يوسف الشاهد: هناك أطراف عرقلت التقارب بيني وبين الباجي قائد السبسي

قال رئيس الحكومة يوسف الشاهد خلال حضوره بالقناة الوطنية الأولى اليوم غرة أوت 2019 أنه هنالك أطراف عرقلت عملية التقارب بينه وبين الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي بعد أن أعرب الرئيس عن دعوته له للعودة لنداء تونس في خطابه بمناسبة عيد الاستقلال في 20 مارس الماضي ومطالبته بالرفع التجميد عنه في مؤتمر المنستير الماضي في 6 أفريل.

واعتبر الشاهد أن علاقته بالرئيس الراحل بدأت في الخمسة أشهر الأخيرة تعود لمسارها وترك الخيار له غير أن المرض عجل بعرقلة الأمور اضافة لبعض الأطراف لم يذكرها.

وفي سياق أخر أكد الشاهد أن هنالك شائعات كثيرة تدور على مواقع التوصل الاجتماعي بخصوص سبب وفاة الرئيس الراحل مشيرا إلى أن المستشفى العسكري لا مانع لديه من نشر التقرير الخاص بالرئيس اذا طالب المعنيون بالأمر بذلك.

وبخصوص القانون الانتخابي أكد الشاهد أن القانون لم يأت لإقصاء طرف وإنما تضمن بنود طبيعية كإشتراط بطاقة عدد 3 خالية من السوابق العدلية واستخلاص معاليم الجباية على المترشح للرئاسة الذي يجب أن يكون مثالا على نظافة اليد وفق تعبيره. وشدد الشاهد أن هذه الشروط موجودة في كل قوانين بالعالم ولا يمكن في إطار تكافئ الفرص على من انتفعوا بالمال الأجنبي كالجمعيات أن يدخلوا المعترك السياسي بخوض الانتخابات.

واعتبر الشاهد أن حركة تحيا تونس هي حاليا في موقع أحسن من الآخرين من ممثلي الصف الديمقراطي مشيرا إلى أنه لولا وجودها لما كان الصف الديمقراطي في حالة جيدة. وأشار إلى أن هنالك العديد من الغاضبين وحتى المستقلين من حركة تحيا تونس بسبب القائمات الانتخابية لافتا إلى أن ذلك ما تمرّ به كل الأحزاب واختيار القائمات أمر صعب يشترط المصلحة قبل العاطفة والمشاعر.

وأكد الشاهد أنه حاول كثيرا تجميع العائلة الديمقراطية مع مهدي جمعة وسلمى اللومي ومحسن مرزوق باعتباره القلق الذي كان يحمله الرئيس الراحل مشيرا إلى أن من خان الباجي هم من أرادوا الهروب بحزبه معتبرا أن من يتباكون عليه اليوم كانوا بالأمس يشتمونه في الإعلام.

وبخصوص علاقته بحركة النهضة أفاد رئيس الحكومة أنه كان مكلفا بتنفيذ ما جاء في وثيقة قرطاج التي شاركت فيها كل الأطراف لافتا إلى أن النهضة موجودة في الحكومة منذ 2015 وجاءت للسلطة بالصندوق ولم يأت بها يوسف الشاهد وفق تصريحه. وشدد الشاهد أن غياب الدعم السياسي جعله وحده واقفا أمام الفساد لافتا إلى أن الفساد كلما وقعت مقاومته اشتدّ أكثر قائلا '' الفساد عدو متستر مصالح نفوذ خفي.. وجزء كبير من محاربة الحكومة في علاقة بمحاربتها للفساد". وقال الشاهد كذلك أن مكافحة الفساد حرب طويلة المدى وتمّ وضع الأطر التشريعية والقانونية لها وإضافة صلاحيات للقطب القضائي والمالي للقيام بمهامه.

وأضاف الشاهد أن ترشح الوزراء أمر عادي مبيّنا أن تحيا تونس ستتناول موضوع استقالة وزرائها من الحكومة للتفرغ للانتخابات لرفع اللبس والتداخل. واعتبر الشاهد أن فترة توليه للحكومة كانت صعبة جدّا على المستوى الأمني اثر ضربات الإرهابية سنة 2015 ووجود صندوق النقد الدولي الذي كان سابقا لتوليه الحكم مشيرا إلى أن كل ذلك كان مهمته في وثيقة قرطاج التي نصت على مكافحة الإرهاب وتقليص التضخم والمديونية ودفع الاستثمار لافتا إلى أن تونس ستشهد مع مطلع سنة 2020 تقلصا في المديونية وشبح الإفلاس ابتعد عليها وفق تعبيره.

ولفت إلى أن تظافر الجهود مكن من الحصول على أكبر صابة في تاريخ تونس في القمح الذي وقع حلحلة أزمة تخزينه مشيرا إلى أن تونس قادرة على زيادة نسبة النمو. وأشار إلى أن تونس رغم الصعوبات تجنبت الأسوء وهناك عديد المعطيات الجيدة كالقطاع السياحي وعودة صناعات النشيج مشيرا الى أن الحكومة أقرت قرارا ثوريا بإدراج مناظرة استثنائية للجهات وابتداء من جانفي 2020 يكون هنالك 380 طبيب اختصاص بالجهات. وأفاد كذلك أن تمّ إدراج نسبة أكبر للجهات الداخلية في إطار التمييز الإيجابي فيما يتعلق بالتوجيه الجامعي لدخول كليات الطب والاختصاصات المهمة.

وعبر في سياق أخر عن فخره بالتبادل السلمي للسلطة دون عنف أو دبابات ولا فوضى مشيرا إلى أن ذلك أثار انبهار كل رؤساء العالم الذي أقروا بالاستثناء التونسي وتسليم السلطة في ظرف ساعات لافتا إلى أن الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي كان رجل دولة بامتياز قضى أكثر من 50 سنة في خدمة الوطن.

وتحدث الشاهد عن ترتيبات الجنازة للرئيس الراحل مشيرا إلى أنه تم تنظيم اجتماعين بإشراف رئيس الجمهورية محمد الناصر وتمّ رتب الأمور بمشاركة الوزارات المعنية من وزارة الخارجية والدفاع والداخلية والعدل لإتمام التراتيب بين يومي الخميس والجمعة وبحضور البروتوكول والأمن تحت قبة البرلمان.

س.ع