تأبين الراحل قائد السبسي في موكب مهيب
رئيس الحكومة يستقبل الرئيس الجزائري ورئيس جمهوريّة مالطا
صور - التونسيون في انتظار موكب دفن الرئيس الباجي قائد السبسي
تأبين مهيب من محمد الناصر لروح الرئيس الباجي قائد السبسي
فيديو : تشييع جثمان الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي
صورة اليوم: الوحدة التونسية في أبهى حلّة
انطلق موكب تأبين الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي اليوم 27 جويلية 2019 من قصر قرطاج الى البهو الشرفي بقرطاج في موكب مهيب تتقدمه فرقة الموسيقى العسكرية وتتوسطه العربة العسكرية التي تحمل نعش الفقيد مزينة بالورود والراية الوطنية وهي محاطة بالتلاميذ الضباط من مختلف الأكاديميات العسكرية وعلى دفتي العربة ثلّة من ضباط الجيوش الثلاثة وفصيل الشرف العسكري الذي قام بإنزال نعش الرئيس الراحل الى القاعة الشرفية بقرطاج أين تمّ توسيمه وتأبينه بحضور رئيس الحكومة يوسف الشاهد والقائم بمهام رئيس الجمهورية محمد الناصر.
وتواصل التأبين بإشراف محمد الناصر وتلاوة بعض الآيات القرآنية فيما تلى القائم بمهام رئيس الجمهورية محمد الناصر المشرف على موكب التأبين كلمته معددا مناقب الرئيس الراحل وساردا لأهم المراحل التاريخية والسياسية التي رافقه فيها مستهلا كلمته بقوله '' نحن في حضرة رئيس الجمهورية التونسية يا سادة الذي فارقنا يوم عيد الجمهورية التي قضى حياته في خدمتها والدفاع عن مكاسبها لقد فارقتنا بعد أن قضيت عمرا في خدمة الشعب والوطن والدولة وناضلت عنفوان الشباب صلب الحركة الدستورية بقيادة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وكنت من أقرب مساعديه في أحلك فترات التي رافقت استقلال البلاد سنة 1956 وخلال بناء الدولة الوطنية. كنت أول من تقدم لقصر قرطاج بعد انتخابات ديمقراطية في 2014 واصلت مسارك في التمسك بالعدل والروح الوطنية وكنت حريصا على نجاح الديمقراطية والوفاق الوطني ومحركا لهذا الخيار وقد نجحت في خلق التوازن السياسي في بلادنا بعد انتخابات 2014 وأوضعت أسس الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة وكانت فترة و حكمك زاخرة بالحوار الاجتماعي '' وختم كلمته باكيا '' يا رفيق دربي سوف نواصل مع سعينا فيه معا لبناء الدولة الديمقراطية ونجاعة المؤسسات تعزيز المكاسب التقديمة ىبلادنا يا رفيق دربي نحن عاجزون على توديعك غيابك خسارة للوطن سوف تبقى معنا وما حيينا رمزا وقدوة ومثالا '' ودعا الحضور الى الوقوف تقديرا واجلالا لروح الفقيد.
وتلى على اثر ذلك الرئيس المؤقت الجزائي عبد القادر بن صالح كلمته بقوله '' الرئيس الراحل كبيرنا خسارة ليس للعائلة ليس لتونس وانما للجزائر والعرب وكافة محبي السلام عرفناه أيام المحنة وقف الى جانبنا وناصر قضيتنا وعرفناه بعد الاستقلال وكان من الذين هندسوا العلاقة الثنائية بين البلدين.
وتابع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته بالمناسبة تعزية عائلة الرئيس وقال في كلمته ''جئنا اليوم من فلسطين لتقديم العزاء للرئيس الاخر والصديق حافظ على الديمقراطية وهو خليفة الزعيم الكبير بورقيبة رائد الواقعية السياسية."
وعبر رئيس الحكومة الليبي فائز السراج عن ألمه لرحيل الفقيد معبرا عن اعتزازه به لما قدمه الى لييا مؤكدا أنه رجل دولة امتلك مرونة ديبلوماسية متميزة وحضور متميز فمشددا على أن رثائه أمر صعب وتونس فقدت رمزا من رموزها وعبر عن اعترافه وبعرفانه لدعم الرئيس الراحل لمسار التوافق في ليبيا لتجميع الفرقاء الليبيين مؤكدا على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين.
ومن جهته عبّر رئيس البرتغال مارسيلو رابيلو على تعازيه الحارة مشددا على أن الراحل قائد السبسي غيّر التاريخ. وتمّ اثر ذلك الوقوف اجلالا على روح الفقيد وتقدمت ثلة من الشخصيات السياسية الوطنية والأجنبية التي حضرت موكب التأبين صفوفا لتقديم العزاء الى عائلة الفقيد وكل ممثلي الساحة السياسية في تونس من رئيس حكومتها والقائم بأعمال الجمهورية مؤقتا ووزرائها. كما تقدم وفدا عن الجامعة العامة للدول العربية أحمد أبو الغيط لتقديم واجب العزاء.
وأكد الرئيس المالطي جورج فيلا أن '' تونس ومالطا تتمتعان بتاريخ طويل من التعاون الثنائي مشيرا إلى أن الرئيس الراحل قائد السبسي لعب دورًا مهمًا في الحياة السياسية التونسية، وقاد عملية الانتقال الديمقراطي وأعد تونس لإجراء انتخابات ديمقراطية ويجب أن يشكر على كل ذلك معتبرا أن بفقدانه فقدت كل منطقة البحر الأبيض المتوسط رجل دولة كبير وسياسي استثنائي.
وعبّر فيليب السادس ملك اسبانيا على التعازي الحارة لمملكة اسبانيا وشعبها الى تونس متقدما بأحر التعازي لعائلة الرئيس.
ثم تقدم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمنصة وعبر عن ألمه لفقدان قائد السبسي قائلا '' تعلمت منه الكثير لقد كان رجل الحكمة وتميّز بقدرته على الاقناع خاصة مع الفرقاء الليبيين وقرر ان يحتضن القمة المقبلة للفرنكفونية وهو الرئيس الأول للجمهورية الثانية. تحمل من اجل بلاده واستقرار دستورها وتعلق بالحرية والانفتاح وكان وسعى الى المساواة بين المرأة والرجل فيما يتعلق بمسألة الميراث وكان مثل الرئيس بورقيبة فيما يتعلق بالتقدمية والحداثة.
ثمّ تقدم الفوج العسكري المكون من ضباط الجيوش الثلاثة حاملا قائده الأعلى الذي يمثل القائد الأعلى للقوات المسلحة على أكتافه وسط نغمات نشيد الموت لتكون حتى صورة الرحيل أجمل في تونس وتظل الاستثناء دوما. وحاليا يتواصل استقبال العزاء فيما سينطلق بعد دقائق الموكب المهيب لتشييع جثمان الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي نحو مثواه الأخير بمقبرة الجلاز أين سيوارى الثرى تاركا ورائه الكثير لاستكماله لبنة لبنة لبناء الديمقراطية التي وضع أسسها طيلة مسيرته بعد الثورة لتكون صورة تونس حتى في الألم أجمل وشهادة أخرى على الدولة المدنية ودولة المؤسسات.
ويسير الموكب المهيب الآن محاطا بالطائرات العسكرية التي تحلق عاليا لحماية الحضور وتحيط بالعربة العسكرية التي نحمل نعش الفقيد كوكبة من ضباط الجيوش الثلاثة وفصيل الشرف العسكري وخيالة عسكرية ترافق الموكب مزينة بالراية الوطنية والمواطنين ينشدون النشيد الوطني حاملين الراية الوطنية التي ترفرف في السماء.
ومرّ الموكب بشوارع عديدة وطرق رئيسية بالعاصمة وتخللته الزغاريد بمنطقة العوينة أين ارتفعت زغاريد النسوة وعادة ما ترافق الزغاريد زف الشهداء ولعّل النسوة يزغردن اعترافا للراحل بمساعيه الحثيثة في دعم مساواتهن بالرجل واصراره على مساواة المرأة بالرجل في أحكام الميراث وهو المبدأ الذي دافع عليه لاستكمال مسار المساواة والديمقراطية ومعاني التقدمية التي دافع عنها. ورافقت الموكب هتافات وأهازيج '' وداعا سيدي الرئيس '' '' وداعا بجبوج '' '' تحيا تونس '' والنشيد الوطني ليودع الراحل للمرة الأخيرة طرقات وأركان بلاده ويودع شعبه وتراب وطنه الذي سيدفن فيه أين أوصى بدفنه في تربة ال السبسي بمقبرة الجلاز أين يرقد جثماني والديه.
هبة شعبية في استقبال موكب الرئيس الراحل بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة أين تجمهر المواطنين هاتفين '' بالروح بالدم نفديك يا تونس '' لينطلق الموكب من الشارع الرمز الذي اقترن إسمه بملهم الراحل ووريثه الفكري الحبيب بورقيبة. وحلقت الطائرات العسكرية فوق سماء تونس مطلقة الألوان الأحمر والأبيض لوني الراية الوطنية وسط ارتفاع كبير للهتافات والأهازيج الشعبية حيث يشيّع باحتفاء شعبه.
تعليقك
Commentaires