اختار رئيس الجمهورية لعُضوية مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، الرجال حصرا، مُقصيا النساء من المشاركة في اتخاذ القرارات على مستوى الهيئة رغم أنّهن تشكلن نسبة كبيرة من كفاءات المؤسسة على المستوى الإداري. لسُخرية القدر، تلقت الهيئة دعوة للمشاركة في مؤتمر دولي حول مشاركة النساء في العملية الانتخابية بافريقيا، فلم تجد هيئة الانتخابات من تُرسل لهذه المناسبة سوى الناطق الرسمي محمد التليلي المنصري  الذي كان مسؤولا عن تمثيل المرأة التونسية في هذا الحدث الذي أقيم في أديس أبابا ، إثيوبيا.

أثارت هذه الحادثة سخرية التونسيين، الذين لفتوا الانتباه الى خلوّ العديد من المؤسسات لتمثلية حقيقية للمرأة على مستوى رئاسة المؤسسة ودوائر القرار، وانتشار خطاب الكراهية ضد النساء الذي لا يبدو للرئيس أنه يمانعه كونه بدوره مشاكل في تعزيز الذكورية عبر تصريحاته التي شوّه فيها عددا من القاضيات وتصريحا اخر يعبر فيه عن رفضه للمساواة وتعيينه لرئيسة حكومة لتجميل موقفه دون إعطائها أيّ صلوحية أو مسؤولية حقيقية وأخيرا-  المرسوم الانتخابي الذي سيقصي النساء من الترشح للانتخابات التشريعية.

ع.ق