alexametrics
الأولى

زيتون يستقيل ويكشف أسرار النهضة - الغنوشي سببُ خلافات الاخوة

مدّة القراءة : 3 دقيقة
زيتون يستقيل ويكشف أسرار النهضة - الغنوشي سببُ خلافات الاخوة

 تسترسلُ معركة النفس الطويل الصامتة داخل البيت الداخلي للحزب الاسلامي، رغم أن صمتها أضحى نسبيا. منذ المؤتمر 10 والحركة تشهدُ خلافات حادة لكنها في الفترة الأخيرة تجاوزت أطر الحزل الايديولجيّ ليُصدّرها للرأي العام. بعد زياد العذاري وعبد الحميد الجلاصي تأتي المُغادرة الثالثة لأعلى مؤسسات الحركة ليقدم لطفي زيتون استقالتهُ  من شورى الحزب.

 

استقالة ظلت سرّا لأكثر من اسبوعين الى أن كشفها الرجّل موضحا أسباب تخليه عن حلمه ومدرسته الأولى، وانتماءه الفكري الذي لم يعد بامكانه أن يقدم المزيد لتونس وفق تصريحه ولم يعد يرى أنه المكان الطبيعي له.

 

 واكد الرجل أن الأزمة شاملة ونسقية بداية من القانون الانتخابي وصولا للحكومة معلنا أنه فقد أمله في العمل السياسي بهذه الشاكلة القائم على المحاصصة، ومؤكدا أنه حتى ان  نجحت النهضة في لملمة الصراعات فانها ستتحول الى حكومة ائتلافية لا يمكنها القيام باصلاحات ولا يمكنها التقدم. الرجل  كشف أن سبب جلّ الاشكاليات هو التحيل على ادراة قواعد الحركة والتحيل على القانون من أجل التمديد للشيخ أو اختراع مناصب فوقية لها تمهيدا لترشيحه لرئاسيات 2024 في سنه هذا داعيا  الغنوشي  الى تقديم تنازل وتراجعات للمحافظة على الحزب الذي تحول كحال البلاد للكارثة.

 

 وزير الشؤون المحلية والبيئة السابق والمستقيل من مجلس شورى حركة النهضة رجح أنه قد يؤسس حزبا جديدا استجابة للساحة السياسية، مشيرا الى أنه غير متفاءل بردود أفعال قياديي الحركة بعد استقالته ومرجحا أنه لن يكون هناك أي حوار ايجابي بشأن رجوعه، مما يؤكد أنه قد يمضي مثل عبد الحميد الجلاصي الى افاق اخرى قد لا تكون في شكل حزب قائم على الايديولجيا والهرمية في المؤسسات.

 

"أنا لا ارى أن المشاكل الحزبية أهم من الوضع الحالي الذي تعيشه البلاد والذي يتطلب حركة قوية تقوم بقرارات واصلاحات. هذا الصراع الداخلي في حزب ايديولوجي. كنا نريد أن نخلص الدين من الصراع الذي تعيشه البلاد وتتحول الحركة الى حزب وطني مدني فاذا ببعض الاطراف تجر حججا دينية الى الصراع حول التموقعات. أن كامل الطبقة السياسية فشلت والحزب الاكبر النهضة غير مهتم بهذا ومنغمس في مشاكل هامشية مثل من يحكم النهضة. أنا مللت ولم أعد أن النهضة هي المكان الطبيعي لي الذي يمكن أن يقدم المزيد للبلاد. النهضة الان تتجه الى الوراء. النهضة ارتكبت عديد الأخطاء في السنة الاخيرة."

 

يشترك كل من لطفي زيتون وهو الوجه المعتدل للحزب، وعبد اللطيف المكي، وعبد الحميد الجلاصي في معارضتهم لراشد الغنوشي والقريبين منه ممن يريدون  جعله فوق النقد وتأليهه. ويتفق ثلاثتهم أن الصراع في النهضة حاليا ليس صراع مشاريع أو أفكار أو خط سياسي بل هو صراع مشخصن عن التموقعات والتمديد للشيخ، ويدخل في حسابات الزمن السياسي للمؤتمر وما يليه من حسابات سياسوية، وتجارب كلاهم تؤكد أن هذا الاحتراز والغضب تجاه رئيس الحركة ليس انفعالا عاطفيا بل هو موقف سياسي وازن.

 

في تصريح أوردته بيزنس نيوز،  أعلن عبد اللطيف المكي  أنه يرفض مواصلة الغنوشي قيادة الحركة هيكليا لعهدة أخرى وأنه من مساندي عرضية المائة التي طالب فيها قياديو الحركة الغنوشي بعد الترشح مرة أخرى في مؤتمر 2020 حتى لا تقع الحركة في فخّ الرئاسة مدى الحياة. وبين المكي أن خليفة راشد الغنوشي في رئاسة النهضة موجود من الكفاءات التي تعج بها الحركة الاسلامية.

 

"ستصبح الأمور خطيرة والانشقاقات حقيقية اذا تمسك راشد الغنوشي بتغيير النظام الداخلي للحركة للتمديد له أو اذا قرر الغاء مؤتمر الحزب، العريضة التي تطالب بعدم التمديد كانت أمرا صحيا وديمقراطيا وتحمل مشروعا اصلاحيا وحرصا على مصلحة الحزب. تقييم حصيلة راشد الغنوشي على رأس الحركة في الفترة الأخيرة سلبي للغاية أتى بتحالفات مشبوهة مع رموز الفساد والانحياز عن الخط السياسي والالتزام بالقانون."

 

في رسالته التي أعلن فيها استقالته، أثار عبد الحميد الجلاصي نفس النقطة،  معلنا أن ترؤس شخص لحزب أو دولة أو أي هيكل لـ 50 سنة لم يعد أمراً ممكناً، وأنّ بقاءه طوال هذه المدة يفتح الباب نحو ثقافة البلاط وبالتالي الفساد. الجلاصي أكد  أن الموقع الأهم في الحركة الذي يفترض أن يكون حامياً لوحدتها ولحرية التعبير فيها، أصبح مصدر الخلافات والصراعات وأكد أن الغنوشي هو من يقرر لوحده كلّ الأمور بما في ذلك الخط السياسي الذي انحرف عن مساره، لتتحول المؤسسات إلى واجهات وليفقد المكتب التنفيدي أي معنى لوجوده لأن الغنوشي هو  المطبخ السياسي للحركة و مصدر القرار فيها، مؤكدا أن حتى الشورى لم تعد جهاز الرقابة  بل اصبحت فسحة للحديث واضاعة الوقت. واعتبر الجلاصي أن الحركة لم تمرّ في تاريخها بمثل حالة المركزية الراهنة في الموارد والمصالح والقرار وحالة التهميش للمؤسسات." وعلق في رسالته "المركزية تورث كل الأمراض، ومنها ينتشر الشلل والتدخلات العائلية وتصبح الهياكل الموحدة للحركة سبباً في اختلاق وتغذية التصنيفات داخل الجسم".

 

 

لا شك أن بقاء الغنوشي على رأس الحركة ستكون له تداعيات انشقاقية تخترق مدى تماسك وديمقراطية هذا الحزب الطلائعي الذي من المفترض ان يكون المثال في ادارة الأزمة- بدلا عن ذلك نجد أزماته تحل عبر تدوينات الفايسبوك والرئاسل المسربة، والحضور الاعلامي الشرس في الجهتين اما دعوة للتيار الاصلاحي الذي يرى في الغنوشي سبب كل الاثام وبين من يستميت في الدفاع عن الشيخ حتى تظن انه   ظُلم فعلا وأن ابناؤه يثورون عليه بعد "50 سنة من العطاء." أبرز مثال على الولاء الأعمى هو عبد الكريم الهاروني الذي تجاوز الدفاع كلاميا الى تقديم المبادرات للتلاعب بالقانون الداخلي للحركة وتأخير المؤتمر وخلق مناصب جديدة للشيخ يكون فيها أهم من الحزب، حتى انه اعلن دعمه لترشح راشد الغنوشي للانتخابات الرئاسية.

 

عبير قاسمي

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter