عقدت الهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي البصري 'الهايكا' اليوم الأربعاء 28 ديسمبر 2022، ندوة صحفية قدّمت خلالها النتائج النهائية لرصد التغطية الإعلامية للدور الأوّل من حملة الانتخابات التشريعية 17 ديسمبر 2022. 

رئيس الهيئة نوري اللجمي في تصريح لـ بيزنس نيوز، أكّد انّ تغطية الحملة الانتخابية لتشريعية 17 ديسمبر 2022، جاءت مخالفة لتغطية الحملات الإنتخابية الفارطة نظرا إلى أنّ نظام الإقتراع كان على الأفراد وهو  ما ساهم في تغيّب  542 مُترشح للإنتخابات التشريعية على مساحات التعبير الحر والبرامج الحوارية في الفترة الانتخابية.

''لم يظهروا في البرامج التلفزية ولا حتى في وسائل الإعلام ممكن لأسباب مختلفة وهذا جراء ضوابط هيئة الانتخابات التي فرضتها وهذا ما خلق عدة إشكاليات لدى المترشحين''. 

وأشار اللجمي أنّ الاذاعات الجمعياتية  ولأوّل مرّة قامت في هذه المحطة الإنتخابية بدور مهم معتبرا أنّ هذه خطوة مهمة جدا في سبيل ترسيخ الديمقراطية. وبيّن أن الهايكا تابعت 22 قناة على امتداد الحملة الانتخابية وتمّ التركيز على جانب نوعية التغطية ومدى الإلتزام بالحياد في المواضيع المطروحة والدور التوعوي. 

وكانت النسب كالآتي: 'الإذاعات العمومية 51 بالمائة، الإذاعات الخاصة 35 بالمائة، الإذاعات الجمعياتية 5 بالمائة ، التلفزة الوطنية في حدود  5 بالمائة وبالتحديد 4 فاصل 7 ، وقناة  التاسعة 3 فاصل 4 بالمائة''. 

وانتقد اللجمي غياب الأحزاب السياسية من المسار الانتخابي مؤكّدا أنّ الحياة الديمقراطية تتطلب وجود أحزاب سياسية '' لم يتم إلغاء الأحزاب من تونس''، وبيّن انّ ظهورها كان صغير ومتقلص في هذه الحملة الإنتخابية '' لاحظنا تقريبا أنّ الحملات الإنتخابية أخذت صبغة جهوية وغياب الجانب الوطني فيها''. 

وفي علاقة بانقطاع التواصل بين هيئة الانتخابات والهايكا، أكّد اللجمي في تصريحه لـ بيزنس نيوز قائلا  ''الإشكال بين الهيئتين خلق شوشرة أثّرت قليلا على المسار الانتخابي ، كان بودّنا أن لا يصل الإشكال إلى هذا الحدّ وكان من المفروض حتى إذا كان هناك خلاف بين الهيئتين أن تكون أشياء معقولة ومقبولة في دولة ديمقراطية ولكن كان من المفروض ان تلتزم كلّ هيئة بصلاحياتها''. 

وأكّد السنوسي أنّ هيئة الانتخابات أرادت أن تأخذ دور الهايكاا ولكنها فشلت في ذلك ''كان من المفروض كل هيئة تلتزم بصلاحياتها، هيئة الانتخابات أرادوا أخذ صلاحيات لا يقدرون عليها لا فنيا ولا تقنيا ولا إعلاميا ، مش معقول الإستيلاء على هذه الصلاحيات لذلك نحن سبعث بتقاريرنا للجهات المعنية''. 

''درونا مهم جدا نظرا للتجربة المتراكمة منذ سنوات ولا تستطيع هيئة الانتخابات في ظرف أسبوع أو أسبوعين أن تشتغل على تقارير مثل هذا النوع ''.

وفي سؤاله عن خرق رئيس الجمهورية قيس سعيد للصمت الإنتخابي، أكّد النوري اللجمي أنّ المسار الانتخابي كلّه تابع للرئيس سعيد مشيرا أنّ خطاب الرئيس يوم 17 ديسمبر كان بمثابة نوع من الدعاية المضادة ضدّ كل من يعتبره ''معادي للمسار الانتخابي''. 

''هناك خلط كبير، الرئيس يعتبر طرف في الانتخابات لأنه هو الداعي للإنتخابات وهو  المعني بالمسار الانتخابي ولا يمكن ان نعتبره خارج المعنيين و رئيس الجمهورية قيس سعيد، هو الراسم هو المخطط لكلّ العملية  الانتخابية''. 

في سياقٍ آخر، نفى اللجمي غياب ميزانية للهايكا في قانون المالية 2023 وصرّح قائلا '' هذا لا أساس له من الصحة ، ميزانية الهيئة مرصودة ولكن لا تخرج في قانون المالية لأنها تابعة ميزانية رئاسة الحكومة وستحدد بقرار منها في إطار تبويب ميزانية بقية الهيئات''. .

ي.ر