منذ الإعلان عن تركيبة حكومة نجلاء بودن يوم أمس الإثنين 11 أكتوبر 2021، تعمّدت العديد من الأطراف البحث في سجّلات الوزراء الجُدد وتمّ  تلفيق التُهم للبعض منهم على منصات التواصل الإجتماعي الفيسبوك. 

من بين الوزراء الجُدد الذين طالتهم التُهم، وزير الشؤون الإجتماعية مالك الزاهي. بعض الأطراف نشرت تدوينات أشارت فيها أنّ الزاهي كان من بين الأشخاص المنتمين  لأحداث سليمان الإرهابية  وصادرة  في شأنه أحكام قضائية تعود لسنة 2009 وتمّ تمتّعه بالعفو سنة 2011. 

ولدعم هذه الشائعات، نشر هؤلاء الأطراف، قائمة بضحايا قانون مكافحة الإرهاب ويظهر في هذه القائمة إسم وزير الشؤون الإجتماعية مالك الزاهي.

 BN Check، تحقّقت مرتين من هذه القصة وتمّ التدقيق في القائمة الكاملة لإرهابيي أحداث سليمان، ولم يتمّ العثور على اسم وزير الشؤون الإجتماعية مالك الزاهي. قائمة إرهابيي أحداث سليمان تم نشرها  في تلك الفترة  وهي متاحة لأي شخص يريد التثبت.

في حين أنّ القائمة التي تمّ  تداولها على منصات مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ليست كاذبة ومالك زاهي موجود بالفعل. بم يتعلق الأمر ؟

وزير الشؤون الإجتماعية مالك الزاهي، في تلك الفترة، كان طالبا بالجامعة وعضو في الإتحاد العام لطلبة تونس، كما كان قريبا من الحزب الديمقراطي التقدمي. ولنُشر أيضا إلى أنّ مالك الزاهي هو ابن المناضل النقابي  محمد المنصف الزاهي الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل المكلف بالوظيفة العمومية. 

وفي مرحلة حُكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، تمّ وضع العديد من الأسماء في قائمة الإرهابيين، هذا التصنيف آنذاك قد شمل المعارضين السياسيين والمناضلين البارزين لنظام بن علي، وكانت الغاية من وضعهم في ذلك التصنيف، هو ترهيبهم قبل كل شيء، وكان بن علي يريد بهذا التصنيف أن يُظهر على مستوى  دولي أنه قام باعتقال الإرهابيين فقط وليس معارضيه. 

في حين أنّ كلّ المعارضبين الذين تمّ تصنيفهم في قائمة الإرهابيّين، تمكّنوا من إثبات براءتهم في ظلّ الغياب التام لأي دليل على تورطهم في أي قضية إرهابية.  بن علي كان قد اخترع هذه القصة  من فراغ ، فقط لإسكات معارضيه.

مالك الزاهي تم إيقافه لبعض الوقت وتمكن بسرعة من إثبات براءته في المحكمة وتم الإفراج عنه قبل فترة طويلة من الثورة.

 ي.ر