كان محمد عبو الوزير السابق والأمين العام المتخلي للتيّار الديمقراطي، ضيف اذاعة جوهرة صبيحة اليوم 22 سبتمبر 2021 حيث توجه لرئيس الجمهورية قيس سعيد تعليقا على خطابه في سيدي بوزيد - مصرحا "لقد فشلت خلال شهرين في مكافحة الفساد". وتابع عبو أنّ الفصل 80 هو عودة للوراء لكنه قُبل من أجل اتخاذ خطوات للأمام، الا أن الخطوات تأخرت ورئيس الجمهورية لم يحرّك ساكنا، مما يهدد بعودة ذات المنظومة الفاسدة وعلى رأسها حركة النهضة من باب الانتخابات المُقبلة.

ووصّف الناشط السياسي نوايا الرئيس بأنها خرق للدستور وحياد عن المسار، ممّا سيجعل الرئيس غير شرعي في حالة اعلانه للأحكام الانتقالية وتخليه عن دستور 2014 معلّقا "الرئيس سيورّط نفسه وسيضع نفسه في موقف ضعيف."

وبدا محمد عبو، الذي عدّل موقف من ساكن قرطاج،  منتقدا لرئيس الدولة الذي خيب اماله وقدم ليستولي على السلطة بدل أن يقوم بالاصلاح على حد تعبيره، مؤكدا أنه وفق خطابه، ينوي سعيد الخروج عن الدستور الذي أقسم على الالتزام به مشيرا الى أن التأويل أمر ولكن الاعلان الصريح عن نية التعديل والتعليق والاحكام الانتقالية هو ضرب لنزاهة الرئيس التي تعتبر رأس ماله الرمزي.

"تعديل الدستور يجب أن يكون في اطار الدستور عبر الاجراءات المنصوصة، مشروع الرئيس الشخصي هو التعديل ولكن يجب تقديمه بعد أن يعلن نهاية تطبيق الفصل 80 ويمر بالمسار العادي التشريعي. ان الخروج عن الدستور اليوم هو تخلي سعيد عن الشرعية، المطلوب منه هو مكافحة الفساد الذي سيطر عن الدولة وليس المغامرة والاستقواء على القانون."

ونفى عبو أن يكون الرئيس قصدهُ في خطابه في سيدي بوزيد، مؤكدا أنّ مشروع الرئيس لا يعني التونسين في شيء ويمكن أن يضيع وقتهم لعشر سنوات أخرى ثم نكتشف أن المشكل ليس في الدستور، وقد يكون وهما يطّلع اليه على حساب المواضيع العاجلة وأولويات للتونسيين الان وهي اساسا محاسبة الفاسدين ومن دعمهم من لوبيات وأشخاص كانوا في الحكومة ودعوة القضاء الى الاسراع في النظر في قضاياهم.

وأشار عبو الى أن لرئيس مازال لديه فرصة أخرى قبل أن يذهب في طريق اللاعودة لأن اعلانه لأحكام انتقالية تعني نهاية شرعيته، اذ أنّ الدستور هو الذي أوصله لرئاسة الجمهورية وهو نص مقدس بالنسبة للتونسيين ولم تكتبه النهضة فقط، واذا نرغب في تعديله نعدله في اطار القانون وليس عبر "التبوريب" على حد تعبيره. وذّكر عبو أنه لا يوجد علاقة بينه وبين رئيس الدولة بل بالعكس هو لا يريد منه سوى ان يقوم بدوره ولا يسعى للتقرب منه أو نيل مناصب- محيلا أن الأحزاب تشهد صراعات داخلية بسبب الموقف من قيس سعيد (في اشارة ممكنة للتيار).

وأكد عبو أنه في في اللحظة التي يعلن فيها الرئيس عن أحكام انتقالية يصبح رئيسا غير شرعي وجب اسقاطه، مشيرا الى أن لم يخرج بعد عن الدستور لكن خطاب سيدي بوزيد اذا صحّ محتواه، هو اعلان رسمي لذلك.

ووجه عبو رسالة مباشرة للرئيس : "لديك فرصة للدخول للتاريخ من أكبر أبوابه، أو ستكون نهايتك أن تخرج حتى قبل نهاية عهدتك الرئاسية من الباب الصغير وحتى مساندوك سيطالبون باسقاطك. انا لازلت لي ثقة فيك، ان الخروج عن الدستور هو خروج عن الشرعية سيؤدي اما الى عزلك أو الى نظام استبدادي وصراات يدخل فيها الأمن والجيش وربما حتى جرائم وقتل، لا تضع نفسك في ورطة وموضع ضعف. هل أنت قادر على أن تكون مثل بن علي؟"

 ع.ق