تحوّل مساء أمس الثلاثاء 8 مارس 2022، رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى مقرّ وزارة الداخلية والتقى بالقيادات الأمنية وتوجّه من مقرّ الوزارة بكلمة طمأنة لكافة الشعب التونسي أكّد من خلالها أنّه لن يسمح بالتلاعب بقوت الشعب وحقوقه. 

''أريد أن أوجّه رسالة من خلال هذه الزيارة الحادية عشر ليلا، إلى كلّ الشعب التونسي ، أنا في بهو وزارة الداخلية لأأكّد على أنّ الدولة متماسكة ولنؤكد خاصة على ضرورة مضاعفة الجهد في هذه المرحلة بالذات خاصة بالنسبة إلى مسألة المضاربة والأسعار أريدها حربا دون هوادة ضد هؤلاء المحتكرين المجرمين في إطار القانون ''

''نحن نعمل في إطار القانون وسيتمّ وضع مرسوم يتعلق بمسالك التجويع حتى تتحوّل إلى مسالك توزيع في إطار القانون '' صرّح الرئيس سعيد مشيرا أنّ مثل هذا الإحتكار لم يحصل في ديسمبر 2010 وفي الأشهر الموالية '' بعد 14 من جانفي لم يحصل مثل هذا الإحتكار الذي نشاهده اليوم''. 

واعتبر أنّ عمليات الإحتكار للمواد الغذائية هي بفعل فاعل والأمر غير عادي وطمأن الشعب التونسي على أنّ هذه الظاهرة هي ظاهرة سيتمّ التصدي لها وتمّ تحديد ساعات الصفر للقيام بالواجب الذي تقتضيه المسؤولية. 

''من يضارب بقوت المواطنين لا يسعى هو ومن يقف وراءه إلى التجويع والتنكيل بالشعب فحسب بل يسعى إلى ضرب السلم الأهلية وأنا لا أشك لحظة واحدة بأنكم ستواجهون هؤلاء الذين يريدون ضرب الأمن والسلم داخل المجتمع لأنّها ظاهرة غير طبيعية''. 

وأكّد الرئيس قيس سعيد أنّ المواد الأساسية متوفرة ويتمّ تخزينها وتتم المضاربة ويتمّ تضخيم عمليات المضاربة في بعض وسائل الإعلام معتبرا أنّ دور الإعلام يتمثل في توعية المواطنين لأن لا ينساقوا وراء جملة من الإشاعات والأكاذيب والأراجيف وتابع قائلا '' يتمّ تضخيمها بهدف إدخال الهلع في صفوف المواطنين''.

وأضاف قيس سعيد أنّ العمل مستمر ليلا نهارا مشيرا أنّه تحوّل لوزارة الداخلية في ساعة متأخرة من الليل للتحدث عن الطريقة التي سيتم اعتمادها بعد أن تمّ تحديد ملامحها لوضع حدّ للمضاربة والاحتكار. 

''تمّ تحديد الأهداف وسننطلق بجهودكم والتي أتابعها في كلّ لحظة وفي انتظار المرسوم المتعلق بمسالك التوزيع وبالمضاربة والإحتكار بعد أن حددنا الملامح الكبرى للعمل الذي يقتضيه الواجب المقدس تجاه المواطنين والمواطنات واتجاه الوطن''.

'' سننطلق في هذه الحرب، ضد من يريدون تجويع التونسيين والتنكيل بهم وهو أمر لم يحصل قط حتى في ظروف قاسية سابقة في الأعوام 60 بالرغم من قلة ذات اليد لم يكن الوضع بذات الشكل اليوم ". 

وأكّد قيس سعيد على أنّ هناك من يُدبّر ومن يسعى إلى ضرب المجتمع من الداخل '' هذه طرقهم وهذا ما دأبوا عليه في السابق ، سنتصدى بالقانون وبقوة القانون لكلّ هؤلاء المحتكرين المجرمين المضاربين الذين لا تعنيهم حياة المواطنين، أريد أن أطمئن التونسيين وأريد أن أقول لهم إنّ هناك دولة وهناك رجال وهناك نساء يقفون من أجل توفير الأمن وتوفير الغذاء وتوفير كل الشروط الأساسية لتحقيق مطالبهم المشروعة في حياة كريمة في ظل دولة تسعى إلى تحقيق العدل بين الجميع''

ودعا قيس سعيد ، النيابة العمومية إلى التحرك بسرعة قصوى ضد المحتكرين في نطاق القانون ''من يحاول إدخال الفوضى من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، فليعلم أنّ هناك وطنيون ووطنيات يعملون من أجل تطبيق القانون ولا تأخذهم لولمة لائم''. 

وشدّد الرئيس على أنّه لن يترك الفرصة للمجرمين و المحتكرين والمضاربين للمساومة بحقوق التونسيين في الغذاء والدواء وفي كلّ مرافق الحياة وأكّد قائلا 

''دخلنا مرحلة جديدة في التاريخ ، دخلناها بعزيمة ، دخلناها بإرادة ثابتة لنحقق آمال شعبنا ، بالرغم من حملات التشويه والمغالطة وعلى الرغم من وجود عدد من الذين ينتسبون بالجنسية فقط إلى تونس ولكنهم باعوا ضمائرهم وباعوا أنفسهم بحفنة من العملة الصعبة ولا تهمهم حياة المواطنين إطلاقا يهمهم إدخال الفزع والخوف ''. 

ي.ر