صابة الزيتون في خطر !

 لا يخفى على أحد أن صابة الزيتون خلال هذا الموسم 2022-2023 ستشهد تراجعا ملحوظا ، و ذلك بسبب قلة الامطار . فشجرة الزيتون التي تتحمل التربة الفقيرة و تتأقلم في مختلف أنواع الاتربة عموما ، لا تتحمل الجفاف بتاتا و هي تحتاج الى  400 ملم من الأمطار على الأقل سنويا لتنمو . و يحدد  الإقليم الذي تزرع فيها شجرة الزيتون و العامل المناخي  صابة  الزيتون المنتجة ، لذلك فأن أي تراجع في كميات الامطار و ارتفاع شديد للحرارة سيؤدي بالتالي إلى تراجع في الصابة . 

و بحسب المرصد الوطني للفلاحة بلغ معدل كميّات الأمطار المسجلة بين 1 سبتمبر 2022 و يوم 16 اكتوبر 2022 ، 9ر17 مم، وهو  ما يعادل 51 بالمائة من المعدل المسجل في نفس الفترة من السنة . و على سبيل المثال ، بلغت كميات الامطار في الشمال الغربي بين شهري سبتمبر وأكتوبر 2022 ، 81  بالمائة من المعدل المسجل خلال نفس الفترة من كل سنة ، أي أن كميات الأمطار في تراجع ملحوظ . و بحسب المرصد بلغت كميّات الأمطار المسجلة ما بين 21 سبتمبر 2021 و 22 جويلية 2022 ،  131.8 مم ممّا مثّل 59 بالمائة مقارنة بمعدل الفترة ذاتها من الموسم السابق.

وتصدّر الجنوب الشرقي، قائمة المناطق الأكثر عجزا على مستوى التساقطات بنسبة 79.2 بالمائة تليها منطقة الجنوب الغربي بنسبة 56.9 بالمائة والوسط الشرقي بنسبة 47.1 بالمائة والوسط الغربي بنسبة 38 بالمائة في حين بلغ هذا العجز نسبة 21.6 بالمائة بالشمال الشرقي و14.6 بالمائة بالشمال الغربي.

هذه العوامل المناخية أثرت سلبا على صابة الزيتون في تونس . وهو ما أكده كاتب عام الجامعة الوطنية لمنتجي الزياتين بإتحاد الفلاحة محمد النصراوي . حيث  أقر النصراوي بضعف صابة زيت الزيتون خلال هذا الموسم وهي إصابة " أقل من المتوسط  " حسب تعبيره . و رجح النصراوي  امكانية تسجيل صابة زيتون بحوالي 160 ألف طن وهي نسبة ضعيفة مقارنة بموسم 2021-2022 الذي وصلت فيه الصابة في حدود 240 ألف طن  . و استبعد محمد النصراوي امكانية وصول السعر ل 17 دينار خلافا لما تدواله البعض على وسائل التواصل الاجتماعي ، قائلا " نحن كفلاحة لا نحبذ الترفيع في الاسعار و لا نريد البيع بأسعار منخفضة أيضا " . 

و قال محمد النصراوي في مداخلة هاتفية في إذاعة موزاييك أف أم ، صباح اليوم الأربعاء 2 نوفمبر 2022 ، أن أسعار زيت الزيتون سترتفع مقارنة بأسعار السنة الماضية " ستتراوح بين 13 و 14 دينار للتر الواحد " . و أشار النصراوي الى أن أسباب تراجع صابة زيت الزيتون و ارتفاع الاسعار يعود الى التسعيرة العالمية الموجودة من جهة ، و الى الاحوال الجوية و قلة الامطار من جهة أخرى " 80 بالمائة من صابة الزيتون يقع تصديرها و نحن نخضع الى تسعيرة دولية لا نتحكم بها " . 

في سياق متصل ارتفعت قيمة صادرات زيت الزيتون، من شهر نوفمبر 2021 إلى شهر أوت 2022، بنسبة 30،1 بالمائة في الوقت الذي انخفضت هذه الكمية بنسبة 5،7 بالمائة ، مقارنة بالفترة ذاتها من موسم 2020-2021 . وبحسب المرصد الوطني للفلاحة بلغت كمية صادرات زيت الزيتون حوالي 184 ألف طن بقيمة 1941 مليون دينار . وبلغ معدل سعر التصدير، 10،57د للكلغ مقابل 7،66 د للكلغ خلال موسم 2020-2021  أي بارتفاع بنحو 38 بالمائة. 

بالرغم من ارتفاع صادرات زيت الزيتون إلا أنه لا يمكن التعويل على هذه الارقام وسط انخفاض صابة الزيتون التي ستؤثر بدورها على كمية الصادرات الأجنبية و بالتالي على عائدات الاقتصاد التونسي . و قد لا تتمكن تونس من تحقيق اكتفائها الذاتي في القريب العاجل إذا لم تقم بالتحرك واتخاذ الحلول العاجلة لمواجهة آثار التغيرات المناخية على الفلاحة . 

رباب علوي