alexametrics
فيروس كورونا

سنكون بخير حين يأتي الصيف

مدّة القراءة : 2 دقيقة
سنكون بخير حين يأتي الصيف

 

 

14:09 ظهرا

 

 

منذ مدة صرت مُدمنة على التسوق على الانترنت، واليوم وصلتني علبة زوزة (نوع من الحلويات). احترم السيد الذي أوصلها قواعد حفظ الصحّة، تركها عند الباب مُبتسما، واثقا كرسولٍ جديد يحملُ الوحي على دراجته النّارية الحمراء.  رسالتهُ كانت بطعم البوفريوة، تتماشى مع كلّ أنواع القهوة، قضماتٌ خفيفة من الجنة أنقذت يومي.  

 

23.01

 

ذهب الجميع الى غرفهم وعادت غرفة الجلوس ملكي وحدي، ما أن ينتهي نهارهم، حتى أُطلق شمسي الاصطناعية. أعددتُ قهوتي وصحنا من الزوزة وجلستُ أشاهد اعادة شوفلي حل.

 

 

أترون، البسكويت "العربي" من جهة أخرى، يجعلني حزينة. شكلهُ المستطيل الغليظ، طعمهُ الضجر، أطرافه اليابسة، أحس أنه بلا شخصية. الشربة أيضا بلا شخصية ، والبرودو، والحلالم، وأي نوع من الحساء. الحساء ليس صلبا بما فيه الكفاية ليكون طعاما وليسا سائلا بما فيه الكفاية ليكون شرابا وأنا أكرهُ الوقوف بالمنتصف. لكنني كنتُ أحب الحساء، لأنه مُطمئن، وسهل الاعداد. حبا لا يُعمر طويلا، حبا يفلت من أطراف أصابعي حين يتحسن مزاجي أو حين يأتي الصيف. فإذا ما حزنت، وأمطرت السماء واختفت الشمس، زاد حبي للطعام السّهل الذي لا يُعلن نفسه. الطعامُ العتيق الذي كان حاضرا على موائدنا في الصِبا.

 

و إذا ما طفوت فوق غيمة مخملية من البهجة، وجاء الصيف، ركضتُ إلى الطعام الجديد، المختلط، الذي يحمل إضافة أو لونا جديدا لا أعرفه.  الحب نوعا ما كالطعام. يوجد حبّ من أجل الألفة وحب من أجل المغامرة والتجديد.  

 

كنتُ صادقة في حبي الذي يُرى دائما، و صادقة في كرهي الذي لم يرى أبدا. و ظللت هكذا أعيش الحب في عنفوانه و الكراهية في أوجها إلى أن أدركت أن الشعور الذي يجبرك أن تكون حزينا كظل الموت ليس حبا، إنه هروب إلى المألوف حتى لو كان مملا ورتيبا. الحبّ الذي يستحق منك جُهدًا، هو الذي يلتقط يومك منذ بدايته بقضمات من الجنة، هو رائحة البحر، في حي سكني لا شاطئ قريب منه.

 

7 صباحًا.

 

 أحب أن أبدأ يومي بفتحِ الستائر.

 

 الصيف آتٍ، أشمُ رائحة البحر في هواء الصُبحِ وأنا أحبّ الصيف، والرجالْ.  الرجال ! تفذفونَ في قلـبٍ ما كلامـا عن الحُب فيمشي نشوانًا على الماءْ ومن الماءِ يُعدّ لِـليلِ النبيذ.

 

 تختبىء شمس خجولة خلفَ ملاءة الغيم الخفيف، فتمسكون خصرهـا الجمر، وتجذبونها إلى الظّهيرةِ الحارّةِ الحاسمة، بمرحْ. تغسلون جروح صقيعِ الشتاء عن أطراف الأيادي، وتملؤونَ فراغاتِ الأصابعِ بالمُوسيقى والإكتمالْ والماء المالح.  إن كُنتم فصلاً فأنتم صيف.. ونحنُ نحبكم.

 

 حين يجيءُ الصيف غاسلا هذا البؤس عنّا، سنكون بخير.  

 

 

 

الى الغد.

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter