كانت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي قد أعلنت في ساعة متأخّرة من ليلة أمس الأربعاء 4 نوفمبر 2020، أنّ مكتب البرلمان خلال اجتماعه المطوّل قد تناول مناقشة المراسلة التي وجّهها الإتحاد البرلماني الدولي للبرلمان التونسي على خلفية المراسلة التي وجّهتها موسي للإتحاد والتي تتضمن المؤيّدات الدالة على العنف الذي مارسه رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف عليها وعلى كتلتها. 

وأعلنت أنّه بعد التداول في المراسلة والوقوف على الأدلّة، قرّر مكتب المجلس المُنعقد إصدار بيان إدانة للعنف الذي مارسه مخلوف وتوجّهت بالشكر لكافة النواب الذي انتصروا للحق ولحماية المرأة من العنف.

وعلى إثر نشر موسي للفيدو وإعلانها أنّ مكتب المجلس قرّر إدانة العنف الذي مارسه مخلوف عليها، نشر ذلك النائب تدوينة أهان فيها عبير موسي.

وقام صباح اليوم الخميس 5 نوفمبر 2020، مجلس نواب الشعب بإصدار بيان ذكر فيه أهمّ النقاط التي تطرّق لها الإجتماع المطوّل لمكتب المجلس وكشف أنّه اطلع على مراسلة للاتحاد البرلماني الدولي بخصوص الشكوى التي تقدّمت بها عبير موسي، وعاين المؤيّدات التي تقدّمت بها النائبة المذكورة، واعتبر أن ما أتاه النائب السيد سيف الدين مخلوف من قبيل العنف، وقرّر إدانته.

على إثر هذا البيان نشر النائب المثير للجدل سيف الدين مخلوف تدوينة على صفحته بالفيسبوك تهجّم فيها على زملائه النواب الذين حضروا اجتماع مكتب المجلس ووصف عبير موسي '' بزبلة بن علي'' ووصف النواب الذين أدانوا تصرّفه ''بصنّاع عبير موسي'' على غرار مبروك كورشيد وسامية عبو وخالد الكريشي وحافظ الزواري. واعتبر مخلوف أنّ النواب قاموا بكلّ الوسائل للإنحراف بأشغال مكتب مجلس نواب الشعب مستغلّين  غياب رئيس البرلمان راشد الغنوش ''لأسباب مجهولة ونائبة الرئيس لأسباب صحيّة''. 

ووصف النائب الثاني لرئيس البرلمان، طارق الفتيتي ''بالصانع'' لدى عبير موسي واعتبر أنّ الفتيتي قام بقلب جدول أعمال المجلس للنظر في مراسلة للاتحاد البرلماني الدولي. وأفاد أنّ بيان الإدانة تمّ إصداره دون إتاحة حق المعني في الدفاع عن نفسه وتقديم دفاعاته وحججه. ووصف اجتماع مكتب المجلس ''بالانحراف والتآمر والخِسّة والنذالة''. كما لم يتوانى في نعت عبير موسي بأبشع النعوت على غرار ''حقيرة..عسكر التغريط'' مؤكّدا استهزائه من البيان. 

على خلفية هذه التدوينة الماسة من كرامة النواب والتي فيها تعدي صارخ على مكتب البرلمان، نشرت كتلة الإصلاح الوطني مساء اليوم الخميس، بلاغا ندّدت فيه بما أقدم عليه عضو مجلس نواب الشعب سيف الدين مخلوف من خلال كتابة نشر تدوينة من عبارات تمسّ من القيمة الاعتبارية لمكتب مجلس نواب الشعب وقدح وذمّ في عدد من زملائه النواب ذاكرا إياهم بالاسم ووصفهم بأبشع النعوت على خلفية اتخاذ مكتب مجلس نواب الشعب لقرار إدانة سلوكه و خطابه تجاه إحدى زميلاته و اعتباره مسّا بحقوق المرأة و قيم المساواة وما تولّدت عنه لفداحته من إدانات من منتظمات برلمانية دولية. 

وأعلنت كتلة الإصلاح الوطني عن تنديدها الشديد ورفضها القاطع لما صدر عن هذا النائب والذي يعدّ تحريضا على نواب الشعب ومسّا من اعتبارهم وقذفا لهم. كما عبّرت عن تضامنها الكامل مع النائب الثاني لرئيس المجلس وأعضاء مكتب المجلس المستهدفين لما لحقهم من عنف لفظي وتهجّم غير أخلاقي ينمّ عن درجة الحقد المبطّنة لدى صاحبها وإمعانه المتواصل في ترذيل أساليب العمل النيابي المسؤول.

وأكّدت الكتلة أنّ النائب المذكور تعمّد الإمعان في اهانة نواب الشعب والتحريض عليهم وإصراره على الاعتداء عليهم بأقوال وكتابات ترتقي إلى مرتبة التجريم القانوني المستوجب للمؤاخذة والعقاب. واعتبرت أنّ أقوال النائب الإسلامي وتصرفاته لا يمكن إلا أن تساهم في تشنّج الأجواء داخل البرلمان وخارجه لما فيها من اعتماد على العنف والتحريض في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى حالة وعي حقيقية بخطورة المرحلة وانعكاساتها وضرورة أن تلعب كل الأطراف الدور المناط بعهدتها في كنف الاحترام والمسؤولية.

ودعت الكتلة الإصلاح الوطني رئاسة مجلس نواب الشعب ومكتبه لإتّخاذ موقف حاسم من هذه التجاوزات الخطيرة وتحميل صاحبها وكل من يتعمد التغطية عليها مسؤولية تبعاتها وما تمثله من خطر على المسار الديمقراطي وما تنذر به من عنف سياسي.

ي.ر