كمال الجندوبي : السياسة في حالة غيبوبة سريرية وسعيد احتكر جميع السلطات

كان كمال الجندوبي أول رئيس للهيئة العليا المستقلة للانتخابات والوزير السابق ضيف اذاعة موزاييك اليوم 13 مارس 2022 حيث انتقد الفترة الاستثنائية التي أقرّها قيس سعيد مؤكدا أنّ ضرب الديمقراطية يعني ضرب الحريّات وأنه لا يوجد حقوق حينما يتم ضرب العدالة المستقلة في احالة الى حلّ المجلس الأعلى للقضاء متابعا أن سعيد لم يترك أيّ ضمانات ولا يوجد حتّى امكانية الطعن أو الاحتجاج ضد قراراته وأنّ حرية التعبير أصبحت شكلية.

"اليوم أصبحنا في مشهد فيه شخص يلعب بمفرده ولا نعرف أي منطق يتبنى أو ما هي رؤيته ولم يعد بامكاننا تحليل الوضع بذات المنظور، اليوم نحن مجبرون على انتظار قرارات الرئيس وخطابته بعد أن كنا في يوم ما نتجاهلها، لنفهم الى ماذا يريد أن يصل. لم يعد بامكاننا تحليل الواقع بنفس الاليات لأنه استفرد بالسلطة ومنع النقاش حول الشأن العام عبر المؤسسات التي ألغيت. الحياة العامة والسياسة في حالة غيبوبة سريرية وكل ماتفعله الاحزاب اليوم ليس لهُ أي تأثير لأن الرئيس احتكر السلطة."

وأكد أن ماحدث بعد 25 جويلية ليس انقلابا سياسيا ومن يعارضه اليوم هم من الذين أوصلوا تونس الى هذه الحالة الكارثية، معلقا أنه يمكن تسمية النقلاب بـ "الانقلاب الفردي" لأن سعيد لم يستعمل لقوة بل انقلب على المنظومة التي اوصلته للحكم.

وتابع أن ما حدث حسب رأيه هو عقاب للطبقة التي حكمت تونس وارتكبت جرائما في حقّ المواطنين.

"من الضروري تغيير القانون الانتخابي، لكن الأمر أعمق من ذلك وتتطلب رؤية شاملة لايجاد مشروع وطني بديل، الجانب الاجتماعي مهمّ وكرامة التونسيين وأمنهم مهم، المشروع الذي ينقطع فيه السميد ليس مشروعا وطنيا، الفلاحة والسياحة انهارا. (...) عملية الاصلاح لا يجب أن تكون تسلطيّة وأن لا تمس من الهيئات والمسار الديمقراطي."