طارق الفتيتي: أخجل من مستوى بعض النواب في البرلمان !
مكتب المجلس يُدين سيف الدين مخلوف لممارسته العنف
كتلة الإصلاح تدعو رئاسة البرلمان إلى اتخاذ موقف ضدّ التجاوزات الخطيرة التي قام بها سيف الدين مخلوف
طارق الفتيتي: مجلس نواب الشعب يعيش شللا غير مسبوق
أكّد النائب الثاني لرئيس مجلس نواب الشعب طارق الفتيتي أنّه يتعيّن على نواب البرلمان أنّ يحترموا بعضهم البعض وأن يحدّوا من تبادل عبارات العنف لأنّها ستؤثّر على الشارع التونسي.
وخلال استضافته في برنامج ''90 دقيقة'' على إذاعة إي أف أم اليوم الجمعة 6 نوفمبر 2020، اعتبر الفتيتي أنّ ما يحصل من مناوشات داخل البرلمان هي مجرّد ''تفاهات'' في حين أنّ المسألة أعمق من ذلك مشيرا أنّ المسألة تتعلّق بالسيادة الوطنية قائلا ''هذا الموضوع الحارق الذي يجب أن نتناوله''.
''اليوم هناك تدخّل في السيادة الوطنية لأنّ الدولة التونسية منخرطة عبر اتفاقيات مع اتحاد البرلمان الدولي'' أفاد الفتيتي مُذكّرا أنّ البرلمان الدولي سنة 2017 أشاد بالبرلمان التونسي حين صادق على مشروع مكافحة العنف ضدّ المرأة ''وأصبحت تونس مضرب أمثال بين الدول''. وكشف أنّ المراسلة التي وجّهها الإتحاد البرلماني الدولي للبرلمان التونسي نصّت حرفيا على أنّه قام بمعاينة العنف المسلّط على النائب عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحرّ من قبل النائب سيف الدين مخلوف، وطالب بالإجراءات التي قام بها البرلمان التونسي إزاء ذلك لحماية النائبة المذكورة في تقرير. وأضاف أنّ اتحاد البرلمان الدولي أعلم البرلمان التونسي أنّه في حالة عجز عن ذلك ''فهو مستعدّ لبعث لجنة تحقيق وتدقيق في الموضوع''.
واعتبر الفتيتي أنّ السيادة الوطنية بهذه الطريقة تمّ انتهاكها مستنكرا كيفية تدخّل البرلمان الدولي في البرلمان التونسي المُنتخب بطريقة قانونية من طرف الشعب. وكشف أنّه تمّ توجيه اللّوم للنائبة عبير موسي لأنّها راسلت البرلمان الدولي موضّحا انّها علّلت ذلك بأنّها لم تتحصّل على حقّها في البرلمان التونسي بعد تعرّضها للمظلمة ولم يتمّ إنصافها لتلتجئ للبرلمان الدولي.
وعاد الفتيتي على الجلسة التي تمّ عقدها يوم الأربعاء 4 نوفمبر والتي امتدّت على أكثر من 12 ساعة، وأكّد أنّ موضوع تلك الجلسة كان بالأساس التدقيق في مراسلة الإتحاد البرلماني الدولي ومناقشتها وإصدار قرار بعد ذلك. وأشار أنّ مكتب المجلس عاين العنف الذي مارسه النائب الإسلامي سيف الدين مخلوف على النائبة عبير موسي وأجمع كافة النواب على أن يكون الحلّ تونسي تونسي دون تدخل البرلمان الدولي وبيّن أنّ كلّ من عبير موسي وسامية عبو ومبروك كرشيد وخالد الكريشي وحافظ الزواري طالبوا بإصدار بيان إدانة للعنف، في حين أنّ النائب عن ائتلاف الكرامة عبد اللطيف العلوي طالب بتدخّل لجنة تحقيق دولية، كما أنّ سفيان طوبال طالب بتكوين فريق عمل تونسي للتحقيق في الموضوع.
وأضاف أنّ مكتب المجلس دعا عبير موسي في حالة إصدار بيان إدانة للعنف ضدّها فإنّها ستراسل البرلمان الدولي وتخبره انّ ''البرلمان التونسي أنصفها''. وتابع أنّه أثناء مواصلة مكتب المجلس النقاش في الموضوع قام سيف الدين مخلوف بإصدار تدوينة "شنيعة'' على حسابه الخاصّ بالفايسبوك أهان فيها عبير موسي مما دفعه إلى رفع الجلسة لمدّة وجيزة لتهدئة الأجواء بعد تشنّج موسي. وأكّد طارق الفتيتي أنّه تمّ عرض الثلاث فرضيات السالف ذكرهم على التصويت وخلال التصويت على إدانة العنف ضدّ المرأة قام عبد اللطيف العلوي بالإنسحاب رفقة نواب حركة النهضة باستثناء جميلة دبش الكسيكسي وأوضح أنّ مخلوف طالب بتأجيل البتّ في المراسلة.
وعاد طارق الفتيتي على التدوينة التي نشرها مخلوف بعد إصدار مكتب المجلس بيان إدانة ضدّ العنف المسلّط على المرأة والتي أهان فيها مكتب المجلس وعبير موسي بأشع النعوت، وصرّح قائلا '' حقيقة أنا أخجل من مستوى هكذا نواب'' وتابع قائلا ''كلّ إيناء بما فيه يرشح" وأكّد الفتيتي أنّ له مستوى عال لا يسمح له بالسقوط في الإنحطاط الأخلاقي ليُجيب عن إساءة مخلوف له.
''النظام الداخلي للبرلمان مبتور والخصومات داخله قائمة على ''ضربني ودفعني وهذا شتمني هل هذا معقول ؟'' أفاد الفتيتي مبيّنا أنّ هناك أطراف في مجلس نواب الشعب تمادت كثيرا ''زادت في العنف ومستوى أخلاقي متدنّي إلى أبعد الحدود لا يليق بنائب شعب وسيبقى ذلك للتاريخ''. وأكّد الفتيتي أنّ مكتب المجلس دعا كلّ نائب يتعرّض للعنف يمدّهم بما يؤكّد ذلك وسيتعهّد المكتب بالنظر وإصدار بيان تنديد في العنف الذي تعرّض له.
ي.ر
تعليقك
Commentaires