قيس سعيد يرفضُ الصحافة التونسية ويفضلّ الصحفيين الأجانب
تصدّر مقطعُ فيديو للصحفي والكاتب الفلسطيني، عبد الباري عطوان الشبكات، فيديو بتاريخ أمس 30 جويلية 2022 قال فيه إن لقاءً جمعه يوم الخميس الماضي برئيس الجمهورية قيس سعيّد، ودار على انفراد دون حضور أي من مستشاري الرئيس لمدة ساعتين كشف فيهما الرئيس العديد من الأسرار.
ساعتين لصحفي عربي، 0 ساعة للصحافة التونسية.
علاقة جفاءُ تجمعُ الرئيس بالاعلام المحلي الذي يبدو أنه لا يعترف به، مثلما لا يعترف بتعيين ناطق رسمي للرئاسة أو مكتب اعلام. منذ 2019 لم يزر ايّ صحفي قرطاج، لم يستقبل قيس سعيد أو وسيلة اعلام محلية ولم يكن ضيف أيّ قناة أو إذاعة تونسية، لم يستطع أيّ صحفي الحصول على معلومات مباشرة من الرئاسة بشأن القضايا التي أثارت الجدل (قصّة النفق، الرسالة المسمومة وغيره من المغامرات) كما لم يشهد القصر تنظيم أيّ ندوة صحفية حقيقية تتضمنُ مساحة حرّة للأسئلة والاجابات.
لا تعلن الرئاسة بصفة قبلية عن نشاطات قيس سعيد، تكون زياراته 'مفاجئة' ولا نتمكن من متابعة تحركاته الا عبر الصفحة الرسمية للرئاسة وبلاغاتها المقتضبة.
يخاطب سعيد شعبهُ عبر مقاطع الفيديو التي تنشرها الصفحة الرسمية ولا يعترف بمحمل اخر للمعلومة أو القرارات المهمة.
مع ذلك- ورغم استحالة لقاء أي صحفي تونس الرئيس، وأن فرصة تمكن أي وسيلة اعلام محلية من تحصيل لقاء صحفي معه تكادُ تكون معدومة (ماعدا جولاته الليليّة التي قد يجيبُ فيها عن أسئلة صحفي بالصدفة)، يستقبل رئيس الجمهورية صحفيا أجنبيا ويتحدث معه عن الشأن الداخليّ ويستئمنه على أسرار الدولة ويقدم له المعلومات الحصرية، بينما يواجه الاعلام التونسي بالرفض والاستحقار والاتهامات المجانية...
أكد عبد الباري عطوان، في فيديو نشره على قناته على يوتيوب، أن سعيّد أبلغه أن أحد رجال الأعمال حاول شراء ذمته وعرض عليه رشوة في لقاء جمعهما عقب توليه رئاسة الجمهورية، وكان رد الرئيس : "لا أملك في جيبي سوى 40 دينارا، ولو ملأت الغرفة بأوراق من فئة 100 دولار، فلن آخذ منها ورقة واحدة". كما تحدث رئيس الجمهورية طيلة اللقاء، عن وجود "مؤامرة" تستهدف تونس، تقودها أطراف خارجية بالتعاون مع "أذيالها في تونس"، ووُظفت فيها امبراطوريات إعلامية.
ونقل عطوان أن رئيس الدولة ينفي "كل الاتهامات الموجهة له بالاستبداد، مشيرا إلى أنه لم يغلق أي قناة تلفزية أو إذاعية أو صحيفة رغم كل الانتقادات الموجهة إليه والتي وصلت أحيانا إلى السخرية".
لكن ما فات الرئيس أن ما يزعجُ وسائل الاعلام ليس تهديدات الغلق والمقاضاة... بل سياسة القصر الفوقية والاستعلائية مع وسائل الاعلام وحرمانه.
ع.ق
تعليقك
Commentaires