ليبيا.
انطلق الإفتتاح بدقيقة صمتٍ على أرواح شهداء الوطن، ثمّ تولى سمير الشفي الأمين العام المساعد لإتحاد الشغل تقديم الكلمة الإفتتاحية. كلمة الإفتتاح، في العادة، تخص قيادي الأحزاب ومناضليهم، لكن هذه المرّة، منظمة نقابية كانت لها كلمة إفتتاحُ حزب سياسيّ، حيث ذكرنا المشهد بأحد مظاهراتِ إتحاد الشغل في بطحاء محمد علي، جملة يليها تصفيق، ففـقرةٌ يليها تصفيق.
في الصف الأوّل من الحضور، كان منجي الرحوي، النائب عن الجبهة الشعبية، يتسامرُ مع عبد المجيد بالعيد شقيق الشهيد شكري بالعيد، وإلى يسارهما جلس عبيد البريكي، الوزير السابق ومؤسس حركة تونس إلى الأمام. عدنان الحاجي، النائب عن كتلة الوفاء للوطن، اختار له مكانًـا جانب أحمد نجيب الشابي القيادي في حزب الجمهوري.
وفيما كان اليسارُ من أبرز ضيوفِ هذا المؤتمر، كان للشخصيات الوطنية كذلك حضور-مميّز، سعيد العايدي، وزير الصحّة السابق، أظهر جانبهُ المرح وشارك أعضاء منظمة شباب المسار أُغنيتهم عن الحرية "ma liberté" التي تـلت الكلمة الإفتتاحية، ويبدو أن العايدي يحفظها عن ظهر قلب، حيث ردد كلمات الأغنية رافعًا شعار النصر إلى جانب الشباب.
المهدي جمعة، رئيس الحكومة السابق كان حاضرا -وإن قدم متأخرا- ودخل القاعة لتتوجه جميع الأنظار إليه رغم أن الجنيدي عبد الجواد أمين عام المسار كان بصدد تقديم كلمته. الجنيدي لم يطل كلمته- عكس الشفي الذي تطرق لكل المواضيع الممكنة؛ الارهاب والانتخابات والزيادات والقضية الفلسطينية.. أما الجُنيدي فقد اختصر كلمته بكل هدوء في عنوا ن المؤتمر: الوضوح والتجديد. قال الجنيدي أن هذا المؤتمر سيكون فرصة للوضوح بشأن التوجه السياسي للمسار، وتحالفاته الممكنة، وتموقعه في المرحلة الإنتخابية القادمة. أما التجديد فقال الجنيدي عبد الجواد أن التجديد سيكون في التنظيم والهيكلة والاليات الاتصالية والسياسية على أساس المساواة والانفتاح وحرية التعبير، وفي القيادات عبر التشبيب والتناصف بين النساء والرجال. وأعلن عبد الجواد في ختام كلمته أنه لن يتحمل مسؤولية قيادية، احتراما للشباب، معلقا "أغادر المسؤولية في سن 75 سنة، بعد أن قضيت ثلاثة أرباع عمري في العمل السياسي".
وفي تصريح لبيزنس نيوز، قال عبد الجواد أن باب هذا المؤتمر مفتوح لمن غادروا المسار، ليناقشوا الإختلاف في أطره وهياكله. الجنيدي يقصد مجموعة الـ62 عضوا " مساريون من أجل تصحيح المسار" الذي يقاطعون أشغال هذا المؤتمر ويعتبرونه لاغيا وغير قانوني.
المؤتمر ورغم جو التفاهم والتفاؤل، شهد غياب أبرز المساريين القدماء الذين استقالوا من الحزب، مثل الأمين العام السابق سمير بالطيب، والنائبة السابقة في مجلس الشعب سلمى بكار، والأكاديمي حبيب القزدغلي وغيرهم. انتهت الجلسة الإفتتاحية، بالنشيد الوطني بأصوات الحاضرين، ليصعد بعدها "شباب المسار" على الرُكح، لترتفع أصواتهم بأغنية "تبّعني، نبــنيـو الدنيا زينة".
تعليقك
Commentaires