قيس سعيد : لا يمكن أن يكون للدولة دين...
في احتفال جمع نساء تونس من سياسيات وأمنيات ومُثقفات، وحضره الفريق الحكوميّ وقياديو الأحزاب ورئيسي الحكومة المغادر الياس الفخفاخ والبرلمان راشد الغنوشي، ورئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي، قام قيس سعيد رئيس الدولة بتقديم مقاربة تاريخية عن مجلة الأحوال الشخصية وتفاصيل اعتمادها ودور الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في اقرارها دون تقديمها للمجلس القومي.
متوجها للسياسيين على يمينه، وأولهم راشد الغنوشي زعيم الحزب الاسلامي، لم يتردد قيس سعيد في نقد دستور 2014 في فصله الأول الذي يقر بأن تونس دولة دينها الاسلام، ذاكرا الظروف المحيطة باعتماد هذا الفصل. ساخرا من الفكرة المغلوطة لكون الدولة بما هي مؤسسات وقوانين لها "دين"، علّق قيس سعيد "هل يعني ذلك أنه يوجد دول ستذهب للنار وأخرى للجنة."
متحدثا عن مسألة الميراث، أكد سعيد أن هذه القضية غير بريئة وأنه لا مجال لتأويل النص القراني.
" النقاش والصراع حوا الإرث والميراث فهو صراع خاطئ وغير بريء كأن التونسيين لهم حسابات في المصارف الأجنبية لنُسوّي أوّلا بين المرأة والرجل في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية قبل الحديث عن الإرث النص القرآني واضح ولا يقبل التأويل ومنظومة الإرث في الإسلام لا تقوم على المساواة الشكلية بل تقوم على العدل والانصاف. أن المساواة في الفكر الليبرالي هي مساواة شكلية لا تقوم على العدل بقدر ما تقوم بالايهام به فلا يتمتع بالمساواة إلا من كان قادرا على ذلك ماديا. "
تحدث قيس سعيد عن كتاب ومفكرين ساهموا في بلورة الرؤية التقدمية التونسية لحقوق المرأة كالطاهر الحداد وكتابه الذي لاقى جدلا وتكفيرا 'امرأتنا في الشريعة والمجتمع. كما انتقد سعيّد رؤية الاسلاميين المغلوطة للمساواة في القران مؤكدا أنّ ما جاء في القران هو العدل، مفسرا الفرق الفلسفي بين العدل والمساواة. ملتفتا مرة ثانية ليمينه حيث الغنوشي، علّق سعيد أن الاسلاميين هاجموا الحداد ذاكرا مثال كتاب "الحداد على امرأة الحداد."
اثر الخطاب، قدم رئيس الدولة وسام الجمهورية لثلة من النساء اعترافا بمجهودهن الوطني، وعلى رأسهم وزيرة العدل ثريا الجريبي.
ع.ق
تعليقك
Commentaires