محمد الناصر يتوجه بخطاب لبنات عليسة

توجّه  رئيس الجمهريّة محمد الناصر  بتحيّة تقدير وإجلال للمرأة التونسيّة بمناسبة الإحتفال بعيد المرأة الموافق للذكرى 63 لإصدار مجلّة الأحوال الشخصيّة. 

وقال الرئيس محمد الناصر في خطابه اليوم الخميس 15 أوت 2019، بقصر قرطاج، أنّ مجلّة الأحوال الشخصيّة  جسّمت الحقوق المدنيّة والسياسية للمرأة التونسيّة، ووضعت تونس في مسار الزمن الذي تعيشه الإنسانيّة المتقدّمة، وإنّ أبعادها تفوق  تجسيد الحقوق المدنيّة والسياسية للمرأة، بل أكثر من ذلك فهي تعلن عن مشروع مجتمعي جديد حامل لقيم الحداثة والمساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات، وإنّ إصدار هذه المجلّة هو حدث محوري في تاريخ تونس المعاصر وهي بمثابة ثورة حقيقية على الأوضاع الإجتماعيّة السّائدة، التي لم تجد  فيها المرأة التونسيّة مكانتها الطبيعيّة. 

وأفاد رئيس الجمهوريّة محمد الناصر، أنّ هذا المشروع المجتمعي الجديد أسّسه وأشرف عليه الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، قائلا أنّه مؤسّس الدولة الوطنيّة والمدنيّة وهو محرّر المرأة، وتوجّه لروحه بتحيّة إكبار، وخصّ بالذكر أيضا الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي الذي ناصر حقوق المرأة ودافع عن مكاسبها وفاز بمساندتها له في أوّل إنتخابات رئاسيّة ديمقراطيّة شهدتها تونس منذ 2014.

وعدّد رئيس الدولة إنجازات وانتصارات المرأة التونسيّة، بما في ذلك حركة التحرّر الوطني، وقد تصدّرت بعد الثورة المواقع الأماميّة للدّفاع عن مكتسبات الدولة الحديثة والمدنية، بالإضافة إلى تميّز المرأة التونسيّة في كلّ المجالات وهو دليل على أنّ تونس كسبت رهانها على المرأة وحقّقت بالتالي قفزة تاريخيّة وقياسيّة بمحيطها الجغرافي والحضاري والسياسي حسب تعبيره، وقال رئيس الجمهوريّة محمد الناصر أنّ تونس حقّقت الكثير بعد إصدار مجلّة الأحوال الشخصيّة، في مجال حقوق المرأة وفي دعم مكانتها في المجتمع، وأفاد أنّ الطريق لا تزال مفتوحة من أجل تجسيم تلك الحقوق على أرض الواقع.

وأشاد الرئيس بتفوّق الفتاة التونسيّة في المدارس والجامعات والتي لم تجد المكانة التي تليق بها  في سوق الشغل، فهي في أوّل سلّم الناجحين على المستوى التعليمي وأيضا في أعلى سلّم العاطلين عن العمل، وذكر في هذا السياق مجلّة الشغل التي تنصّ على المساواة في الأجور، مبيّنا أنّ هذا القرار لم يتجسّم فعليا على أرض الواقع حسب قوله ولم تستمتع به المرأة العاملة سوى في المؤسّسات أو في القطاع الغير منظّم وفي الميدان الفلاحي، ووجّه تحيّة خاصّة للمرأة الريفيّة التي تعاني من الظروف الصعبة والتي تستحقّ العناية.

ودعا الحكومة التونسيّة إلى مواصلة مجهوداتها لمعالجة الواقع الإجتماعي للمرأة التونسيّة بصفة عامّة والمرأة العاملة بصفة خاصّة، وأن تعجّل في تطبيق الإجراءات التي نصّ عليها قانون مناهضة العنف ضدّ المرأة، الذي يحتاج المزيد من العمل عليه لتنفيذه وأن يصبح واقعا ملموسا للمرأة، وأكّد أن تونس بعد القطع مع منظومة الإستبداد، هي بحاجة إلى صياغة عقد إجتماعي جديد كفيل بتكريس قيم وآليات النموذج المجتمعي المدني والديمقراطي والعادل والمتوازن الذي نريده لتونس، ولا يمكن لهذا العقد أن يرى النور إلاّ بدعم كل القوى الحيّة بالبلاد من أحزاب ومنظّمات وجمعيّات ونخب التي يجب أن تتفاعل إيجابيا بعد الإنتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة، مع المقترحات التقدميّة والتحرّرية التي تنتصر لحقوق المرأة التونسيّة وتضمن لها مكاسبها التقدّميّة. 

ودعا المرأة التونسيّة إلى مواصلة الطريق في النضال، ''عاشت المرأة التونسيّة وعاشت تونس حرّة منيعة أبد الدّهر''، بهذه الكلمات إختتم رئيس الجمهوريّة خطابه الموجّه للمرأة التونسيّة بمناسبة الإحتفال بعيدها المتزامن مع الذكرى 63 لمجلّة الأحوال الشخصيّة. 

حضر هذا الخطاب بقصر قرطاج العديد من النساء في السلك العسكري والأمني ونساء ذات مناصب في الوزارات والمؤسّسات العموميّة والخاصّة وصحفيات أيضا، بحضور رئيس الحكومة يوسف الشاهد وبعض الوزراء و رؤساء الأحزاب. 

ي.ر