alexametrics
الأولى

رصد ومقارنة للنتائج: معاهد سبر الآراء واستحقاقها للثقة

مدّة القراءة : 4 دقيقة
رصد ومقارنة للنتائج: معاهد سبر الآراء واستحقاقها للثقة

 

مرّة أخرى أثبتت مؤسّسات سبر الآراء في تونس مدى الكفاءة والحرفيّة التي تتميّز بها، من ناحية نتائج إنتخابات 2019، في الرئاسيّة والتشريعيّة، حيث تميّزت هذه النتائج بالقرب من النتائج النهائيّة التي أعلنتها الهيئة العليا المستقّلة للإنتخابات.

قارنت بيزنس نيوز النتائج التي أفرزتها شركات سبر الآراء، وجدنا نتائج كلّ من سيغما كونساي وإمرود متقاربة، ولكن تبيّن لنا أنّ منظّمة مراقبون وهي ليست بشركة سبر آراء متفوّقة عليهما الإثنين. 


لنتمكّن من مقارنة نتائج مؤسّسات سبر الآراء، أخذت بيزنس نيوز نتائج مخرجات الاستطلاعات المتاحة للجمهور، على الرّغم من أننا تمكّنا من الحصول على تلك الإستطلاعات  من معاهد أخرى (التي كانت نتائجها بعيدة عن الواقع)، فقد تمّ تحديد خيارنا في المقارنة لأولئك الذين لعبوا لعبة الشفافية ووافقوا على أخذ وسائل الإعلام والرّأي العام ليشهدوا على نتائجهم. مؤسّستي سيغما كونساي وإمرود ومنظّمة مراقبون، هم الوحيدين الذّين نشروا نتائجهم بطريقة علنيّة،  إما بالشراكة مع وسائل الإعلام أو مباشرة مع الجمهور. ماذا في هذه النتائج؟


كما يرى قراءنا في الجدول أدناه، لدينا النتائج بالتفصيل الخاصّة بالخمس أحزاب الأولى في الانتخابات التشريعيّة، كما تمّ نشرها يوم الأحد 6 أكتوبر 2019،  من قبل المعهدين الخاصين بسبر الآراء وفي اليوم التالي الإثنين 7 أكتوبر ، من قبل منظمة ''مراقبون''، وقد قمنا بنفس الشيء في الإنتخابات الرئاسيّة، حيث تميّزت مؤسّسة إمرود بفراق نقطة مقارنة بسيغما. 

 


هامش الخطأ المسموح به في احتساب نتائج الإنتخابات يتراوح بين 1 و 1 فاصل 5، كما نرى أنّ معدّل هامش الخطأ بالنسبة لمؤسّسات سبر الآراء أقلّ من نقطة واحدة، وهو أداء رائع من دوره أن يثير غيرة مؤسّسات سبر آراء تابعة لدول ديمقراطيّة اعتادت بالقيام بمثل هذه الحسابات، من الجيّد أن نتذكر أن أفضل طريقة لتحسين النتائج وضمان مصداقيتها أكثر بالنسبة لمعاهد سبر الآراء، وهي أن  تقوم بنشاطها على مستوى الحجم الواسع والكبير. ومع ذلك، لا يمكن القيام بهذه الإستطلاعات إلا مرّة واحدة كلّ خمس سنوات من خلال انتخابات حقيقية.

سنة 2014، تميّزت مؤسّسة سيغما كونساي في احتساب النتائج بطريقة ناجعة، ولكن سنة 2019، تميّزت مؤسّسة إمرود (0 فاصل 73) التي تفوّقت على سيغما (0 فاصل 94) بحصولها على هامش خطأ أقل من 0 فاصل 21، وكانت منظّمة مراقبون أفضل من الإثنين، بفارق 0 فاص 32 نقطة، لا يجب أن نتسرّع  في حكمنا النهائي على الإثنين، لأنّنا بصدد مقارنة ما لا يمكن مقارنته، فإنّ سيغما وإمرود قاما باحتساب نتائج الإنتخابات ونشرها بعد ساعتين تقريبا من إغلاق مكاتب الإقتراع، من ناحية أخرى شبكة مراقبون لا تعتمد نتائجها على استطلاعات الرأي التي تمّ نشرها، ولكن نتائجها قائمة على احتساب سريع لعيّنة ممثّلة عن  992 مكتب إقتراع، من مجموع 1001 مكتب في 27 دائرة إنتخابيّة. لم تنشر منظّمة مراقبون نتائجها إلاّ بعد مرور 18 ساعة من إغلاق مكاتب الإقتراع، أيّ بعد نفاذ صبر الشعب وإرضائهم بنتائج سيغما وإمرود.

بالإضافة إلى النتائج ودقّة الأرقام، قامت  بيزنس نيوز بتقيّيم مدى إحترام الإجراءات ودقّة مواعيد استكمال النتائج المقدّمة من قبل المنظّمات ومعاهد سبر الآراء.

من هذه الناحية، أثبتت مؤسّسة إمرود فوزها على البقيّة بنتائج أكثر شمولاً من الآخرين، وقد لاحظنا هذا  جيدًا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وفي الانتخابات التشريعية. من حيث الالتزام بالمواعيد، قدّم نبيل بالعم أرقام نتائج التشريعيّة في الوقت المناسب على قناة التاسعة، كما هو متّفق عليه، كما قامت بيزنس نيوز  أيضا، باعتبارها شريكا للتاسعة وإمرود، بنشر نتائج التشريعيّة.

حسن الزرقوني رئيس مؤسّسة سيغما كونساي، من جانبه تميّز بعدم إحترامه وإلتزامه بموعد نشر نتائج التشريعيّة  للجمهور، وأعلن أنّه سينشر النتائج في قناتي الحوار التونسي (الشريك الدائم له) مع مريم بلقاضي وفي نفس الوقت سينشرها على قناة الوطنية الأولى. كيف يمكن له  أن يكون في مكانين مختلفين في نفس الوقت؟ وفي نهاية الأمر لم يحضر الزرقوني لا بقناة الحوار ولا بقناة الوطنيّة الأولى. بالنسبة لقناة الحوار، لقد أسقطها بالكامل على المباشر ممّا دفع بها إلى الإعلان عن تأجيل إعلان النتائج، بينما أعلنت منافستها، قناة التاسعة، نتائجها، أما بالنسبة  لقناة الوطنيّة الأولى فقد بعث بأحد وكلائه لتقديم أرقام أقلّ دقّة من تلك التي قدمها مدير مؤسّسة إمرود، نبيل بالعم، في قناة التاسعة مع حدود الساعة الثامنة. 

من حيث الأكثر شمولية واكتمال، تميّزت في ذلك إمرود مقارنة بسيغما ومراقبون في التشريعية، وعن مراقبون فقد تناست كليا المرتبة الثالثة بالنسبة لمجلس نواب الشعب، قائمة الكرامة. في الدّور الأوّل من الإنتخابات الرئاسيّة، تميّزت إمرود بتقديم أفضل للنّتائج مقارنة بسيغما كونساي، من خلال تقديمها لـ 16 الأوائل، حيث قدّمت سيغما العشر أوائل فقط. من حيث الدّقة في المواعيد، سيغما التي كانت في الدور الأوّل شريك بيزنس نيوز في نشر النتائج، تميّزت بعدم إحترامها الكلّي لقانون الوقت، مثلما فعلت بالتحديد في التشريعيّة، ولكنّها تلتزم بالمواعيد عند طلب فواتير الدّفع لها. وهنا نطرح هذا التساؤل، كم دفعت القناة الوطنية الأولى لسيغما كي تسحب السّجاد من تحت قناة الحوار التونسي، وماهو  موجب الشروط القانونية التي تم إبرام الاتفاقية فيها؟ فيما يتعلق بالأموال العامة وضرورة إجراء دعوة رسمية لتقديم العطاءات ، يصبح الاستجواب مشروعًا.

علاوة على ذلك ، ولإرجاع القيصر ما ينتمي إليه، إنّ المعهدين سيغما كونساي وإمرود هم  يعدان جزءًا من شبكة Esomar. وهي مدوّنة أخلاقيات تتطلب من المهنيين في القطاع تلبية معايير مهنية معينة. لهذا السبب غالبا ما نجد نتائج كليهما قريبة جدًا من الواقع، ولهذا السبب تمكّن كلاهما من مقاومة جميع حملات الاستخفاف والتشهير التي أطلقها السياسيون الذين لا يؤمنون بالعلم ولا يفهمون ماهية استطلاعات الرأي والإحصاءيات. وقد بدأ هذا بالفعل مع الرئيس السابق منصف المرزوقي واستمر هذه  السنة 2019 مع الحزب المنتصر في التشريعيّة النهضة أو أيضا الكرامة. كلاهما يعد بإنهاء هذه المعاهد التي تبيع الريح وتتلاعب بالرأي العام وفقا لهمومع ذلك ، فإن الأرقام عنيدة وكفاءة هذه المعاهد المهنية مضمونة!


إليكم  ملخّصنا 

  • الأكثر دقّة:

1- مراقبون 

2- إمرود

3- سيغما 

  • الأكثر شموليّة 

1- إمرود 

2- مراقبون 

3- سيغما

  • الأكثر دقّة في موعد نشر النتائج

1- إمرود 

2- سيغما 

3 - مراقبون 

ترجمة عن النص الأصلي (يسرى رياحي) 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter