كيف يتم التصنيف السيادي للدول؟
قيس سعيد حول وكالات الترقيم السيادي : لسنا التلميذ و ليسوا الاستاذ
هذا ما يعنيه بيانُ البنك المركزي الذي دقّ ناقوس الخطر
حرص رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال لقاءه صالح الصايل، رئيس هيئة السوق المالية مساء أمس 7 أكتوبر 2021 على الدّعوة الى "مراجعة العناصر التي يقوم عليها التصنيف السيادي و الاقتصادي".
أثار تصريحُ سعيد السخرية والجدل، في الأوساط الاقتصادية.
لنشر الى أن مؤسسات التصنيف هي مؤسسات خاصة وليست حكومية أو عمومية. يتمثل دورها في تقييم قدرة دولة ما على الايفاء بالتزاماتها المالية. في حالة تونس، تدرس وكالات التصنيف مخاطر عدم سداد قروض البلاد.
التصنيف السيادي هو تقييم مستقل لقدرة بلد أو كيان ذي سيادة على قدرته على تنفيذ تعهداته المالية. يمكن أن تمنح التصنيفات السيادية للمستثمرين رؤية لمستوى المخاطر المرتبطة بالاستثمار في بلد معين، بما في ذلك أي مخاطر سياسية.
تقوم وكالة التصنيف بتقييم البيئة الاقتصادية والسياسية لتعيين تصنيف لدولة ما. عادة ما يكون الحصول على تصنيف سيادي جيد أمرًا ضروريًا للبلدان النامية التي ترغب في الحصول على التمويل في أسواق السندات الدولية.
ومن أشهر هذه الوكالات فيتش راتينغ (Fitch Rating)، وموديز(Moody's ) وستاندرد آند بورز( Standard & Poor's ). أُطلق على هذا الثلاثيّ لقب "الثلاثة الكبار" لأن هذه الشركات تمثلّ 94 بالمائة من حجم التداول في هذا القطاع.
يستخدم المستثمرون التصنيفات الائتمانية السيادية كوسيلة لتقييم المخاطر . تمنح مؤسسة ستاندارد آند بورز تصنيف BBB أو أعلى للبلدان التي تراها درجة الاستثمار ، ودرجات BB + أو أقل تعتبر درجة تخمينية أو "غير هام". تعتبر Moody's تصنيف Baa3 أو أعلى ليكون من الدرجة الاستثمارية ، ويكون تصنيف Ba1 أو أقل مضاربة.
ستاندرد آند بورز تمنح BBB- أو تصنيفًا أعلى للدول التي تعتبرها درجة استثمارية ، وتعتبر الدرجات من BB + أو أقل من درجة المضاربة أو "غير المرغوب فيه".
الشركة الصينية "Dagong Global Credit Rating" هي أيضا وكالة تصنيف ماليّ صينية وتعتبر واحدة من أكبر وكالات التصنيف.
الجهات المانحة والمؤسسات المالية الدولية، كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، تعتمد على هذه التصنيفات بجديّة حين تدرس مشاريع اتفاقيات القروض مع مختلف حكوماتالدول. لذلك تعتبر هذه التصنيفات عنصرا حاسما وممرًا إلزاميا لجميع دول العالم- ليس هذا التصنيف رفاهيّة، أو مسابقة عالمية... تعمل وكالات التصنيف بشكل كبير مع الحكومات والبنوك المركزية.
وللتذكير فإن تصنيف تونس الحالي ضمن تصنيف فيتش هو "B-". تصنيفنا وفق وكالة موديز هو "B3" وعلى الرغم من اختلاف المعايير والتفاصيل، إلا أنه نفس الترميز. وهذا يعني أن تونس صنفت على أنها بلد غير مستقر مع نظرة مستقبلية سلبية.
يعني هذا التصنيف أنه تم الايفاءُ بالالتزامات المالية ولكن القدرة المستدامة على الدفع ستكون عرضة للخطر في ظلّ سياق سياسي واجتماعي غير مستقر وضبابي.
من 14 جانفي 2011 إلى 8 جويلية 2021 ، انتقل تصنيف تونس مع تصنيف فيتش من BBB- إلى B- أي من متوسط إلى مثير للقلق.
لنذكر أن رئيس الدولة صريح أمس " نتعامل مع المؤسسات العالمية و لكن يجب أيضا ان تتعامل معنا هذه المؤسسات كدولة ذات سيادة. لسنا في موقع التلميذ و لا هم في موقع الأستاذ الذي يسند العدد كما يشاء بناء على جملة من العناصر التي يختارها … الامر لا يتعلق بمقاييس علمية بل مقاييس سياسية."
ع.ق
تعليقك
Commentaires