منجي الحرباوي يهاجم بشراسة الصحفية كوثر زنطور

يمكن أن تكون نائب شعب وقياديا بحزب يدعي الدفاع عن حرية التعبير إلاّ أن النزول إلى القاع وقلة الحياء للنائب منجي الحرباوي يمكن أن تحطم أرقاما قياسية.

هكذا كان النائب عن نداء تونس منجي الحرباوي (شق حافظ قائد السبسي) في تدوينة على حسابه الشخصي نشرها اليوم الأربعاء 17 أفريل 2019 هاجم من خلالها بشراسة صحيفة الشارع المغاربي ومديرتها كوثر زنطور. وكان موضوع الهجوم، مقال نشرته الصحيفة بخصوص لقاء جمع حافظ قائد السبسي برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي.

وحسب منجي الحرباوي لا وجود لأي لقاء والمقال كاذب، لكنه لم ينفي الخبر ببساطة كأي سياسي مسؤول إنما فضل مهاجمة مديرة الصحيفة من خلال تدوينة في شاعرية مزيفة.

''النزول للقاع عنوانه الشارع المغاربي'' مأجورة بلا سبب زنطورة ولا عجب ترويج الإشاعة جريمة يا صحافة المجاري عيب''.

ما يقلق في الأمر هو أن الصحيفة التي نعتها بالنزول للقاع تعتبر من ضمن الجرائد النادرة باللغة العربية التي تتميز بالتدقيق الجيد في المعلومات قبل نشرها.

وبالتالي لا يمكن إستبعاد أن حافظ قائد السبسي قد إلتقى فعليا براشد الغنوشي، ونشرُ الشارع المغاربي لهذه المعلومة قد أحبط إستراتيجية نداء تونس الذي أراد لهذا اللقاء أن يظل سريّا.

ولو فرضنا أنه لم يلتقيه وأن الصحيفة نشرت إشاعة (وهو أمر مستبعد) ،إنكار بسيط كان ليكون كافيا بدلا من إهانة صحيفة وكل الصحفيين العاملين فيها، والأسوأ من ذلك هو أن الحرباوي سمح لنفسه بالسخرية من لقب الصحفية كوثر زنطور، بينما يحمل هو بذاته لقبا كان محل سخرية في عديد من الأحيان.

فهو لم يسخر فقط من لقب عائلة لكنه نسيّ أيضا أن مدير مؤسسة إعلامية مسؤول كالشارع المغاربي لا يتدخّل إلا نادرا في عمل صحفييه ولا يواكب كل ما ينشر فهي وظيفة رئيس التحرير، وليست وظيفة مدير المؤسسة إلا أن العديد من السياسيين يفضلون مهاجمة المدير على أمل أن يأمر الصحفيين والمحررين بأن يكونوا أكثر تساهلاً تجاههم، ومن الممكن أن يكون ذلك صحيحًا في الصحف ذات المستوى الهابط ، ولكن ليس في الصحف عالية الجودة التي لا يمكن تخويف أصحابها من خلال هذه الممارسات.

س.ع