أكّد الامين العام للتيار الديمقراطي محمد عبو أنّه في حالة تمّ عرض وزارة العدل على التيار الديمقراطي فإنّه سيشارك في حكومة الحبيب الجملي، موضّحا أنّ التيار لن يكون له دور في حكومة تشارك فيها حركة النهضة لأنّها أكثر حزب يخلق عداوة مع الأحزاب.

وخلال إستضافته في برنامج ''رونديفو 9 '' على قناة التاسعة اليوم الثلاثاء 24 ديسمبر 2019، توجّه عبو برسالة إلى رئيس الحكومة المُكلّف الحبيب الجملي مفادها أنّه يعوّل عليه في مقاومة الفساد وفي التصدّي للأساليب التي دمّرت البلاد في الفترة السابقة. وأشار عبو إلى أنّ الأحزاب السياسيّة جعلت من مصلحتها فوق مصلحة البلاد قائلا ''تقوم بخلق قوانين تخدم مصالحها وتتدخّل في التراخيص ودمّروا الحياة السياسيّة وأصبح لدينا طرابلسيّة جُدد''. وأضاف أنّ التيار الديمقراطي سيكون في المعارضة وسيُساند الجملي إذا أعلن قيامه بما أشار له عبو في حواره.

محمّد عبو أكّد أنّ كلمة ''مستقلّين'' لا تعني حزب التيّار بدرجة كبيرة ولا يُصدّقها، مشيرا إلى أنّه بإمكان أيّ حزب سياسي أن يقدّم طرف ليس له إنخراط في الحزب ولكنّه أكثر ولاء للحزب من أيّ طرف آخر له إنخراط. ودعا عبو إلى ضرورة معرفة الأسماء التي قدّمتها الأحزاب السياسيّة لرئيس الحكومة المُكلّف الحبيب الجملي، وبيّن الأمين العام للتيار أنّ الجملي أعلمه أنّ الأحزاب لم تُقدّم له بعد أيّ إسم واستدرك موضّحا أنّ التيار يعلم منذ ثلاث أسابيع مضت أنّ هناك أسماء تقدّمت للجملي من بعض الأحزاب المعروفة على غرار حركة النهضة وحزب آخر قريب لها حسب تصريحه.

ودعا محمّد عبو إلى ضرورة مراجعة مفهوم '' حكومة مستقلّين''، مشيرا إلى وجوب تسميتها حكومة غير منخرطين في أحزاب سياسيّة، قائلا ''أما مستقلّين فهي موضوع ثان''. وأكّد عبو أنّ الحبيب الجملي غير قادر على فعل أيّ شيء من غير حركة النهضة وذلك لعدّة إعتبارات حسب قوله، لأنّ النهضة هي الحزب الذي اختاره لتشكيل الحكومة وهو الحزب الذّي سيجمع له الأصوات للمصادقة على الحكومة. وأتبع عبو مبيّنا أنّ الجملي كان يجب عليه أن يكون واضحا في علاقته مع حركة النهضة، واعتبر أنّ الجملي قادر على اختيار التسميات في بعض الوزارات ولكن بشأن وزارات السيادة فهو عاجز  أمام حركة النهضة، قائلا '' وزارات السيادة يجب أن تكون موافقة عليها حركة النهضة''.

محمّد عبّو صرّح حسب معلوماته الخاصّة مشيرا إلى أنّه مسؤول على كلامه، وهو أنّ القراءة الدّستوريّة  لرئيس الجمهوريّة قيس سعيد تتمثّل في أنّه لا يجوز تغيّير رئيس الحكومة المُكلّف، ونفى كلّ الإشاعات التي مفادها أنّ قيس سعيّد يريد تغيّير الحبيب الجملي بعد شهرين. وأتبع عبو موضحّا حيثيات لقاء الأحزاب الأربع مع قيس سعيّد يوم أمس الإثنين 23 ديسمبر، وبيّن أنّ كلّ حزب عرض ما طلبه في حكومة الجملي وتوجّه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بالشكر لرئيس الدّولة على مبادرته الطيّبة وأعلمه أنّها جاءت متأخّرة قائلا حرفيا ''هناك فرصة فاتت و تلافيها أصبح الآن متأخرا''، وبعد ما قاله الغنوشي، فهم قيس سعيّد أنّ ''هذه حالة ميؤوس منها'' ورفع الجلسة. 

واختتم أمين عام التيار محمّد عبو حواره، قائلا '' إنّه لا أخلاقي ضرب الأحزاب من الدّاخل وفعل لا أخلاقي اللّعب تحت الطاولة'' مشيرا بكلامه إلى نداء رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة، نور الدين العرباوي، لأطراف تنتمي لحركة الشعب والتيار الديمقراطي للمشاركة في الحكومة الجديدة حتى وإن خالفوا الموقف الرسمي لأحزابهم، واعتبر عبو هذا الأسلوب غير مقبول أخلاقيا في الحياة السياسيّة. ووجّه رسالة للعرباوي قائلا أنّ التيار الديمقراطي سيفرض على النهضة أشياء كثيرة على امتداد خمس سنوات.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الحبيب الجملي قرّر تشكيل حكومة كفاءات مستقلّة عن الأحزاب بعد فشل المفاوضات مع الأحزاب على الرغم من مبادرة رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد لمواصلة المفاوضات.

ي.ر