alexametrics
آخر الأخبار

قيس سعيد : من أخطر الجرائم التي أرتُكبت في حق الشعب التونسي التسلل المُبطّن للسياسة إلى المدارس

مدّة القراءة : 3 دقيقة
قيس سعيد : من أخطر الجرائم التي أرتُكبت في حق الشعب التونسي التسلل المُبطّن للسياسة إلى المدارس


أشرف رئيس الجمهورية قيس سعيد، اليوم الجمعة 5 أوت بقصر قرطاج، على موكب الاحتفال بيوم العلم، ودار هذا الموكب بحضور نجلاء بودن رمضان، رئيسة الحكومة.

 

وألقى رئيس الدولة كلمة بالمناسبة، ثم تولى تسليم جوائز المتفوقين في قطاعات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والتجديد، والجوائز الوطنية للبحث العلمي والتجديد، والجوائز الوطنية للتنشيط الثقافي بمؤسسات التعليم العالي والبحث والخدمات الجامعية، والمتفوقين في شهادات ختم الدروس حسب الوزارات، والمتفوقين بوزارة التكوين المهني والتشغيل.

 

وفي كلمته أكّد قيس سعيد أنّ الثروة الحقيقية التي لا تنضب أبدا هي الثروة البشرية. 

'' من دواعي القرف والأسى والألم أنّ هناك ممن لا يزال يحنّ إلى برنامج المدير العام للتعليم في سنة 20 في ظل الحماية بعد قرن من الزمن، مازال يهزه الحنين إلى الهيمنة الأجنبية وإلى طمس معالم عروبتنا وضرب لغتنا والإزدراء بمن يتخاطب بها''، أفاد سعيّد مندّدا بالأطراف وخاصّة السياسية التي تسخر من اللغة العربية ومن كلّ من يخطئ فيها. 

كما أثنى على التعليم وقيمته معتبرا أنّ منظومة التعليم في السابق وعلى الرّغم من ضعف البنية التحتية للمؤسسات التربوية كانت تقدم نتائج جيّدة. وأشار أنّ الإصلاحات التي تتالت ، ما كانت بريئة على الإطلاق قائلا '' تسلّلت السياسة إلى البرامج بحثا عن توازن مزعوم ويذكر البعض ماذا حصل في السنوات 70 و 80 ، وكان الهدف ليس الرقي بالتعليم وبالشهادات التونسية ولكن بحثا عن توازن مزعوم للحدّ من انتشار فكر على حساب فكر آخر وانتصارا لتيار سياسي للحدّ من تيار كان نقيضه لأنّ اليوم لم يعُد هذان الطرفان يقفان على طرفيْ نقيض، بل يقفان في صفّ واحد وفضحتهم الأعوام ودحض أكاذيبهم الشعب التونسي يوم 25 جويلية 2022''. 

 

وانتقل بكلمته مباشرة للحديث عن الإستفتاء قائلا ' استفتاء تاريخي حسم فيه الشعب أمره بالرّغم من محاولات التشكيك مِن من كانوا يتصارعون في المركب الجامعي صاروا صفا واحدا  اليوم واصطفوا وراء نفس الشعارات بعد أن لفظهم الشعب ولم يحصلوا كلّهم على حتى مليون و 700 ". 

 

ثم عاد في خطابه المخضرم، للحديث عن المنظومة التربوية التي باتت تضم '' خبراء وما هم بخبراء'' وفق قوله وبيّن أنّ دستوره الجديد لذلك نصّ على إنشاء مجلس أعلى للتربية والتعليم وتابع قائلا '' حتى ننأى بالناشئة ، بتلاميذنا ، بطلبتنا بالباحثين في كل الميادين عن حسابات السياسة والسياسيين ، لأنّ المستقبل هو لهؤلاء والشعب ليس دمية والعلم ليس بضاعة". 

 

'' من أخطر الجرائم التي أرتكبت في حق الشعب التونسي في العقود الأخيرة، التسلل المبطّن للسياسة إلى المدارس وإلى المعاهد وحينما توضع البرامج وبعض النصوص لا توضع بناء على معطيات موضوعية ولكن بهدف إحداث توازنات سياسية داخل المجتمع ، ثم من أكبر الجرائم أيضا التي ارتكبت في حق تونس ، إفراغ العقول من ملكة التفكير والنقد ''

وعبّر قيس سعيد عن أسفه من مغادرة الكثير من خريجي الكليات والمعاهد لتونس للدراسة والعمل في الخارج قائلا '' بقي للأسف في المقابل أنّ العديدين لا يفكرون بعد الحصول على شهائدهم العلمية إلاّ في مغادرة الوطن، لأنّ الآفاق في الداخل محدودة ومطالبون كلّنا بفتح آفاق لهؤلاء في جميع المستويات ، ما معنى أن ينتظر باحث في كلية تونسية في الكيمياء أو الفيزياء، لمدّة أشهر أن يحصل على شيء يقوم به ضروري لأعماله في حين يحصل عليه في نفس اليوم في المعاهد الأجنبية''. 

 

'للأسف يغادرون لأنّهم يجدون الحوافز في الخارج ويجدون كلّ التشجيعات، وفي العديد من المناسبات قلت لكثير من المسؤولين من الخارج ، من يقرض من ؟ هناك القروض التي تأتينا من المؤسسات المالية ومن بعض الدول والهبات التي ذهبت في جيوب من تعلمون ومن لا تعلمون، ولكن سيعلم الشعب من هم بعد التدقيق الذي يتواصل هذه الأيام في مسار الهبات التي تحصّل عليها البعض ولم تدخل أصلا إلى تونس ، قلت لهم من يُقرض من؟ طبيب مبرّز وأستاذ جامعي قضى حياته في البحث يخرج في آخر سنوات عمله إلى الخارج، من ينتفع بمن؟ نحن نقرضهم الكفاءات والعقول التي لا تُقدّر بمال في كلّ بنوك العالم ''.

 

''للأسف للأثرياء وأبنائهم تعليمهم في الداخل وفي الخارج ولأبنائنا الذين لم يتجاوزوا سنّ السادسة تعليمهم هذا أن تمكّنوا أصلا من الالتحاق بالمدارس الابتدائية التي تبعد عن مقرات سكناهم كلمترات، كان يُفترض أن لا يكون هناك أيّ أمّيّ في تونس  ، هناك أمّيون بطبيعة الحال لديهم شهائد مزيّفة وأمّيون وجهلة وخارج التاريخ ولكن هناك أميون لم يتوجّهوا إلى المدارس نتيجة الفقر والبؤس ، الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في البشر هذه هي ثروتنا ''. 

 ي.ر

 

 

 


تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter