مفوّض الاتحاد الأوروبي للتوسّع وسياسة الجوار : نحن جاهزون لتخصيص 4 مليار أورو للإستثمار في تونس
استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، اليوم الثلاثاء 29 مارس 2022 بقصر قرطاج، Oliver Varhelyi، مفوّض الاتحاد الأوروبي للتوسّع وسياسة الجوار.
وأعرب رئيس الجمهورية عن ارتياح تونس لمتانة علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمعها بالاتحاد الأوروبي، وتطلّعها إلى مزيد تطويرها وتنويعها لتشمل قطاعات جديدة وواعدة في عدّة مجالات، وذلك بما من شأنه أن يُترجم عمق الروابط التاريخية المتميّزة القائمة بينهما ويُعزّز إيمانهما الراسخ بمفهوم التعاون المثمر والتبادل البناء لتحقيق المصلحة المشتركة وبناء مستقبل أفضل للجانبين.
ونوّه رئيس الجمهورية بحرص الاتحاد الأوروبي على الوقوف دائما إلى جانب تونس وهو ما تجلّى، خلال الفترة الفارطة، من خلال الدعم الأوروبي للجهد الوطني في مواجهة جائحة كوفيد-19 ومعالجة تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية.
من جهة أخرى، أكّد رئيس الجمهورية على التمسّك بقيم الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان، واستعرض الأسباب التي أدّت إلى اتخاذ جملة من التدابير والإجراءات الاستثنائية لحماية الدولة، وكذلك جملة القرارات التي تم الإعلان عنها في شهر ديسمبر 2021.
كما ذكّر رئيس الجمهورية بدعواته في العديد من المناسبات من أجل اعتماد مقاربة شاملة لمعالجة ظاهرة الهجرة غير النظامية حتى لا يقع الاقتصار على الحلول الأمنية فقط، بل ليتم أيضا معالجة الأسباب العميقة لهذه الظاهرة.
ومن جانبه، جدّد Oliver Varhelyi ، حرص الاتحاد الأوروبي على مزيد توثيق علاقات الشراكة والتعاون الصلبة التي تجمعه بتونس في شتى المجالات، وشدّد على استعداد الإتحاد الأوروبي لمواصلة توفير الدعم السياسي والاقتصادي لتونس والتشجيع على الاستثمار فيها، فضلا عن الوقوف إلى جانبها ومساندتها في تنفيذ جملة الإصلاحات الكبرى التي تعتزم القيام بها.
وأبدى Oliver Varhelyi، أيضا، ارتياح الاتحاد الأوروبي لمستوى التعاون القائم مع تونس في مجال التصدي للهجرة غير النظامية واستعداد الاتحاد لتطوير حجم الدعم المالي واللوجستي المخصص لبلادنا في الغرض.
كما أعلن المفوّض الأوروبي، في كلمة أدلى بها إثر اللقاء مع رئيس الجمهورية، عن جملة من القرارات التي أقرّها الاتحاد الأوروبي تتعلق بدعم تونس لا سيّما على المستويات المالية والاقتصادية والعلمية.
'' المشاكل ليست في تونس فقط وإنما في أوروبا بسبب الحرب، العلاقات بين تونس والإتحاد الأوروبي تاريخية ووثيقة ولدينا مشاريع في كلّ المجالات تضمّ تونس ، نريد أن نحقق نجاحات ملموسة في تونس بالتعاون مع الحكومة، لدينا كل الإمكانيات وكل القدرات من أجل تطوير مساهمتنا في المجال الإقتصادي والإجتماعي وتسريع المنوال التنموي في تونس ، ونحن جاهزون لتخصيص 4 مليار أورو للإستثمار في تونس لخلق مواطن شغل للمساهمة في النمو الإقتصادي والإجتماعي، لتركيز الإقتصاد على منوال تخطيط جديد يهدف إلى خلق طاقات متجددة لتونس ومن أجل خلق اقتصادي رقمي يمكن تونس من تبادل اقتصادي مع الإتحاد الأوروبي''.
كما أعلن Oliver Varhelyi ،عن ثلاثة مشاريع لفائدة الشباب التونسي ومن بينها ما تمّ توقيعه اليوم الثلاثاء، اتفاقية Horizon Europe ، التي ستساعد تونس في إمكانية التسريع في مجال البحوث العلمية التي ستساهم في التطور الإقتصادي المباشر وشركاء اقتصاديين جدد لتونس.
كما اعتبر أنّ تونس منذ سنة 2011 خاضت مسار صعب من أجل تحقيق الديمقراطية ، والآن هي تعيش مسار جديد وتابع مؤكّدا '' ونحن جاهزون لمرافقة تونس في هذه الموجة الجديدة من الإصلاحات، كما أكّدنا أثناء حوارنا مع الرئيس قيس سعيد على أهمية مشاركة كلّ الأطراف في هذا المسار الإصلاحي الجديد وفي هذا الإطار أشكر الرئيس على خارطة الطريق التي قدّمها وأنا جاهز لأعلن لكلّ التونسيين أنّنا مستعدين لدعم تونس لتصل لتحقيق كلّ أهدافها في المواعيد المحدّدة، تونس ستصل بإصلاحات عميقة والتي ستُنتج مؤسسات قوية وقادرة على إعطاء نتائج فعالة من بينها برلمان يُباشر اختصاصاته والذي يُمكنه أن يتخذ كلّ القرارات اللازمة لكل الإصلاحات المتعلقة بالمجال الإقتصادي والإستثمار''.
وأكّد على ضرورة أن يتمّ كلّ هذا المسار الإصلاحي في إطار ضمان الحقوق والحريات وتكريس دولة القانون.
وأعلن أنّ الاتحاد الأوروبي سيمنح تونس خلال الأسابيع المقبلة 150 مليون أورو ، كما أنّ الإتحاد سيمنح تونس 100 مليون أورو في نهاية شهر أفريل المقبل، ''نحن هنا في المواقف الصعبة''.
هذا وتطرّق اللقاء، أيضا، إلى عدد من المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتمّ تباحث تداعياتها على أمن المنطقة واستقرارها.
ي.ر
تعليقك
Commentaires