أكّد محسن مرزوق رئيس حركة مشروع تونس أنّ الحياة السياسيّة في جهة والبلاد والتونسيّين في جهة أخرى. 

وخلال إستضافته في برنامج ميدي شو مع الصحفي إلياس الغربي اليوم الثلاثاء 4  فيفري 2020، أفاد مرزوق أنّه في صورة استمرّت تونس على هذه الحالة فإنّها ستعيش إنفلات كامل على المستوى الإجتماعي نظرا إلى تردّي الوضع الإقتصادي وارتفاع المديونيّة وغيرها من المشاكل الصعبة والطبقة السياسيّة منغمسة في مناورات سياسيّة لا علاقة لها بوضع البلاد. وأضاف أنّه يجب استعمال خطاب الحقيقة ''مهما كان مؤلما''، وبيّن أنّ المشهد السياسي اليوم يتمحور حول ثلاث معارك.

المعركة الأولى بين رئيس الدولة قيس سعيد ورئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، من أجل السلطة قائلا ''من لديه السلطة في البلاد'' وبيّن أنّ الغنوشي كانت لديه السلطة بعد فوز النهضة في التشريعيّة وتعيينه الحبيب الجملي لتشكيل الحكومة ولكن بمجرّد فشل حكومة الجملي، مرّت السلطة إلى رئيس الدولة قيس سعيد الذي عيّن إلياس الفخفاخ لتكوين الحكومة مشيرا أنّ الفخفاخ ارتكب خطأ فادحا بتصريحه أنّه سيكوّن حكومة على أساس قيم الدّور الثاني من الانتخابات الرئاسيّة. 

وأشار رئيس مشروع تونس أنّ المعركة الثانية ذات طابع حزبي، مفيدا أنّ حركة النهضة كانت رافضة مشاركة حزب قلب تونس في حكومة الحبيب الجملي والآن أصبحت رافضة الإمضاء عن وثيقة التعاقد الحكومي لحكومة الفخفاخ بسبب إقصائه لقلب تونس هذا من جهة. من جهة أخرى، أفاد أنّ التيار الديمقراطي منذ ثلاث سنوات كان يعتبر يوسف الشاهد وحكومته رمزا للفساد والآن أصبحوا يعتبرونه جزء من الحكومة الثوريّة ومحسوب على التيار الثوري. بشأن المعركة الثالثة، أوضح مرزوق أنّها متعلّقة بقرار الفخفاخ في إمكانيّة حفاظه على الحزام السياسي الذي اختاره لتشكيل حكومته أو التراجع عنه وإجراء تعديلات. 

وأكّد ضيف ميدي شو أنّه لا يؤمن بحكومة وحدة وطنيّة التي دعت لها حركة النهضة، مشيرا أنّ هناك حكومة أحزاب تلتقي حول برنامج. واعتبر أنّ رئيس الحكومة المُكلّف بإقصائه لقلب تونس وضع نفسه أمام مسار يمكن أن يؤدي بحكومته للفشل، مشدّدا على أنّ المنهجيّة الخاطئة التي اتبعها الفخفاخ أدّت به إلى إرتهان سياسي. وأضاف مرزوق أنّ روح الثوريّة الحقيقيّة هي روح الإصلاحات الكبرى التي تفيد الشعب التونسي.

وقال محسن مرزوق أنّ تأخير إجتماع ممثلي الأحزاب للمصادقة على وثيقة التعاقد الحكومي يوم السبت الفارط بسبب سفر راشد الغنوشي هو ''قلّة إحترام'' ومنهجيّة خاطئة اتّبعها الفخفاخ. ودعا مرزوق الفخفاخ إلى القيام ''بحركة شجاعة'' وأن يعدّل من توجّهاته ويعيد صياغة تركيبة حكومته من الناحية الحزبيّة ولا داعي إلى أن يعيد نفس الأخطاء التي أدّت إلى سقوط حكومة الجملي.

ونذكر أنّ حركة مشروع تونس أعلنت  يوم أمس 3 فيفري 2020، عن انسحابها من المشاركة في وضع برنامج حكومي اصلاحي بعد أن رفضت سابقا المشاركة في الحكومة.

 ي.ر