في مقطع فيديو نُشر بتاريخ أمس 16 أوت 2022 أكد أحدُ النقابيين في نقابة موظّفي الإدارة العامّة لوحدات التدخّل بقابس أنّ همم الأمنيين لا تشترى بالأموال وأنهم مستقلون عن الصراعات السياسية وهم غير محسوبون على قيس سعيد أو راشد الغنوشي، مشددا أنّ ولائهم التام للوطن وللنقابة الأمنية فقط...

وادّعى النقابيّ، أن الأمنيين مذكورون في القرآن في سورة الأنعام تحديدا في الاية التالية "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" (الأنعام الآية 82).

لنشر الى أن المقصود في هذه الاية القرانية طبعا ليس الأمنيون والمؤسسة الأمنية، حيثُ -منطقيا- لم تكن هناك مثل هذه الهياكل المنظمة والحديثة وقت نزول هذه الايات، ووفق التفسير الديني لهذه الاية فان الأمن هو " الأمن من المخاوفِ والعذاب والشقاء، والهدايةُ إلى الصراط المستقيم". أي الأمن بمفهومه الدينيّ الروحاني، وهو الإحساس بالهدوء والسكينة المتأتي من الايمان بقوة عظمى.

أثار ما زعمهُ هذا النقابي  (الذي أخطأ حتى في ترقيم الاية) السخرية والمخاوف من تداخل اللاهوتيات والمفاهيم الحديثة للدولة والمؤسسة والأمن، واقحام الشأن الديني في مؤسسات الدولة المدنية .

في الواقع، تعددت التصريحات الكثيرة للريبة من النقابيين الأمنيين الذين يتمردون على مفهوم الأمن الجمهوري ويريدون القيام بدور الشرطة الدينية التي تنهي عن المنكر وتتحكم في "الذوق العام".

أمام هذه التصرفات المعزولة، قررت وزارة الداخلية متابعة هؤلاء الأمنيين تأديبيا وجزائيا.

ع.ق