ملف الشهيدين : دفاع مستميت و قضاء يماطل
تسع سنوات مضت عن تاريخ اغتيال الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي ، سنوات أبرزت تعطل منظومة التقاضي و المماطلة في تحديد المسؤوليات ، ملف رغم مراحله الهامة على امتداد السنوات إلا أنه أودع في أدراج قصور العدالة .
ما فتئت هيئة الدفاع عن الشهيدين تقدم خلال السنوات الماضية مستجدات حول الملف ، شبهات تواطؤ أفراد و أحزاب و تنظيمات في عملية الاغتيال إلا أن القضاء لا يحرك ساكنا أمام معطيات هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي، الذي رسم تاريخ اغتيالهما يومي 6 فيفري 2013 و 25 جويلية 2013 نقاطا سوداء في مسار العدالة .
لعل المستجدات التي تقدمت بها هيئة الدفاع كانت بتاريخ 25 نوفمبر 2022 من جنينف، أين كشفت الهيئة عن وجود متهمين جديدين في القضية و تلقي قرينة مفادها أن شكري بن عثمان الامام السابق في مسجد حي الخضراء و المتواجد حاليا بالمملكة العربية السعودية ، هو من بين الأطراف المضطلعة في عملية الاغتيال و أنه تم اثبات ذلك من خلال ، الاتفاق المبرم بين حركة النهضة و تنظيم أنصار الشريعة الذي نص على دعوة حركة النهضة انصار الشريعة بالغاء مؤتمرها المقرر ابرامه في ماي 2013 مقابل أن تتكلف حركة النهضة بضمان مغادرة شكري بن عثمان الاراضي التونسية وعدم توجيه اليه اي اتهام في قضية شكري بلعيد .
معلومات توصلت اليها هيئة الدفاع تسجيلها خلال مكالمة هاتفية بين الحبيب اللوز احد قيادات حركة النهضة و حسن بن بريك المسؤول الاعلامي المقرب الى أبو عياض و التي أثبتت الاتفاق المبرم بين الطرفين.
معطيات جعلت الهيئة تستغرب من عدم توجيه بشير العكرمي ،حاكم التحقيق في تلك الفترة ، الاتهام لشكري بن عثمان رغم أنه كان ضمن المجموعة التي قامت بعملية الاغتيال و بغرابة شديدة تركه يغادر البلاد التونسية و الاكتفاء بالاستماع اليه كشهاد في القضية ، بشير العكرمي الذي سبق أن تقدمت هيئة الدفاع بأربع قضايا ضده و اتهامه بالتلاعب بملفات قضايا الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي إضافة الى التلاعب بملف قضية الجهاز السري لحركة النهضة .
هذا و لم تكتفي الهيئة بكشف المتهمين بل أيضا استطاعت أن تكشف مكالمات مباشرة جمعت مصطفى خذ و رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والذي سبق أن نفى أي علاقة تربطه بمصطفى خذر ، و مكالمات أخرى جمعت بين مصطفى خذر و معاذ الغنوشي ابن راشد الغنوشي و عبد الحميد الجلاصي القيادي السابق في حركة النهضة في الفترة الممتدة بين 2012 و 2013.
بالاضافة الى أنه و في الليلة الفاصلة بين 24 جويلية و 25 جويلية 2013 تاريخ اغتيال الشهيد محمد البراهمي تم كشف عشرات الاتصالات الهاتفية المباشرة بين كمال البدوي رئيس الحراسات الخاصة لراشد الغنوشي و مصطفى خذر.
معطيات تقدمت بها هيئة الدفاع أثبتت ما كانت قد قدمته من معطيات في السنوات الماضية عن الجهاز السري لحركة النهضة و الغرفة السوداء التي كان الهدف منها طمس الحقيقة و التستر عن أركان الجريمة .
معطيات تمت بعثرتها ووضعها في ملفات جانبية ، هامشية هدفها الاساسي عدم اكتشاف الحقيقة هكذا بينت هيئة الدفاع عن الشهيدين ، و مؤيدات تخص قضية الشهيد بلعيد وجدت في ملف أول شهيد للحرس الوطني للعمليات الإرهابية كشفت من خلالها الهيئة الارتباط المباشر بين ملف مصطفى خذر وملف الاغتيالات وملف أنصار الشريعية.
من جهة أخرى و من بين اخر الخطوات التي قامت بها النيابة العمومية في علاقة بقضية الشهيدين هي الاذن بفتح بحث تحقيقي بخصوص ملابسات اختفاء أقراص ليزرية من غرفة المحجوزات بالمحكمة التابعة لحكم تحضيري كانت أذنت به الدائرة الجنائية في شهر جوان 2022 بخصوص الكشف عن جملة من الأنشطة التابعة للمتهم الرئيسي كمال القضقاضي، بتاريخ 28 أكتوبر 2022
الاذن الذي تزامن مع جلسة الدائرة الجنائية المختصة بقضايا الارهاب بالمحكمة الابتدائية بخصوص قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد أي تم احضار المتهمين الموقوفين على ذمة القضية من سجن إيقافهم غير أن عددا منهم رفض مغادرة غرفة الإيقاف بالمحكمة والمثول أمام هيئة الدائرة.
معطيات مدوية تنشرها هيئة الدفاع عن عملية اغتيال الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي ، براهين و قرائن ادانة تفصح عنها الهيئة تمر مرور الكرام و تلحق مرة أخرى بأدراج قصور العدالة .
نهى المانسي
تعليقك
Commentaires