لم يكن بيان قرطاج مساء اليوم 25 أوت 2022 بشأن لقاء رئيس الجمهورية قيس سعيد ووزير خارجيته عثمان الجرندي غريبا عن بقيّة البيانات المُبهمة والمقتضبة والغريبة التي تنشرها الرئاسة. البيان لا يمكن أن يكون الا نقلا حرفيا لما جاء على لسان الرئيس الذي يبدو أنّه يستعد لاحتكار بقية السلطات في ''العالم كلّه"...

 خلال الأيام الماضية، نجحت السلطات التونسية في زراعة أشجار النخيل على الطريق السريعة في 24 ساعة وزُيّنت الشوارع والأنهج الرئيسيّة بأضواء 'الكريسماس' في اخر شهر أوت، و حُوصر سكان العاصمة وضاحية قمرت مع اغلاق كافة المنافذ وتحوير حركة المرور من أجل عيون ضيوف 'تيكاد 8'.

 اليوم ... يُسدي رئيس الجمهورية تعليماته بخصوص عدد من القضايا المطروحة في إفريقيا والعالم كلّه، في حوار لهُ مع وزير الشؤون الخارجية.

وفق هذا البيان "اسداء التعليمات" يحيلُ الى الأفعال والقرارات العاجلة. تستعمل لفظة اسداء التعليمات في أعلى مستويات الدولة للاحالة لمجموعة الأوامر والقرارات التي يقدمها مسؤول سام.

 متشوقون لنعلم كيف سيحلّ الرئيس التونسي الأزمة السياسية في السودان وقضايا الجماعات الإرهابية المسلحة في القارة الافريقية وماهي تعليماته بشأن الحرب الأوكرانية – الروسية وأزمة الجفاف الحالية في أوروبا واستحواذ ايران على السلاح النووي وكيف سيقوم بتجميد الكونغرس والغاء الدستور البريطاني العرفيّ والقضاء على محتكري القهوة في البرازيل.

يبدو أنّ سعيد لن يكون حاضرا خلال هذا المؤتمر الدولي ولذلك فوض لوزيره صلاحية التعبير عن موقف تونس في مجموعة من القضايا الدولية والإقليمية، لكن طريقة كتابة هذا البيان اساءت لمضمونه الحقيقيّ، حيث أنّ طموح الرئيس حاليا يتجاوز حلّ أزمة فقدان المواد الأساسية في تونس وتفادي خطر الافلاس الذي يهدد الدولة، الى "خروج القارة الإفريقية والإنسانية من الوضع الذي مرّت به ولا يزال مستمرا حتى وإن تغيّرت الوسائل وتغيّر التاريخ" وفق نص البيان، حرفيا.

ع.ق