أعضاء من الكونغرس الامريكي يعبرون عن مخاوفهم من حكم قيس سعيد

دعا  أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الديمقراطي ، وهما جريجوري ميكس وثيودور إليوت دوتش  في رسالة مشتركة وجهت الى وزير الخارجية الامريكي أنتوني بليكن  ، إلى إعطاء الأولوية لاستعادة الحكم الديمقراطي وسيادة القانون في تونس. و أكد أعضاء مجلس الشيوخ في رسالتهم  دعمهم لقرار مؤسسة الألفية للتحدي ، التي أوصت بعدم التوقيع على اتفاق جديد مع الحكومة التونسية بسبب المخاوف التي أفرزتها اجراءات يوم 25 جويلية 20 

 و تم التأكيد في نص الرسالة على   ضرورة مواصلة دعم تونس في جهودها لمكافحة الإرهاب ، في نفس الوقت أشارت الرسالة الى ضرورة  إعادة النظر في أي دعم لقوات الأمن الداخلي في البلاد التي لعبت دورًا رئيسيًا في قمع المواطنين. و جاء في نص الرسالة :" نظرًا لانخراط إدارة بايدن في ميزانية السنة المالية لسنة  2023 ، فإننا نحث وزارة الخارجية على إعطاء الأولوية للبرامج التي تدعم استعادة الحكم الديمقراطي ، وتعزيز سيادة القانون ، وضمان الاستقرار وحماية  المجتمع المدني المحلي والأصوات التونسية المتنوعة ، عند النظر في مساعدة الولايات المتحدة لتونس.

وأشار أعضاء الكونغرس الأمريكي الممضون على نص الرسالة إلى توسع العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وتونس منذ أن قامت  الاحتجاجات بالاطاحة  بالنظام الاستبدادي للرئيس بن علي قبل أكثر من أحد عشر عامًا و" منذ أن استثمر  الشعب التونسي في الإدماج السياسي والإصلاح وتعزيز المؤسسات القضائية الداعمة لوسائل الإعلام المستقلة ومنظمات المجتمع المدني والمشاركة في العديد من الانتخابات الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة 

واعتبرت الرسالة التي وجهت إلى أنتوني بليكن أن قوة نموذج تونس الإيجابي في الانتخابات الديمقراطية السلمية والتداول السلمي للسلطة يجب ألا يصبح ضحية الإحباطات الحقيقية . و نقلت الرسالة احساس العديد من التونسيين بالاحباط ازاء الركود الاقتصادي المستمر والفساد الشديد وإساءة استخدام السلطة ووحشية الشرطة .

و قال السيناتور جريجوري ميكس و السيناتور ثيودور إليوت دوتش في الرسالة المشتركة "فقط حكومة شرعية وخاضعة للمساءلة يمكن أن تعالج وتتغلب بشكل فعال هذه المظالم العميقة الجذور " .  و جاء في الرسالة  :" لقد شهدنا خلال الأشهر الثمانية الماضية محوًا واضحًا وملموسًا للمؤسسات الديمقراطية التي أمضى الشعب التونسي أكثر من عقد في بنائها ، ولا نزال نشعر بالقلق من أن الجدول الزمني الذي اقترحه الرئيس سعيد للإصلاحات الدستورية والانتخابات التشريعية لا يتضمن سبلًا للحوار الشامل مع الأصوات السياسية و المجتمع المدني ويؤكد  نيته في الحفاظ على تعليق عمل البرلمان حتى ديسمبر 2022 على الأقل "

وانتقد أعضاء الكونغرس الامريكي علاقة الرئيس قيس سعيد بمعارضيه و الذي يصفهم بالخونة و عبروا عن تحفظاتهم  إزاء  رفض الرئيس سعيد لهيئة تشريعية منتخبة مباشرة " البيان العلني لرئيس الجمهورية الرافض لمبادئ الهيئة التشريعية المنتخبة مباشرة وصفه لمنتقديه  بأنهم خونة يثير قلقًا عميقًا ويثير شكوكًا جدية حول التزاماتها الضوابط والتوازنات الديمقراطية في أي نظام سياسي تونسي جديد للخروج من هذه العملية " . 

هذه الرسالة التي وجهت الى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بليكن بتاريخ يوم 24 مارس 2022  تنضاف الى المراسلة التي أرسلها سفراء الولايات المتحدة الأمريكية السابقون بتونس و مجموعة من الدبلوماسيين و الجامعيين الأمريكيين يوم 3  مارس الماضي إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن .

 في هذه المراسلة حث  الدبلوماسيون السابقون جو بادين على التحرك والتصدي لرئيس الجمهورية قيس سعيد . و انتقد الممضون على المراسلة غياب رد فعل أمريكي قوي على ما وصفوه ب" هجوم قيس سعيد على الديمقراطية ". وطالبوا بالعودة السريعة لهيئة تشريعية منتخبة و بإعادة الهيئات المستقلة ، بما في ذلك المجلس الأعلى للقضاء والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد .  

و هذا بالاضافة الى المطالبة بحماية التعددية السياسية  و حرية التعبير التي أصبحت مهددة وفق ما جاء في نص الرسالة . 

أيضا أوصت الرسالة الموجهة إلى الرئيس بايدن بتقديم الدعم الاقتصادي الإضافي لتونس و تقديم القروض شريطة العودة إلى المسار الديمقراطي . وأشارت الرسالة التي نشرت يوم أمس الخميس 3 مارس 2022  إلى فشل قيس سعيد في تقديم خطة جادة لمعالجة الأزمة الاقتصادية و قيامه بتهديد الحقوق و الحريات عبر محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية . 

ر.ع