أرسلت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مراسلة رسمية إلى موقع  بيزنس نيوز لفتت من خلالها الإنتباه إلى مقال نُشر بتاريخ 26 نوفمبر 2022.

المقال المعني بالتنبيه والذي يحمل عنوان ''هيئة الانتخابات في تونس - ولاية كاملة دون سواها... ثم ماذا بعد؟؟''، نُشر في موقع بيزنس نيوز عربي بعد أن تمّت مراجعته والتثبّت في محتواه من قبل هيئة التحرير لتُقرّر على إثر ذلك نشره. 

هذا المقال لم يقم بصياغته صحفي أو صحفية من موقع بيزنس نيوز، وهو مقال رأي يعود للباحث في العلوم السياسية والموظف بالهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري شوقي سعيداني ونُشر في موقع بيزنس نيوز عربي في ركن ''أفكار''. 

وجاء في نصّ المراسلة التي تحمل إمضاء رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر، في وصف المخالفة ''قام موقع بيزنس نيوز عربي بنشر مقال يتضمن اتهامات بعدم حياد وشفافية الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات واتهامها أيضا بالسطو على صلاحيات هيئة الاتصال السمعي البصري".

وتم تكيّيف نوع المخالفة عن الجهة المسؤولة 'بيزنس نيوز عربي' بـ ''عدم الحياد''.

وحدّدت الهيئة في المراسلة ما يلي ''نلفت نظركم إلى أن مثل هذه التدوينات مخالفة لأحكام الفصل 54 من المرسوم عدد 115 لسنة 2011 المؤرخ في 2 نوفمبر 2011 والمتعلق بحرية الصحافة والطباعة والنشر الذي يجرم عملية نشر أخبار زائفة من شأنها أن تنال من صفو النظام العام، ولأحكام الفصل 24 من المرسوم عدد 54 لسنة 2022 المؤرخ في 13 سبتمبر 2022 و المتعلق بمكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال''. 

واختتمت هيئة الانتخابات مراسلتها بهذا التنبيه '' لذا تنبه عليكم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بعدم نشر مثل تلك المقالات مستقبلا تفاديا للتتبع الجزائي''. 

ما يجب معرفته هو أنّ بيزنس نيوز اختارت عمدًا منذ أسابيع ، عدم القيام بالتغطية الإعلامية للحملة الانتخابية وللإنتخابات ، نظرا لإستحالة القيام بذلك بشكل صحيح مع احترام أحكام المرسوم 54 الصارم.

في ما يتعلقّ بالمقال الذي تمّ تجريمه وأصبح موضوع تنبيه، فهو مقال رأي حرّ يتناول النزاع الذي حصُل بين الهايكا وهيئة الانتخابات. تم كتابة ذلك المقال من قبل أحد الموظفين بالهايكا وبيزنس نيوز عاينت الحياد الصارم في هذه المسألة. 

وكان من الممكن أن تنشر الصحيفة مقال رأي بقلم فاروق بوعسكر أو أي عضو آخر بهيئة الانتخابات. علاوة على ذلك ، نقلنا بشكل منهجي التصريحات الإعلامية لأعضاء هيئة الانتخابات. لذلك من الطبيعي أن ننقل أيضا صوت الهايكا هي الأخرى ، لأنّنا نقلنا أيضا صوت هيئة الانتخابات، وهذا هو بالفعل الحياد الذي يتطلبه القانون. ولكن في صورة أرادت هيئة الانتخابات أن تقوم وسائل الإعلام بنقل آرائها فقط وتفرض رقابة على الآخرين ، في هذه الحالة ، لم يعد هناك الحياد.

في العادات والتقاليد ، كان يتعيّن على هيئة الانتخابات أن تردّ على شوقي سعيداني وبيزنس نيوز تقوم بنشر ذلك الردّ. 

تجدر الإشارة، إلى أن أعضاء وحدة رصد وسائل الاتصال السمعي البصري ومواقع وحسابات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية، اقترحوا على رئيسهم بمتابعة بيزنس نيوز قضائيا ، في حين أمر فاروق بوعسكر بأن يتمّ التنبيه عبر مراسلة فقط، مستشهداً بالفصل 54 من المرسوم 115 المؤرخ سنة 2011  وبالفصل  24 من المرسوم عدد 54 المؤرخ في سنة 2022. 

وينصّ الفصل 24 من المرسوم عدد 54 لسنة 2022 على ما يلي ''يعاقب بالسجن مدة خمسة أعوام وبخطية قدرها خمسون ألف دينار كل من يتعمّد استعمال شبكات وأنظمة معلومات واتّصال لإنتاج، أو ترويج، أو نشر، أو إرسال، أو إعداد أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو وثائق مصطنعة أو مزوّرة أو منسوبة كذبا للغير بهدف الاعتداء على حقوق الغير أو الإضرار بالأمن العام أو الدفاع الوطني أو بث الرعب بين السكان.

ويعاقب بنفس العقوبات المقررة بالفقرة الأولى كل من يتعمد استعمال أنظمة معلومات لنشر، أو إشاعة أخبار ،أو وثائق مصطنعة ،أو مزورة أو بيانات تتضمن معطيات شخصية أو نسبة أمور غير حقيقية بهدف التشهير بالغير أو تشويه سمعته أو الإضرار به ماديا أو معنويا أو التحريض على الاعتداء عليه أو الحث على خطاب الكراهية. وتضاعف العقوبات المقررة إذا كان الشخص المستهدف موظفا عموميا أو شبهه''. 

وينصّ الفصل 54 من المرسوم 115 على ما يلي ''يعاقب بخطية من ألفي إلى خمسة آلاف دينار كل من يتعمد بالوسائل المذكورة بالفصل 50 من هذا المرسوم نشر أخبار زائفة من شأنها أن تنال من صفو النظام العام''.

بالنسبة لنا، لم نجد في أيّ فقرة من مقال الرأي لصاحبه شوقي سعيداني ما يدعو للنيل من صفو النظام العام أو الإضرار بالأمن العام أو الدفاع الوطني أو بث الرعب بين السكان. وهذا بالنسبة لنا مجرّد طرح ونقاش لأفكار. 

ولكن من الممكن أن يكون لقرائنا نظرة أخرى. 

انقر هنا لقراءة مقال الرأي موضوع التنبيه للباحث في العلوم السياسة والموظف بالهايكا شوقي سعيداني.

هــيئة الــتــحريـــر