أكّد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون أنّ هناك خطر وحيد في هذه المرحلة هو ''وصف الإنتخابات التونسية بأنّها انتخابات غير ديمقراطية، لا نريد أن نصل لذلك''. 

وخلال استضافته في برنامج ''ميدي شو'' مع إلياس الغربي اليوم الأربعاء 20 أفريل 2022، تمسّك نبيل بفون بما صرّح به يوم 26 جويلية المنقضي حول موقفه من قرارات قيس سعيد حين صرّح أنّ ''قرارات رئيس الجمهورية غير متطابقة مع أحكام الدستور ومن شأنها إرباك المسار العام''.

وأكّد بفون أنّ تداعيات  قرارات 25 جويلية المنقضي كانت على هيئة الإنتخابات مشيرا أنّ الهيئة هي مؤسسة تقوم على البناء الديمقراطي '' ضمانة وجودنا هو البناء الديمقراطي والبناء الدستوري '' مشيرا أنّ المساس من الدستور أدى إلى وجود تونس أمام ثلاثة أشهر من إجراء الإستفتاء ولا وجود لأي أمر واضح. 

''اليوم أصبحا نتحدث عن تغيّير نظام الإقتراع إلى الإقتراع على الأفراد بمراسيم ، يجب أن نحافظ على الحدّ الأدنى من البناء الديمقراطي وأنا كرئيس للهيئة مطالب من باب مسؤولياتي أن أقول هذا الكلام رغم الآثار التي من الممكن أن تترتّب عنه''.

ودعا بفون إلى ضرورة وجود نصّ قانوني يضبط المواعيد الإنتخابية ليساعد الهيئة على إعداد رزنامة خاصة بالمواعيد الإنتخابية. وأضاف أنّ القانون الإنتخابي الحالي قادر على أن يستوعب الإستفتاء والإنتخابات السابقة لأوانها، ''لسنا في حاجة لتغيّير القانون الإنتخابي''. 

كما أعلن أنّ هيئة الإنتخابات راسلت وزارة المالية وطالبتها بتخصيص مبلغ في حدود 85 مليون دينار لإجراء الإنتخابات السابقة لأوانها ولإجراء الإستفتاء وردّت بالإيجاب ووعدت الهيئة بأن تخصص لها ميزانية على أن يتمّ صرفها وفقا لتقدم الأشغال. 

وأفاد أنّ هيئة الإنتخابات لم تتم إستشارتها في أيّ أمر يتعلق بالإنتخابات المقبلة وبالإستفتاء ''لم يبلغ إلى علمنا أيّ شيء''. 

وعودة منه على لقاء الرئيس سعيد بعضو الهيئة فاروق بوعسكر ، أفاد بفون قائلا '' الأصل في الأشياء أن يتمّ إستقبال رئيس الهيئة ولكن تمّ استدعاء نائبي وقد طلب إذني وأنا رخّصت له بذلك لإجراء ذلك اللقاء، المسألة مرجعة نظر رئيس الجمهورية ولا أستطيع التعليق عن ذلك ولست أنا من يبرّر خيارات الرئيس''. 

وتعليقا منه على تصريح قيس سعيد حين أعلن أنّه سيجري الإنتخابات بالهيئة الحالية في حين أنّه سيُغيّر تركيبتها ، أفاد بفون أنّ قانون الهيئة يفرض أن تكون متكوّنة من 6 أعضاء في حين أنّ التركيبة تتكون من 7 أعضاء اليوم. 

وتابع قائلا ''الرئيس لا يمكن له إلاّ أن يمسّ عضو واحد فليكن رئيس الهيئة ، يبدو أنّ رئيس الجمهورية غير راضٍ على أداء رئيس هيئة الإنتخابات واستقباله لنائب الرئيس دليل على هذا ". 

وعبّر نبيل بفون عن إستعداده عن التخلي منصبه إن قرّر قيس سعيد ذلك ولكن شرط أن يتمّ الحفاظ على تركيبة الهيئة الحالية المتكوّنة إثر خروجه من ستة أعضاء مشيرا أنّ أيّ عضو جديد سيتمّ تعيّينه سُحسب على الرئيس قيس سعيد. 

وتوجه للرئيس سعيد قائلا '' نبيل بفون تخلى عنه ولكن حافظ على التركيبة للحفاظ على الحد الأدنى من الإستقلالية في الهيئة ولينتخبوا رئيسا جديدا محلي من بينهم''. 

للتذكير، كان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد استقبل يوم الإثنين 4 أفريل 2022 بقصر قرطاج، فاروق بوعسكر، نائب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وأكد خلال هذا اللقاء على أهمية دور الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وعلى ضرورة أن تكون الهيئة على أتم الاستعداد لمختلف الاستحقاقات المقبلة عليها تونس في الفترة القادمة.

لنشر إلى أنه و وفق الرزنامة الرئاسية ، سيتم تنظيم استفتاء وطني يوم 25 جويلية 2022 تليه انتخابات تشريعية في 17 ديسمبر المقبل.

ي.ر 

 صورة من الأرشيف