رأس مالي جمالي : لوحة اشهارية تغضب التونسيات و التونسيين
اثارت لوحة اشهارية لاحد شركات التجميل موجة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث تداول رواد موقع التواصل فايسبوك مساء اليوم الاحد 2 ماي 2021 صور هذه اللوحة الاشهارية معبرين عن استنكارهم للشعار الذي احتوت عليه و هو :" رأس مالي جمالي " ، الشعار اثار حفيظة التونسيين الذين اعتبروه إهانة للمرأة التونسية و التي تم اختزالها في هذا الشعار في مجرد "جسد و جمال " .
و ندد رواد الفايسبوك بهذا الشعار الذي انتشر في عدة صفحات و الذي وصفه البعض "بالمقرف" و وصفه البعض الاخر بالانتقاص في كرامة المرأة " فيما أشار بعض المتابعين لهذه الصفحات ان الشعار فيه دلالة لفكر رجعي يقتصر فيه دور المرأة على جسد او سلعة و لا يعترف بدورها في المجتمع كامرأة لها فكر و عقل و قادرة على القيادة و عبر المتابعون عن استغرابهم من تفكير البعض بهذه الطريقة رغم مرور اكثر من ستين عاما عن استقلال تونس و الذي كان من أسسه الاستقلال عن الفكر الرجعي الذي يختزل المرأة في جسد ليمنحها بالتالي حقوقا و حريات و يعترف بدورها في المجتمع .
اللوحة الاشهارية و ما احتوته من شعار فتح باب النقاش بين التونسيين حول نظرت المجتمع التونسي للمرأة و تباينت الآراء في هذا الخصوص بين من اعتبر ان المرأة التونسية نجحت في افتكاك حقوقها منذ الاستقلال و منذ صدور مجلة الأحوال الشخصية سنة 1956 وصولا الى توليها لمناصب عليا في البلاد ، و بين من قال انه و رغم امتلاكها لحقوق كرسها الدستور التونسي و المعاهدات و القوانين الا انها لم تستطع اقتلاع الفكر الرجعي على ارض الواقع والذي ينظر الى المرأة كجسد وليس كفكر معللين موقفهم بهذه اللوحة الاشهارية و التي تحمل موقف البعض من الرجال و النساء أيضا ، فالجدير بالإشارة في هذا السياق انه و خلافا لم يعتقده البعض لا يقتصر هذا الفكر على الرجل فقط فالمرأة قد تكون عدوة للمرأة أحيانا .
و صدرت مجلة الأحوال الشخصية يوم 13 أوت 1956 فمنعت تعدد الزوجات و منحت حق الطلاق و التعليم للمرأة و نص الدستور التونسي في نفس السنة على المساواة بين المرأة و الرجل فيما منحت المرأة التونسية الحق في التصويت سنة 1957 و قبل سويسرا التي منحت هذا الحق للمرأة سنة 1971
ر.ع
تعليقك
Commentaires