أكّد الرئيس المدير العام للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، مصباح الهلالي، أنّ الشركة تقوم بإنجاز سلسلة مشاريع في المحاور الكُبرى بالبلاد لتحسين التزوّد في الوسط الريفي وهناك مشروع تبلغ كلفته  500 مليون دينار يضمّ ثلاثة ولايات وهي كلّ من باجة وجندوبة وبنزرت. 

وخلال استضافته في برنامج ''الماتينال'' مع حمزة البلومي اليوم الأربعاء 9 جوان 2021، أفاد الهلالي أنّ الإصلاحات التي تقوم بها ''الصوناد'' في الفترة الأخيرة مرجعها بعض التدخلات الاستباقية على بعض التجهيزات والمعدّات التي تجاوز عُمر بعضها 40 سنة، بالإضافة إلى تدخلات أخرى ناتجة على بعض الأعطاب بسبب تأثيرات خارجية مثل تسرّب المياه. 

وأضاف ر.م.العام للصوناد أنّ تدخّلات الشركة غالبا تكون لتوسيع الشبكات وذلك بربط الشبكات القديمة بالجديدة وهذا يستوجب إيقاف التوزيع موضحا أنّ شبكة المياه التي يتمّ التصرّف فيها تمتد على 56 ألف كلم على كامل تراب الجمهورية. 

"يوميا فرق الشركة تتدخّل في 70 نقطة على كامل تراب الجمهورية'' أفاد الهلالي مُبيّنا أنّ توجّه الشركة منذ ثلاثة سنوات هو اعتماد الشفافية وذلك بإبلاغ المواطنين بمواعيد التدخّلات على الشبكات. وأشار أنّ هناك نقص كبير هذه السنة في مخزونات السدود مما كان له تداعيات على العديد من المناطق مثل حي الرياض بسوسة الذي شهد نقصا في التزوّد بالماء الصالح للشرب. 

وكشف أنّ للشركة مشاريع كُبرى في طور الإنجاز مثل سدّ تخزين المياه في القلعة الكُبرى في الساحل ومحطات الساحل وطمأن المواطنين بأرياف المهدية وصفاقس والساحل أنّ المشاريع سيتمّ إعدادها وإنجازها في ظرف سنتين. 

''هذه السنة الثانية على التوالي من الجفاف وذلك من نقص تساقطات الأمطار تحت تأثير التغيّرات المناخية التي تتميّز بندرة المياه'' صرّح الهلالي مشيرا أنّ مخزون السدود في جويلية 2019 بلغ 79 بالمائة من طاقة الخزن وفي 8 جوان 2020،  أصبح 59 بالمائة فقط وأما سنة 2021 بلغ مخزون طاقة السدود 40 فاصل 8 بالمائة وذلك بسبب النقص في تساقطات الأمطار. 

وأكّد الهلالي أنّ الشركة استعدّت لذلك الجفاف وهذا من خلال تدعيم تحويل فائض مياه الشمال إلى المناطق المعنية الأخرى وهي مشاريع متواصلة إلى حدّ الآن بسدّ سعيدة في جهة ''بجاوة'' وبسُدّ القلعة الكبرى بالساحل ولكن بالنسبة للجنوب فإنّ الإشكال كبير وذلك لندرة المياه الجوفية. وكشف عن وجود برنامج كامل لتحلية مياه الجنوب التونسي وستدخل حيز الإستغلال سنة 2024 موضحا أنّ هناك استغلال كبير للمائدة الجوفية من خلال حفر الآبار ''30 ألف بئر عشوائية'' وهناك تعديات على شبكات الشركة من خلال الربط العشوائي ببعض المناطق. 

''البرنامج الكامل لإنجاز المشاريع يقدّر بـ 3800 مليون دينار لفترة 2021-2025 لإنجاز هذه الإستثمارات للخروج من الفترة الصعبة الإنتقالية''.