رئيس الكتلة الديمقراطية لا يُفرّق بين اليهودية والصهيونية
رغم أنّ الكتلة الديمقراطيّة هي صاحبةُ مبادرة مشروع قانون تجريم التطبيع، الّا أن مداخلة رئيس الكتلة، محمد عمّار قد تكون ذات أثر عكسيّ على جهود الكتلة من أجل الدفع في اتجاه مُناصرة هذه القضية العادلة.
النّائب ذو التوجّه التقدميّ المزعوم لم يُخف نزعة من التعصّب أثناء مداخلته اليوم 18 ماي 2021 خلال الجزء المخصص للمداولة في مستجدات العدوان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية.
النائب ساند الممثلّ مهذب الرميلي، الذي كتب تدوينة نددّ فيها بالاعتداء على المجلس الأقصى مطالبا ضمنيا بردّ الفعل وتهدد "اسرائيل" بالاعتداء على معابدها وأساسا معبد الغريبة في جربة. الرميلي لئن برر موقفهُ باخراج التدوينة من سياقها فيما مضمونها الفعلي هو الدعوة لتحييد أماكن العبادة، فان محمد عمّار اعتبر صراحة أن المعابد اليهودية هي معابد صهيونية.
لا يفرّق النائب بين الحركة الصهيونية المتطرّفة وهي حركة سياسية قائمة على الميز العنصري والديانة اليهودية، ويمكن أن يُعتبر خطابه دعوة للتحريض ضدّ يهود تونس ومعاداة للسامية وخطاب كراهية يعاقب عليه القانون.
عبر ادعائهما أن المعابد هي "صهيونية" يعترف كل من الرميلي و عمار أنّ اسرائيل هي الممثل الشرعي لليهود ولها السيطرة كدولة دينية على معابدها حول العالم بما في ذلك تونس. يمكن تفكيكُ هذا الرأي المتطرّف واعتبارهُ نسبا ليهود تونس للحركة الصهيونية، في حين أنّ العديد من اليهود لا يعترفون بهذه الحركة العنصرية والابرتهايد الاستيطاني.
خطابُ التعميم وتحويل قضية الاحتلال الى "حرب دينية" هو ما جعل الكيان في موطن قوّة لعقود، بينما القضية اساسا سياسية بمستوى أوّل تعود لمشروع استعماري، وانسانية في مستوى ثاني لأنّ فلسطين التاريخية لم تكن موطنا للمسلمين فقط بل دولة تعايشت فيها الديانات بسلام، ومثل هذا الخطاب يُحرّض حتى ضد يهود فلسطين، المنخرطين في الدفاع عن أرضهم دون أي اعتبارات دينية.
ع.ق
تعليقك
Commentaires