لم يمر خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد الليلة الأربعاء 28 ديسمبر 2022 مرور الكرام. حيث علق التونسيون على كلمته التي القاها امام رئيسة الحكومة و وزيري الداخلية و الدفاع . ليثير ردود أفعال متباينة بين من استغرب من تواصل تهديداته و وعيده لمعارضيه و بين من اعتبر خطابه رسالة واضحة لمعارضيه في الوقت الذي تسائل فيه عدد من المدونين عن الغاية من القاء الكلمة  امام وزيري الدفاع و الداخلية و قيادات امنية .

حيث عبر المدون محرز بلحسن عن لجوء الرئيس لنفس المضمون من التهديد و الوعد و الوعيد ، و اتهامه لمعارضيه بالخونة و العملاء " خونة عملاء خونة عملاء  خونة عملاء خونة عملاء خونة عملاء خونة عملاء خونة عملاء خونة عملاء... كي العادة

سنبقى، سنواصل، سنستمرّ، سنبقى، سنواصل، سنستمر، سنبقى، سنواصل، سنستمرّ، سنبقى، سنواصل، سنستمر، سنبقى، سنواصل، سنستمرّ، سنبقى، سنواصل، سنستمر... (فيما يبدو أنه رد متوقّع على دعوات المعارضة لإنسحابه بعد مهزلة الإنتخابات!) " .

و علق المدون على تصريحات الرئيس قيس سعيد بخصوص نسبة المشاركة في الانتخابات و استغرابه من موقف الدول الأجنبية بخصوص هذه المسار و كتب " تسعة أو حداش بالميا نسبة مشاركة هي أفضل من تسعة وتسعين بالميا في الإنتخابات المزوّرة متاع بن علي، وطالما الغرب كان يقبل بتلك الوضعية مع بن علي ويبعثلو برقيات التهنئة علاش ما يقبلوش بحاكم مستبد آخر فاقد للشرعية الديمقراطية وتسعين بالميا من الناخبين ماهمش معاه؟ علاش الحيلة ".

و سخرت الناشطة عائدة برجي من نبرة الرئيس الغاضبة التي خاطب فيها التونسيين و كتبت " شوف تو الناس الكل تسكر الضو و ترقد. رئيسنا متغشش برشا !

في نفس الوقت اعتبر مناصرو الرئيس ان خطابه الليلة يعد التحذير الأخير كما دون المحلل رياض جراد ، او رسالة انتهت بها الفسخة كما كتبت فاطمة المسدي على صفحتها على فيسبوك .

جدد رئيس الجمهورية قيس سعيد تحذيراته لمن وصفهم بالغارقين في الفساد و الذين يتطاولن على الدولة و على مؤسساتها و الذين " يتلونون كل يوم بلون "، و هم حسب تصريح الرئيس يسعون الى ضرب الدولة و مؤسساتها . و أكد الرئيس قيس سعيد في اللقاء الذي جمعه بكل من رئيسة الحكومة ، وزير الداخلية ، وزير الدفاع و عدد من القيادات الأمنية اليوم الأربعاء 28 ديسمبر 2022 ، انه سيتخذ الإجراءات اللازمة للتصدي " لهؤلاء " قائلا " لا يمكن يستمر هذا الوضع و لا يمكن ان يبقى هؤلاء بدون جزاء لابد من تطبيق القانون للحفاظ على الدولة و مؤسساتها و الحفاظ على الدولة و الشعب " . و قال الرئيس قيس سعيد ان من يسعى الى ضرب الدولة من الداخل  و الخارج و من و يسعى الى ضرب السلطة سيتحمل مسؤوليته كاملة .

و علق الرئيس قيس سعيد في كلمته على نسبة الاقبال في الانتخابات التي بلغت 11.22 بالمائة و اعتبر في حديثه ان هذه النسبة افضل من 99 بالمائة التي كانت تسجل في السابق ، منتقدا برقيات التهاني التي كانت تصل حينها من دول اجنبية " برقيات تهاني كانت تصل من عواصم اجنبية و كانت تعرف انها مزورة " و أضاف في حديثه " نحن بحاجة الى برقيات تهامي من الشعب التونسي " .

و شدد رئيس الجمهورية في كلمته على التزامه بتطبيق القانون ، داعيا القضاة الى تحمل مسؤوليتهم التاريخية ، قائلا ": لا مجال للتسامح مع هؤلاء الذين يحاولون تطويع القانون لتمكين المهربين و المجرمين و المحتكرين من الإفلات من العقاب " . و استنكر في حديثه اطلاق سراح مهرب قبض عليه و في حوزته بضاعة ثمنها اكثر من 300 مائة دينار " ما معنى ان يتم اطلاق سراحه بعد خطية ب 100 الف دينار ثم يسترجع المحجوز  ؟ كان على القاضي ان يعرف على أي قدم يرقص  " .

و بنبرة غاضبة اكد الرئيس قيس سعيد ان هذا الوضع لا يمكن ان يستمر " لا يمكن ان يستمر هذا البؤس السياسي " و عبر  في خطابه عن رفض لتواصل التنكيل بالشعب و المواطن عبر " اختلاق الازمات مرة الحليب مرة القهوة و مرة البنزين " .  و اتهم الرئيس معارضيه باختلاق الازمات و التحريض على الدولة " لو كانوا وطنيين لتقدموا بمبادرات لتغيير الأوضاع " . و نفى في ذات السياق وجود تهديد لحقوق الانسان و وصف معارضيه بالمرتزقة " هؤلاء الذين يتباكون على حرية التعبير هم مرتزقة " . و تحدث في هذا الاطار عن هبة بقيمة 40 مليار تحصلت عليها الحكومة سنة 2017 ياسم اصلاح منظمة الاعلام ، تمتع بها خبراء و محللون في وسائل الاعلام " هم مرتزقة اترموا في أحضان الخارج يفترون و يقدمون التحاليل الكاذبة " .

و حذر الرئيس قيس سعيد من العودة الى الوراء " لا مجال للعودة الى الوراء لن نترك لهم الطريق للخروج الامن كما يتحدث البعض " . و شدد في خطابه على عزمه وضع حد للتطاول على الدولة و اللذين لا تهمهم الأرواح ، مشيرا في كلامه الى ازمة المهاجرين في جرجيس ، و الذين وصفهم بالشهداء .

ر.ع