كارثة بيئية ببحر سيدي منصور: إحمرار مياه البحر ونفوق كميات هامّة من الأسماك
شهدت منطقة سيدي منصور من ولاية صفاقس كارثة بيئية تمثّلت في إحمرار مياه بحر سيدي منصور ونفوق كميات هامّة من الأسماك مع انبعاث روائح كريهة، منذ ليلة 28 جوان 2019، أثارت هذه الظاهرة قلق متساكني الجهة وخاصّة البحّارة الذّين أطلقوا صيحة فزع لكلّ السلطات للتدخّل والنظر في أسباب هذه الكارثة.
اعتبر البحارة ومتساكني سيدي منصور إنّ سبب تغير لون مياه بحر إلى الأحمر و نفوق كميات هامّة من الأسماك، راجع الى تفريغ كميّات من مياه الصرف الصحي غير المعالجة في البحر، وفي تصريح لإذاعة الديوان أف أم مساء أمس السبت 29 جوان 2019، فيما نفى المدير الجهوي للديوان الوطني للتطهير بصفاقس منذر خماخم هذه الاتهامات، وأكّد إنّ محطة الضخ تعمل بصفة طبيعية ولم يتم تسجيل أي عطب بها، وأشار خماخم إلى أن المحطة تخضع للمراقبة اليومية بعد معالجة المياه المستعملة وقبل ضخها للبحر بما يستجيب للمعايير الوطنية والعالمية، كما أفاد المدير العام للديوان الوطني للتطهير عبد المجيد بالطيب، في تصريح من نفس المنبر، إنّ الديوان لم يقم بسكب أي مياه مستعملة في بحر سيدي منصور بصفاقس.
من جهتها أفادت المكلفة بالإشراف على الوكالة الوطنية لحماية المحيط بصفاقس منى بودية، إنّ فريق مختصّ متكوّن من ممثلين عن الوكالة والإدارة الجهوية للصحة والمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، تحوّلوا إلى بحر سيدي منصور وأخذوا عينة من المياه والأسماك النافقة قصد معاينتها وإجراء التحاليل المخبرية اللازمة، ورجّحت إنّ ارتفاع درجات الحرارة القياسية خلال الفترة الأخيرة قد يكون السبب الرئيسي وراء تغير مياه البحر ونفوق الأسماك وهي ظاهرة طبيعية ويتم تسجيلها في عدد من السواحل التونسية خاصة في هذه الفترة من السنة وفق قولها.
في هذا الإطار أكّدت وزارة الفلاحة في بلاغ لها مساء أمس السبت 29 جوان 2019، تحوّل فريق من الباحثين التابع للمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار لبحر سيدي منصور، للقيام بمعاينة ميدانية و أخذ العينات من الأسماك والمياه قصد دراستها و إجراء التحاليل اللازمة، وبيّنت في بلاغها إنّ النتائج الأولية للتحاليل، أبرزت تواجد كميات هامة من الطحالب المجهرية السّامة التي تتسبّب في نفوق الأسماك وتؤدّي إلى نقص كبير في الأكسيجين في الماء وظهور روائح كريهة على مستوى المياه، كما أكّد الباحثيين إنّ هذه الظاهرة تنتج عادة عند ارتفاع هام في درجات الحرارة و تتلاشى عند هبوب الرياح و تواجد التيارات المائية.
هذا ما أكّدته وزارة الشؤون المحلية والبيئة في بلاغ لها أيضا في نفس اليوم، التي أكّدت أنها تتابع هذه الظاهرة بكلّ اهتمام وإنّ ارتفاع درجات الحرارة متسبب في نقص الأكسيجين وبالتالي نفوق الأسماك، وتولّت المصالح الجهوية للوزارة والهياكل الراجعة لها بالنظر، في هذا الإطار القيام بالمعاينات الميدانية وأخذ عيّنات للقيام بالتحاليل الضرورية، ويبقى الموضوع محل متابعة مستمرة بالتنسيق مع كل الهياكل المعنية وخاصة وزارة الفلاحة والصحة لتقييم الوضع والوقوف عن كل مستجد.
تعليقك
Commentaires