" تونس ليست ضيعة و لا بستان  و لا أرض مهملة " هكذا عبر رئيس الجمهورية قيس سعيد عن تمسكه بسيادة الشعب ورفض التدخل الاجنبي في تونس . الرئيس قيس سعيد الذي أشرف اليوم السبت 9 أفريل 2022 على المجلس الوزاري لم يتردد في توجيه سهامه الى من يصفهم ب " العمالة " و من اختاروا الارتماء في أحضان الخارج حسب تعبيره " لا الخارج يكافأهم و لا الشعب يصفح عنهم " .

و في الفيديو الذي نشرته رئاسة الجمهورية شدد الرئيس على تمسكه بسيادة الشعب قائلا " تونس يحكمها التونسيون و لا يمكن أن نعود كما يعمل الآخرون على العودة إلى حكم القناصل". و استحضر قيس سعيد خلال المجلس الوزاري رمزية تاريخ اليوم 9 أفريل الذي طالب فيها المناضلون ببرلمان تونسي و استحضر أرواح الشهداء الذين سقطوا من أجل هذا البرلمان " نعمل على تحقيق آمالهم و تحقيق مطالبهم و نحن مع البرلمان المعبر عن الارادة الحقيقية للشعب لا ان يكون برلمانا تسيل فيه الدماء و يتبادل فيه من تم انتخابهم الشتائم " .

و كان المجلس الوزاري المنعقد اليوم السبت بمثابة المحاضرة و كأن الرئيس يستحضر أيامه في مدارج التعليم حيث لم يتردد في إعطاء درس في تاريخ البرلمان التونسي متحدثا عن بيرم التونسي تارة و عن صحيفة البرلمان التي صدرت سنة 1956 تارة أخرى ، معللا خطابه ببعض الصور و الرسوم الكاريكاتورية . 

و بخصوص الحوار الوطني أكد الرئيس قيس سعيد ان الحوار لن يكون الا مع الصادقين و الوطنيين " لست هنا لاوزع صكوك الوطنية الشعب هو المخول لتوزيعها " و حول الانتخابات المقبلة قال الرئيس أنها ستقوم على نظام اقتراع جديد و الذي ظهر من خلال الاستشارة الالكترونية " و لن يكون الحوار مع من اختار العمالة و اختار الارتماء في أحضان الخارج " . و يتحدث رئيس الجمهورية عن نظام الاقتراع على الأفراد الذي حظي بأغلبية الأصوات في الاستشارة الإلكترونية التي لم تحظى بمشاركة أغلبية التونسيين . 

و الملفت في خطاب الرئيس قيس سعيد هو اختيار توقيت نشره على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية و الذي حدد بتوقيت الافطار ، و يبدو التناقض واضحا  في سياسة الاتصال لدى رئيس الجمهورية فهو من جهة يتوجه الى الشعب لكنه في المقابل ينشره خطاباته في ساعات متأخرة من الليل أو كما فعل اليوم في توقيت الإفطار . 

ر.ع