عاد رئيس الجمهورية في ساعة متأخرة من ليلة اليوم الاحد 11 افريل 2021 ، الى تونس بعد زيارة رسمية الى مصر دامت ثلاثة أيام التقى خلالها نظيره عبد الفتاح السيسي في قمة تونسية مصرية بقصر الاتحادية.

زيارة الرئيس قيس سعيد حظيت بترحيب شعبي في مصر منذ استقباله في مطار القاهرة الدولي الى تنظيم سهرة فنية على شرفه و مرورا بالزيارة التي اداها الى قلعة محمد علي و الى شارع المعز ليلة امس السبت 10 افريل 2021 و التي لاقت استحسان الشعب المصري و الصحافة المصرية التي وصفت زيارة قيس سعيد الى مصر بالتاريخية ، وهذا السياق قال اشرف أبو الهول مدير تحرير جريدة الاهرام في تصريح لقناة سكاي نيوز اليوم الاحد 11 افريل 2021 ان :" الرئيس التونسي حفر نفسه في قلوب الشعب المصري واصبح في قمة الحب هرم الحب عند المصريين ".  

سد النهضة و الامن المائي المصري

رئيس الجمهورية قيس سعيد و الذي اعتاد الحياد في مواقفه من القضايا الإقليمية على غرار الملف الليبي و موقفه المعروف الرافض للتدخل الأجنبي في ليبيا ، خرج عن جبة الحياد ليؤكد مساندته لمصر في ازمة سد النهضة و ليبرز دعمه الغير مشروط لأمن مصر المائي حيث قال  خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  :"لن نقبل أن يتعرض الأمن المائي لمصر للخطر وكل مواقف مصر تلزمنا " أيضا صرح قيس سعيد في حديثه عن العلاقات الثنائية ان ما يجمع بين تونس مصر "ليس المصلحة المشتركة" بل "المصلحة الواحدة".

لكن رئيس الجمهورية قيس سعيد لايزال يقف على خط  الحياد في علاقة بالشقين المتنازعين : القطري التركي من جهة  و الاماراتي السعودي و الى جانبهم مصر من جهة أخرى ، فرغم انتهاء المقاطعة القطرية بوساطة كويتية لم تنهي الازمة بعد و يبحث الطرفان عن حلفاء جدد لبسط نفوذهم على المنطقة العربية ، و زيارة قيس سعيد الرسمية الى مصر تأتي بعد زيارة رسمية الى قطر ، و من المنتظر ان يزور رئيس الجمهورية تركيا و الامارات أيضا وهو ما يحقق الموازنة بين الطرفين و يؤكد الموقف التونسي الرافض للانضمام لاي تحالف إقليمي  

زيارة اقتصادية و فنية بامتياز

و الجدير بالذكر ان زيارة قيس سعيد لم تكن زيارة سياسية بامتياز رغم تباحث رئيس الجمهورية مع نظيره المصري بعض الملفات الإقليمية على غرار الملف الليبي و القضية الفلسطينية  ، بل كانت زيارة اقتصادية تم خلاله التأكيد على أهمية تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين .

و طغى الجانب الفني على هذه الزيارة حيث اعلن رئيس الجهورية قيس سعيد ان سنة 2021/2022 ستكون سنة الثقافة التونسية المصرية ، و سيمكن هذا الإعلان من تكريس التعاون الثنائي بين البلدين في المجال الفني و من المنتظر ان تشهد الأشهر القادمة تنظيم فعاليات فنية تونسية مصرية و مؤتمرات ثقافية و معارض فنية.

و في ختام زيارته الى مصر تم تنظيم سهرة فنية تونسية مصرية على شرف رئيس الجمهورية اثثها كل من الفنان التونسي لطفي بوشناق والفنانة ريهام عبدالحكيم مع فرقة الموسيقى العربية.

زيارة قيس سعيد تثير غضب الاخوان

رغم الترحيب الشعبي و الرسمي برئيس الجمهورية قيس سعيد لم يخفي مساندو الاخوان في مصر و الرئيس المصري السابق محمد مرسي غضبهم من زيارة قيس سعيد ، حيث وصف الرئيس الأسبق منصف المرزوقي الزيارة ب :"الخيانة" ، و اعتبر القيادي في حركة النهضة انه و من خلال زيارته الى مصر يبحث قيس سعيد :" عن الاندماج في مظلة اقليمية معادية للديمقراطية ولثورات الشعوب ولروح التحرر في المنطقة " و كتب في تدوينة نشرها على صحفته على الفايسبوك :" ما سيعود به من القاهرة بعد زيارة الثلاثة أيام  هو ترتيبات أمنية وأجندات استخباراتية  لضرب الديمقراطية لا غير ".

ر.ع