قيس سعيد من باريس : أكررها أمام العالم، التطبيع خيانة عظمى!

 استضاف الصحفيّ التونسي توفيق مجيد رئيس الجمهورية قيس سعيد في أولّ حوار صحفي له على قناة فرانس 24، منذ توليه الرئاسة. وعُرض اللقاء حصريا على القناة الفرنسيّة اليوم 19 ماي 2021، بينما لم يعقد الرئيس منذ توليه كرسي قرطاج أي لقاء صحفي أو ندوة اعلامية، في تونس.

تحدّث رئيس الدولة عن سياق زيارته لباريس، للمرة الثانية، بدعوة من لرئيس الفرنسي ايمانيوال ماكرون مؤكدا أن مداخلته في قمة تمويل الاقتصاديات الأفريقية تمحورت حول استعمال مقاربة حقوقية وانسانية للتعامل مع مخلفات الأزمة الصحية على الدول الفقيرة، لأنّ الحق في الصحة حق من حقوق الانسان ولا يجب اختصار الأمر في الجوانب الاقتصادية.
وتابع الرئيس أنه قبل أن نتحدث عن مناخ الاستثمار في تونس يجب أن نتساءل عن الاستثثمارات السابقة التي وقع نهبها معلقا "يجب أن نتساءل هل نحن دولة فقيرة أم منهوبة".

وأشار رئيس الدولة الى أنّ المناخ السياسي سيكون مناسبا حين يكون المسؤول مسؤولا أمام المواطن لأن الطبقة السياسية تتعامل مع المواطنين كأوراق اقتراع. وأكد، أن الشباب هو ثروة تونس لكن لم تترك لها الفرصة ليستغل ثروات بلاده.

"المليارات التي نسمع بها في نشرات الاخبار لا تعد ومع ذلك نحن في حالة من الفقر والفساد الذي نخر الدولة، نخرتها أسراب الجراد.. نحن في حاجة لمناخ سياسي مسؤول وسليم."

في نقطة أخرى، أكّد الرئيس أن التطبيع مع الكيان الصهيوني  هو كلمة لا معنى لها، لأنه ليس من الطبيعي أن تكون دولة تحت الاحتلال وأن تكون لها علاقات مع المستعمر، وتابع أن القضية تتعلق بالخيانة ومن يتنكر لحق شعب في أرضه غير طبيعيّ. وشدد الرئيس على أن كلمة التطبيع كلمة دخيلة، مرددا أن انكار الحق الفلسطيني هو خيانة عظمى. وفسّر الرئيس أن الحركة الصهيونية السياسية الاستعمارية مختلفة عن الديانة اليهودية مذكّرا بأن يهود تونس كاملو المواطنة والحقوق والحريّات مستنكرا ربط الفكر الاستيطانيّ بديانة سماوية.

"حملت العلم الفلسطيني في هذا المؤتمر الدولي لتوجه تونس رسالة للعالم مفادها أن الحق الفلسطيني مشروع، وان للانسانية أن تضع حدا لهذه المظلمة والمجازر المستمرة. القضية يجب أن تطرح على مستوى مجلس الأمن وسأعمل ديبلوماسيا على وقف العدوان ضدّ فلسطين وليس غزة فقط. صراعنا من الصهيونية وليس الديانة اليهودية. المواثيق الدولية الانسانية لم تطبّق."

الرئيس، فسر أن الصهيونية تعمل على ادخال كلمة لا معنى لها في القاموس العربي مثل "التطبيع"، حتى نستبطن الهزيمة ونقبل بأنّ الاحتلال "طبيعيّ"، مجددا تمسك تونس بالحق الفلسطيني في التحرر واقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

وأكد سعيد في سياق اخر أن تونس جاهزة لاحتضان قمة الفرنكوفونيّة في جزيرة جربة، التي اقترحها لتكون الجزيرة التي تقام فيها القمّة. وجدد حرص تونس على انجاح هذه المناسبة الدولية، مستدركا أنه يوجد بعض الأطراف التي تسعى لافشال القمة لحسابات سياسية متحفظا عن ذكر هذه الأطراف ومشيرا الى أنه سيأتي الوقت المناسب للافصاح عنها.

ع.ق