alexametrics
الأولى

حسن الزرقوني .. كبش الفداء لدى الفاشلين

مدّة القراءة : 4 دقيقة
حسن الزرقوني .. كبش الفداء لدى الفاشلين

 

من جديد يجد حسن الزرقوني نفسه تحت مجهر الخبراء في مجال الإحصاء .. صاحب "سيغما كونساي" يتعرض لانتقادات شديدة بخصوص النتائج التي تصدرها هذه المؤسسة المختصة في سبر الآراء والمتعلقة بنسب مشاهدة البرامج التلفزية والتي تصدرها سيغما تباعا على امتداد أيام شهر رمضان.. عدوى الانتقادات انتقلت في 2019 الى الوسط السياسي الذي احتج بشدة على الأرقام الصادرة عن مؤسسة الإحصاء الأكثر دقة في تونس.

 

فجميعنا يتذكر كيف أن مؤسسات سبر الآراء كانت تتنافس في 2014، بمناسبة الانتخابات التشريعية والرئاسية، من أجل مد وسائل الاعلام بالأرقام والمعطيات الدقيقة حول نوايا التصويت لدى الناخبين التونسيين. مؤسسة تميزت في ذلك الوقت من بيع الجميع بدقة معلوماتها وهي سيما كونساي لحسن الزرقوني. دقة النتائج المستقاة فور خروج الناخب من الخلوة والتي تم بثها في نشرات الثامنة مساء للأنباء أثارت كانت تضاهي ما حققته أكبر مؤسسات سبر الآراء في أعرق الدول الديمقراطية. وهي نتائج خدمت كثيرا بعض وسائل الاعلام التي استغلتها في ذلك الوقت ومن بينها "بيزنس نيوز" والقناة العمومية "الوطنية الأولى" والمحطة الإذاعية الخاصة "جوهرة آف آم".

 

في بلد ليست من تقاليده هذا الإختصاص غير المهيكل والمنظم،

كان يفترض أن يكون ما حققته سيغما كونساي من نتائج رائعة، محل فخر كل التونسيين وخاصة أهل الإعلام والسياسة .. لكننا في تونس وللأسف الشديد نستهدف الناجحين في كل المجالات .. نحن أعداء النجاح بامتياز لا نتنافس من أجل التفوق والامتياز بل لضرب منافسينا وإحباط عزائمهم.. هذا هو حال سيغما كونساي ومؤسسها حسن الزرقوني والمئات من العاملين في هذه المؤسسة التي تتلقى الضربات والانتقادات من كل حدب وصوب بسبب نجاحها وتألقها .. في 2019 وعلى إثر نشر المؤشرات الأولى الخاصة بنسب المشاهدة التلفزية الرمضانية ونوايا التصويت في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، حتى رئيس الجمهورية انضم إلى جوقة "النبَّارة" ..

 

ففي كل رمضان لا بد ان تخرج علينا قناة تلفزية أو صاحب قناة تلفزية لانتقاد حسن الزرقوني والتشكيك في نتائجه وذلك حتى قبل الثورة .. جميعهم تداولوا على توجيه النقد له، من العربي نصرة ونبيل القروي وسامي الفهري ومع الغربي وقناة الزيتونة .. وهاهي قناة التاسعة تنضم لقافلة المحتجين هذا العام والتي أصدرت بيانا شديد اللهجة طالبت فيه سيغما كونساي بعدم ذكر اسم القناة في عمليات سبر الآراء التي تقوم بها.

 

وبالنظر الى منتقدي "سيغما" نسجل قاسمين مشتركين أولهما: وسائل الإعلام والسياسيون الذين تكون نتائجهم أدنى من توقعاتهم ومن الفكرة المحددة التي يحملونها عن أشخاصهم أو مؤسساتهم وثانيهما: منافسو حسن الزرقوني الذين يشككون في نتائجه ومنهجيته، باستعمال عبارات معقدة .. وويحه من يتجرَّأ من الأشخاص أو وسائل الإعلام على الدفاع عن "سيغما" أو نقل تصريحات للزرقوني ليصبحوا بدورهم هدفا لمنافسه  الحاقدين الغيورين أو للقنوات الغاضبة والحاجة.. دائما ما تكون حججهم هي ذاتها "صدقونا ان سيما تعتمد أساليب مغلوطة وموجَّهة .. قمنا بدورنا بعمليات سبر للآراء وهي مغايرة تماما لنتائج الزرقاوي .. انه رجل فاسد يطلب المال للترفيه في نسب المشاهدة ... كما انه قد فقد كل مصداقية"... إذا كان فعلا قد فقد مصداقيته فلماذا توجه له كل سنة كل تلك الانتقادات الشرسة والهجمات الوضيعة؟

 

لمعرفة الحقيقة وبيان الخفايا والأسباب علينا فقط التحول على عين المكان للاطلاع على كيفية عمل مؤسسة سيغما حيث وجدنا الأبواب مفتوحة على مصراعيها وهو الحال منذ سنة 2000 وهذا الحد الأدنى بالنسبة إلى أي مؤسسة إعلامية تعتزم استغلال ونشر نتائج مؤسسة لسبر الآراء. وهذا ما قمنا به في بيزنس نيوز وهو كذلك الشأن بالنسبة إلى صحيفة "المغرب" العريقة التي تطلب منذ أعوام من سيغما انجاز الباروميتر السياسي الشهري. المشكل يكمن في أن حسن الزرقوني كان دائما يرفض الرد على هذه الانتقادات مكتفيا بالقول: "عملي يتحدث عني ويفرض نفسه بنفسه فالجودة والعلم هما الفيصل بيننا".

 

في 2019 تخلى الزرقوني عن عناده وتعنته وقبل الدعوة التي وجهها له أمس الثلاثاء بوبكر عكاشة على موجات موزاييك آف آم للرد على كل هذه الانتقادات .. الصحفي دعا بالمناسبة الى الاستوديو نائبين ينتميان حاليا لحزبين سياسيين من أكثر الأطراف انتقادا للزرقوني بسبب ترتيبهما السيء وهما غازي الشواشي عن التيار الديمقراطي ومروان فلفال عن حركة تحيا تونس بعد أن غادر النداء. ودون التوقف عند نقاط الخلاف والالتقاء فإن حزب الشواشي الذي يشكك في أرقام "سيغما" ويوجه أصابع الاتهام نحو مصادر تمويل المؤسسة هو ذاته الذي استضاف منذ فترة حسن الزرقاوي في مائدة مستديرة حول الموضوع ذاته أي سبر الآراء في تونس .. أما حركة نداء تونس فكانت لا تعترف الا بحسن الزرقوني .. بل اكثر من ذلك فان بوبكر عكاشة يتعاون مع قناة التاسعة التي أصدرت بيانا تشكك فيه في نتائج "سيغما" ومصداقيتها.

 

بالنسبة إلى تمويل الباروميتر السياسي قال الزرقوني انه ينجز لفائدة صحفية المغرب وبطلب منها .. بخصوص المشككين في مصداقيته يحيلنا صاحب سيغما الى ما حققته مؤسسته بمناسبة انتخابات 2014.. أما في ما يتعلق بمنهجية عمله يؤكد الزرقوني أنه لا يؤمن سوى بالمنهج العلمي مضيفا قوله: "أبوابي مفتوحة وقد دعوتكم في عديد المناسبات لتقييم منهجيات العمل التي تتبعها فرقي .. أحب الشفافية وأحب العلم".

 

بخصوص الاختلافات في الأرقام والنتائج مع منافسيه، يوضح حسن الزرقوني أنه يستعمل عينة من قائمة الناخبين المتوفرة لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، ملاحظا أنه لا يتحدث الا عن الناخبين فقط وليس عن كافة التونسيين .. فالعينة يتم اختيارها حسب الخارطة الانتخابية وتوزيع الناخبين وبس بصفة عشوائية .. وبشأن غياب الإطار التشريعي وتعطيل مشروع القانون المنظم لسبر الآراء والذي اقترحه حزب التيار والنداء ؟ أكد صاحب سيغما مساندته ودعمه لهذا المشروع قائلا: "إذا كانت نتائج البعض سيئة أو في تراجع فما عليهم إلا التوجه نحو التونسيين وليس نحوي أنا". كما جدد دعوته للجميع إلى زيارة خلية النحل من الشباب أصحاب الشهائد الذين يعملون في مؤسسته، مشيرا إلى أن هيثم المكي قضى صبيحة يوم كامل بمقر سيغما حيث عاين أسلوب عمل المؤسسة .. أي أنه يدعو ضمنيا رجال السياسة وأصحاب القنوات التلفزية الى زيارة مؤسسته ومعاينة عملها عوضا عن توجيه الانتقادات له.

لكن ليس هذا حال ماهر زيد الذي أكد أن "حسن الزرقوني لا يحمل الشهائد اللازمة والمطلوبة لممارسة هذا النشاط والدليل على ذلك أنه اتصل بالمؤسسة الجامعية التي يدعي الزرقوني انه تخرج منها وقد نفت أنه أحد خريجيها" وهو كلام تناقله قياديون ووزراء سابقون من حزب الإرادة .. كان بإمكان ماهر زيد التحول الى مكتب حسن الزرقوني ليرى بأم عينه شهائده الجامعية معلقة على الجدار.

 

هل أن كل ما سبق كاف لإسكات المنتقدين والغاضبين ؟ بالطبع لا فهذا الوضع مستمر منذ سنين وكل عام والانتقادات متواصلة مع تغير المحتجين كل مرة (باستثناء منافسيه الغيورين الحاقدين) وذلك وفقا لترتيبهم .. يبدو أنه من الأفضل بالنسبة إلى البعض التشكيك في ميزان الحرارة على الاعتراف بالإصابة بالحمى ...

( ترجمة عن النص الأصلي بالفرنسية)

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter