أشرف رئيس الجمهورية قيس سعيد، مساء اليوم الخميس 9 ديسمبر 2021 بقصر قرطاج ، على إجتماع مجلس الأمن القومي.

في مفتتح الإجتماع، أشار الرئيس قيس سعيد أنّ الغاية من هذا الإجتماع هو طمأنة التونسيات والتونسيّين على الوضع العام في البلاد على خلفية الحريق الذي اندلع في مقرّ حركة النهضة ظهر اليوم الخميس. وتمنى في هذا السياق الشفاء لكل المصابين في هذه الحادثة. 

خلال الإجتماع، أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد على أن الدولة التونسية واحدة وقائمة بمؤسساتها وستظل آمنة وقوية وتعمل وفق القانون، وحث التونسيات والتونسيين على عدم الانسياق وراء الإشاعات من أي طرف كان. وأشار إلى أن تونس التي تتوفر على كل الإمكانيات بحاجة إلى مشروع اقتصادي واجتماعي يلبي تطلعات الشعب.

''أريد أن أطمئن التونسيات والتونسيّين على أنّ الدولة التونسية قائمة وإن كان هناك عمل إجرامي فهناك تحقيقات عدلية ستأخذ مجراها الطبيعي والمهم أنّ تونس اليوم يجب أن تكون آمنة وتونس بلد آمن ودولة قوية في ظلّ القانون وفي ظلّ العدالة تتولى النظر في هذه الحادثة التي جدّت هذا اليوم''. 

''الدولة التونسية قائمة بكلّ مؤسساتها ولابدّ من التذكير بأننا نعمل دائما وفق القانون ولا مجال للخروج من القانون وكنت أتمنى أن نجتمع اليوم للنظر في المشاريع التي ننوي تطبيقها ولكن للأسف تحصل مثل هذه الأحداث تجعلنا نجتمع لأنّ الدولة يجب أن تكون قائمة ويجب أن تكون في ذهن كلّ مواطن ولا مجال لتقسيم الدولة '' 

وشدد على أن تونس لن تتقدم إلا في ظل قبول الآخر والتنافس النزيه، مشيرا إلى أن الحسابات السياسية الضيقة لا تدوم ولن يبقى إلا من يقوم بعمل ويطبق برنامجا يخرج تونس من وضعها الحالي.

كما أكد رئيس الجمهورية على أن الاختلاف في التصورات والآراء لا يعني انعدام التعايش، وعلى أن الدولة تتسع للجميع والقانون فوق الجميع. ودعا، أيضا، إلى الوحدة بين التونسيين ووضع حد للقضايا التي تبرز بين الحين والآخر حتى يمر المواطن من حالة اليأس إلى حالة الأمل.

'' أدعو كلّ التونسيّين والتونسيات إلى أن يطمئنوا وأن لا ينساقوا وراء الإشاعات من وراء أيّ طرف كان، لأنّ القضية تهم دولتنا ومستقبلهم ، أرجو أن لا يحصُل مرّة أخرى ما حصُل وأتمنى أن يكون الجميع مؤمنا بأنّ التونسية واحدة لا مجال لتقسيمها ، ولا مجال للفتنة ، ولا مجال أيضا للتفكير في أيّ عملٍ إجرامي وكلّ من قام بمثل هذه الأعمال بطبيعة الحال هناك العدالة وهناك القضاء وكلّ يتحمّل مسؤوليته''. 

وأضاف الرئيس قيس سعيد أنّ الشعب التونسي ينتظر مشروع اقتصادي واجتماعي وفض المشاكل المتصلة بحياتهم اليومية في ظلّ دولة موحّدة ودولة يشعر المواطن التونسي أنّها تحميه ومؤسسات تحميه في ظلّ القانون. 

'' لا نستطيع أن نتقدّم إلاّ بأنّ كل فرد يقبل الآخر ويقبل التعايش معه ويقبل التنافس النزيه معه ، المهم أن تكون هناك وحدة بين التونسيين بشعورهم للإنتماء للدولة التونسية ''. 

وشدّد الرئيس قيس سعيد على أهمية أن يتمّ وضع حدّ للأعمال الإجرامية ودعا إلى أن تأخذ العدالة مجراها في ما يخصّ احتراق مقرّ حركة النهضة وأشار قائلا '' إن كان هناك عمل إجرامي يجب أن تأخذ العدالة مجراها وإن كان الذي حصُل نتيجة لشخص أضرم النار في نفسه لأسباب تعنيه ولكن هذا يبتّ فيه القضاء ''. 

وأكّد قائلا '' ولكن ليطمئنّ التونسيون والتونسيات على أنّ الدولة التونسية واحدة ، وتتسع للجميع وأن القانون فوق الجميع وأنّ الدولة قوية بمؤسساتها العسكرية والأمنية وبإرادتها وبشعبها الذي يجب أن يكون موحّدا لنعبر معا من اليأس إلى الرجاء ، إلى الأمل في مستقبل أفضل لأبنائنا ولأحفادنا ولنسلّمهم الراية التونسية يرفعوها أعلى وأعلى في كلّ مكان وفي كلّ محفل''. 

واختتم اجتماعه قائلا '' إنّ الحسابات السياسية الضيّقة لا تدوم ، لا يدوم إلاّ من يقوم بعمل وبفعل ويطبق برنامج لنهضة تونس وللخروج ببلادنا من هذه الأوضاع للأسف التي مازالت متواصلة ، أرجو أن لا يتكرّر هذا وأطلب مرة أخرى من التونسيّين والتونسيات أن لا ينساقوا وراء الإشاعات ووراء السبّ والشتم والثلب وما يحصل في هذه الوسائل الجديدة للتواصل الإجتماعي والمفروض أن يكون مجتمع موحّد ، نختلف في الآراء ، نختلف في التصوّرات ، نختلف ربّما في كلّ شيء ولكن يجب أن يفهم الجميع أنّ الإختلاف لا يعني انعدام التعايش ''.

ي.ر