هل يمكن علاج فيروس كورونا ببيكربونات الصوديوم ؟

مع انتشار فيروس كورونا في جميع انحاء العالم انتشرت معه الشائعات بل أنها كانت اسرع انتشارا في بعض الأحيان من الفيروس.

اغلب الشائعات التي تزامنت مع انتشار الفيروس تمحورت حول العلاجات و الادوية الممكنة للقضاء على الجائحة ، فتهاطل التونسيون على شراء الكركم بعد تداول خبر مفاده ان مزج الكركم و العسل يقوي المناعة و يقضي على الفيروس و رغم تأكيدنا على منافع الكركم و منافع العسل الا انه لم يتم اثبات قدرته العلاجية للقضاء على كورونا ، أيضا ارتفع سعر الثوم في الأسواق بعد تداول تدوينة على موقع الفايسبوك حول قدرة الثوم على قتل الفيروس و معالجة الالتهابات التي يتسبب بها .

 تنوعت مصادر الشائعات و لم تقتصر فقط على وسائل التواصل الاجتماعي فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب مثلا تحدث عن إمكانية حقن المصابين بمواد مطهرة وهو ما اثار انتقادات و امتعاض الخبراء و الأطباء الذين قاموا بنفي هذه التصريحات و اكدوا بان تناول المواد المطهرة قد يؤدي الى الموت بما انها مواد سامة .

القنوات و البرامج التلفزية كانت أيضا مصدر للشائعات منذ انتشار الفيروس و هو ما وقع في تونس خلال هذا الأسبوع  ففي حصة تلفزية بثت يوم الاثنين 19 أكتوبر 2020 تم بث شهادة لمواطن ادعى شفاءه من فيروس كورونا بعد تناوله لبيكربونات الصوديوم ، هذه البرنامج الذي لم يعتمد على رأي طبي و لم يقم بالتأكد من تصريحات الضيف ، لقي صدى كبيرا على المشاهدين و تداوله المئات من التونسيين  على مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم الاثنين . 

BN Check قامت بالتثبت من هذه التصريحات :

هل يمكن الاعتماد على تجربة شخصية لعلاج فيروس كورونا ؟  

اكد الهاشمي لوزير مدير معهد باستور وعضو لجنة مجابهة كورونا ل BN Check  انه لا وجود لتحاليل مخبرية و لا لتجارب طبية تثبت  نجاعة بيكربونات الصوديوم في علاج فيروس كورونا :" الحديث عن علاج لفيروس كورونا حسب تجربة شخصية امر غير منطقي " ، و أشار الهاشمي لوزير ان انتاج لقاح لفيروس ما يمر بمراحل :" يبدأ بالمرحلة ما قبل السريرية و هي المرحلة التي تجرى فيها الاختبارات على الحيوانات و تتم فيها مراقبة الحركة الدوائية للمادة قبل المرور الى المراحل السريرية و التي يتم خلالها تجربة المادة على الاصحاء ثم المرضى و يتم في كل مرحلة الترفيع في عدد الأشخاص مع المراقبة الدائمة  قبل تسويق الدواء   "  

مدير معهد باستور ابدى استغرابه من انتشار هذه الاخبار في حين انه لم :"تنشر أي اثباتات علمية او تجارب طبية في هذا الموضوع " داعيا في نفس الوقت الى ضرورة التقيد بالمعلومات الصحية التي تقدمها جهات طبية رسمية .

تجدر الإشارة الى ان  معهد باستور كان قد انطلق منذ اشهر في التجارب ما قبل السريرية وهي  التي تجرى في المخابر و على الحيوانات و لم تنطلق تونس بعد في التجارب السريرية و التي قد يستغرق القيام بها عدة اشهر للتقصي و التثبت من مدى فاعليتها .

هل يمكن علاج فيروس كورونا ببكربونات الصوديوم ؟

من جهته أشار عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا الحبيب غديرة في تصريحه ل BN Check انه :" من غير المعقول الحديث على  بيكربونات صوديوم كعلاج لفيروس كورونا فالفيروس لا يصيب الخلايا المبطنة للحلق فقط بل يصيب أيضا الرئتين و الممرات الهوائية فهو يدخل الى خلاليا الجهاز التنفسي و الشعب الهوائية  و هي أماكن لا يمكن  لبيكربونات الصوديوم  الولوج اليها " و تسائل قائلا :"  كيف سيعالج بيكربونات الصوديوم الالتهابات التي يتسبب بها الفيروس في حين انه لا يمكنه حتى الولوج الى الخلايا ؟"

الحبيب غديرة اكد ان فيروس كورونا يؤدي الى اتهاب الاغشية المخاطية  و بان تركيبة بيكربونات الصوديوم كمادة قلوية لا يعالج هذه الالتهابات ، هذا و حذر غديرة من انتشار مثل هذه الشائعات و التي قد تؤدي الى مضار صحية أخرى :" قد يؤدي تناول بيكربونات الصوديوم  بكثرة الى التهابات في الفم  مما يسمح بدخول فيروسات أخرى " .  

ما هو بيكربونات الصوديوم ؟

بيكربونات الصوديوم هو مركب كيميائي يعرف أيضا باسم صودا الخبز ، له استخدامات متعددة : في المطبخ مثلا  لنفخ العجين ، لمعالجة بعض الالتهابات الجلدية عن طريق مزجه بالماء او لتقليل من عسر الهضم .  

ر.ع