تميّزت الجلسة العامّة في البرلمان اليوم الثلاثاء 3 مارس 2020، بأجواء متشنّجة بين النواب وصلت إلى درجة التلاسن بينهم على غرار نواب الدستوري الحرّ وائتلاف الكرامة حيث كانت الفترة الصباحيّة كلّها نقاط نظام للتعقيب على بعضهم البعض.

وفي نقطة نظام طالب بها النائب عن ائتلاف الكرامة محمد العفاس أفاد أنّ الأجواء في البرلمان أعطت ''صورة همجيّة'' للشعب التونسي من تحت قبّة المجلس عن النخبة الذين انتخبوهم. العفاس اتّهم في مداخلته رئيس الجلسة العامّة، طارق الفتيتي، بالتعاون مع النواب في توتير الأجواء في المجلس قائلا ''كنت شريكا في التشنّج داخل البرلمان''، وذلك من خلال تعليقه على مداخلات بعض النواب. 

وأضاف النائب عن ائتلاف الكرامة أنّ داخل البرلمان توجد مجموعة معيّنة من النواب تتعمّد التهجّم على مجموعة أخرى معتبرا أنّ ذلك مقبول في إطار التجاذب السياسي وبيّن أنّ كلّ نائب يقدّم وجهة نظر مخالفة لزميله يُصبح ''تكفيري'' قائلا ''هذا ليس معقولا ونحنا ما نستعاروش من التكفير كحكم شرعي''.

أثارت مداخلته حالة من التوتر في المجلس واضطرّ الفتيتي إلى التدخل وقطع عنه مداخلته مشيرا له أنّ كلامه لا علاقة له بموضوع الجلسة وأفاد قائلا ''أنا اليوم في مجلس ولست في حُكم الفتاوي''، ثم أعاد له الكلمة وأضاف العفاس قائلا '' أنت اليوم بانت خلفيّتُك وبالنسبة لك الفتاوي لا تكون تحت قبّة البرلمان'' واختتم قائلا '' كيف تتكلم كلمة إسلام أو تكبير كلّ الناس تتكلم ولكلّ داء دواء''.

ونذكر أنّ  الفقرة الثانية للفصل 6 للدستور التونسي تنصّ على أن ''تلتزم الدولة بنشر قيم الاعتدال والتسامح وبحماية المقدّسات ومنع النيل منها، كما تلتزم بمنع دعوات التكفير والتحريض على الكراهية والعنف وبالتصدي لها''.

وتجدر الإشارة أنّ أحد نواب  ائتلاف الكرامة وصف أعضاء كتلة الدستوري الحر بأعداء الإسلام الذين يعتبرون قانون العتبة فرضة "لأخونة المجلس" وذلك إثر مداخلة رئيسة كتلة الدستوري الحر عبير موسي التي شددت فيها على رفضها مناورة سياسية من الحزب الاسلامي النهضة الذي لا يؤمن بمدنية الدولة. كما أنّ النائب عن النهضة سمير ديلو وصف عبير موسي بالفاشية الجديدة التي لا تعرف الديمقراطية.

ي.ر