alexametrics
فيديو

الفخفاخ: حركة النهضة تؤمن بأنّ الحكم هو غنيمة وولاءات مقابل امتيازات

مدّة القراءة : 5 دقيقة
الفخفاخ: حركة النهضة تؤمن بأنّ الحكم هو غنيمة وولاءات مقابل امتيازات

 

في أوّل حوار له بعد استقالته من رئاسة الحكومة، حلّ رئيس حكومة تصريف الأعمال، إلياس الفخفاخ، ضيف على برنامج ''إكسبراسو'' مع وسيم بالعربي اليوم الخميس 23 جويلية 2020. 

 

عاد الفخفاخ على تداعيات فيروس كورونا على الوضع الإجتماعي والإقتصادي، وبيّن أنّ الأوضاع كانت صعبة حتى قبل حكومته وزادت تأزّما تزامنا مع موجة الكوفيد، مشيرا أنّ نسبة النمو أصبحت في حدود ناقص 6 بالمائة مع تراجع نسبة الإستثمار قائلا ''كلّ الأرقام في الأحمر''. وأضاف نسبة التداين وصلت 80 بالمائة منها 60 بالمائة تداين خارجي ''خطر كبير'' مبيّنا أنّه من أجل ذلك قرّر إغلاق باب التداين الخارجي من أجل الحفاظ على سلامة البلاد. 

 

واعتبر الفخفاخ أنّ الأوضاع صعبة في تونس وزادتها الخصومات السياسية تأزّما أكثر، وبيّن أنّ حكومته منذ منحها الثقة اهتمّت بمقاومة وباء كورونا ونجحت في ذلك مشيرا أنّه من المؤسف أنّ حكومته بعد اكتسابها روح التضامن والعمل أثّرت بها الأزمة السياسية. وتابع أنّ هناك منظومة كاملة في الحكم وجزء خارج الحكم أراد المشاركة في الحكومة أو إسقاطها، كما انّ هناك شبكة مصالح كبيرة ولم تأخذ بعين الإعتبار حالة البلاد اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وصحيا واهتمّت فقط ''بمصالحها الضيّقة الشخصية والحزبية والجهويّة والبلاد لا تعني لهم شيئا وهم معروفين للعموم على غرار حركة النهضة''. 

وأضاف رئيس حكومة تصريف الأعمال أنّ نسب الفقر في تونس عالية جدا وهناك 40 بالمائة من التونسيّين كأنّهم لا ينتمون للتراب التونسي ولا علاقة لهم بالدولة التونسية، مؤكّدا أنّ هدف حكومته كان في البحث عن كيفيّة إرجاع ثقة هؤلاء في دولتهم التي لن تترُكهم، بالإضافة إلى إعادة الأمل للطبقة المتوسّطة وللشباب وللمستثمرين الأصاغر وكان ذلك هدف حكومته. 

 

وأضاف الفخفاخ أنّ حركة النهضة كانت جزء من الحكومة منذ تكوينها ولكنّ تلك الحركة الإسلامية تؤمن بأنّ الحكم هو ''وليمة وولاءات مقابل امتيازات''. وأكّد أنّ حركة النهضة لم تُسانده أبدا موضّحا أنّها شاركت معه في حكومته خوفا على مصالحها من أن يتمّ حلّ البرلمان وبيّن أنّه نبّه الحركة الإسلامية من خطورة تفكيرها الأناني في مصالحها الضيّقة وأنّها ستقضي على نفسها قبل أن تقضي على الحكومة وعلى مسار البلاد

وأشار أنّ هناك جزء آخر كان خارج الحكومة على غرار   حزب قلب تونس وأطراف أخرى، كانت غايتها استهداف حكومة الإصلاح وإسقاطها. وأضاف قائلا ''كنت أستطيع عدم السقُوط'' موضّحا أنّه كان قادرا أن يشرّك في حكومته كلّ الأحزاب وكان قادرا على التمشي برغبة الأحزاب والرضوخ لها وتستمرّ حكومته مؤكّدا انّه رفض الخضوع لمصالح الأحزاب.  وأكّد أنّ حركة النهضة قبل استقالته بأسبوعين، دعت إلى العقد اتفاق معهم وذلك بإدخال قلب تونس ولكنّه رفض ذلك مشيرا أنّ الذي حصل اليوم في حكومته ليس ''بمعركة إلياس الفخفاخ''. 

 

كما وجّه الفخفاخ اللّوم على الكثير من الأشخاص ''النخبة والمثقّفين'' لأنّهم لم يتفاعلوا مع مجريات الأحداث الأخيرة واكتفوا بالمتابعة عن بعد، وبيّن أنّ النهضة هي جزء من الذين لا يرغبون في تغيّير حالة البلاد وتفتح آفاق أخرى مبيّنا أنّ السياسة بالنسبة لهم استثمار في أشخاص كي يقومون باستخدامهم لمصالحهم الحزبية.

وعاد رئيس حكومة تصريف الأعمال على تُهمة شبهة تضارب المصالح المتعلّقة به وبيّن أنّه لم يقم بتوكيل محامي إلى هذه اللّحظة لأنّه يعتبر نفسه غير متّهم، وبيّن أنّ هناك الكثير من الفاسدين يحاربون في الذين يحاربون في الفساد  وهذه ''سخريّة القدر''. وأكد أنّه بعد نهاية انتخابات 2014، خرج من الحكومة ومن مجلس النواب وقام بالإستثمار في ثلاث مشاريع وفي مكتب دراسات صغير وضع فيهم جزء من المداخيل مع بعض الأصدقاء وشركات  وبيّن أنّ إحدى تلك الشركات تشتغل في الإطار القانوني. 

 

وأوضح أنّ ربح الصفقة بقيمة 44 مليار كان صفقة على امتداد ثلاث سنوات ولها كُلفة لرفع مليون طن من الفضلات لردمها، وتحدّث الفخفاخ عن الصفقة الثانية التي ربحتها الشركة التي له فيها نسبة 22 بالمائة،  مؤكّدا أنّه غير مُسيّر لتلك الشركة. وأضاف أنّ هذه الشركة شاركت في شهر نوفمبر 2019 في طلب العروض الذي تمّ في ديسمبر ثمّ تمّ بعث تقيّيم العروض في بداية فيفري 2020، ثمّ أخذت الصفقة مجراها

 

وأكّد إلياس الفخفاخ أنّه من الممكن أن يكون قد أخطأ منذ توليه رئاسة الحكومة لأنّه لم يقم بالتخلّص من الأسهم في تلك الشركة مباشرة مرجّحا أنّ الأسباب تعود لتركيزه في التغلّب على جائحة كورونا معتبرا أنّ الآجال كانت متواصلة ويُمكنه أن يقوم بتسوية وضعيته القانونية مؤكّدا أنّ التصريح بالمكاسب الذي قام به لدى هيئة مكافحة الفساد يتضمّن كلّ التفاصيل. 

وأشار أنّ العديد من الأطراف نجحت في تأجيج الرأي العام ضدّه وتحوّلت شبهة تضارب المصالح إلى فساد واستغلال نفوذ مؤكّدا أنّ القضاء متعهّد بالملف ''لي ثقة كبيرة في القضاء''. وأضاف أنّ اللجنة البرلمانية للتحقيق في ملفّه هي "مسيّسة'' وأخذت موقفا قبل البدء في التحقيق مشيرا أنّه ليس فوق المساءلة وليس فوق المحاسبة.

وتابع قائلا'' للأسف هناك أشخاص أصابوا قوم بجهالة وسيندمون'' وأشار أنّ الذي حصل في حكومته  هو جُرم في حقّ تونس، عائدا على أوضاع البلاد المتأزّمة التي لا تتحمّل المزيد من التأخير في الإصلاح معتبرا أنّ هناك اشخاص تستثمر في إسقاط الحكومة. وأفاد أنّ وضعيّة  المالية العمومية في حالة حرجة جدا، كما أنّ كلفة مقاومة وباء كورونا بلغت 5 آلاف مليار، وهناك نقص  في موارد في قيمة 16 ألف مليار. وأضاف أنّ الوضعيّة الإجتماعية متعقّدة ومتشعّبة وبيّن أنّ الوضع محتقن في العديد من الجهات بالبلاد، مشيرا أنّ البلاد في حالة عجز تام عن تنفيذ الإجراءات المتخذة بعد استقالته متمنيا أن يتمّ التسريع في تشكيل حكومة جديدة. 

الفخفاخ اعتبر أنّه متخوّفا من عدم قدرة الحكومة المقبلة من خدمة مصلحة البلاد، مؤكّدا أنّ غايته ليست التمسّك بكرسي الحكم وإرضاء الأحزاب مبيّنا أنّ البلاد لم يتمّ إصلاحها على امتداد 10 سنوات بسبب المصالح الحزبية. ودعا الشخص الذي سيتولى موقعه إلى تتبّع مساره في الإصلاح وأن يكون ضدّ النفوذ وبسط المصالح ''الشخص الذي سيرضخ لهم سيقبلونه'' وأفاد قائلا ''التاريخ مواقف''. 

 

''هناك أشخاص تتآمر من الداخل وستندم وهناك أشخاص تتآمر من الخارج لأنّها لا تؤمن بالديمقراطية''، مبيّنا أنّ الذين يتآمرون على البلاد من الداخل لديهم نفوذ للبقاء في الحكم، وتابع قائلا أنّ ''تونس اليوم في حاجة لمن يقف لها من رجال ونساء'' مشيرا أنّ هناك  منظومة فساد قرّرت اسقاط الحكومة وتمكّنت من ذلك مؤكدا أنّ هناك معركة اختراق من الداخل والخارج وبيّن أنّ له الثقة في رئيس الدولة قيس سعيد في اختيار شخصية ذات كفاءة.

وأكّد الفخفاخ أنّه اتخذ قرار الإستقالة بمفرده وسلّم الأمانة لرئيس الدولة لخلق آفاق جديدة ولتفادي إدخال أزمة في البلاد ''للأسف كل عام انبدلوا حكومة'' مشيرا أنّه لن يُفوّض صلاحياته وأضاف أنّ أكبر خطأ هو إدخال الإدارة في الصراعات السياسية ''تسيّيس الإدارة'' ودعا إلى عدم خلق مواقع متحزّبة وتحيّيد الإدارة. 

 

وأشار أنّه كان قادر على قبول شروط النهضة وإدخال قلب تونس للحكومة ولكنّه كان قد قرّر تكوين حكومة تتكوّن من كلّ العائلة السياسية وكلّ من يؤمن بالثورة، كما راهن على خدمة البلاد وإصلاحها بالوضوح وإعادة ثقة الشعب في السياسيّين ولكنّ ''قوى الشرّ تسعى إلى أن تتمكّن من مواقع هامة والحرب مازالت متواصلة وهناك قوى يجب أن تتحرك وستتمكّن من الفوز يوما ما''. كما أشار الفخفاخ أنّه لأوّل مرّة جزء من الحكومة يسحب ثقته من الحكومة وكان من الأجدر سحب وزرائها أوّلا، والمقصود النهضة، مبيّنا أنّه كان ينتظر من النهضة أن تسحب وزرائها وليس الثقة من الحكومة.

ي.ر



تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter