عودة غلق ولاية قابس تدريجيا بسبب انتشار فيروس كورونا والحذر ضروري
''الوضع الوبائي خطير وجدّي نظرا إلى التراخي الكبير من قبل الناس أمام تفشي فيروس كورونا'' بهذه العبارات أكّد المدير العام للصحة الطاهر قرقاح أنّ ولاية قابس تشهد انتشارا وتفشي خطير لجائحة كورونا والأسباب تعود إلى عدم احترام المواطنين للبروتوكولات الصحية المنصوص عليها.
الوضع الوبائي في البلاد يتطلّب المزيد من اليقظة والحذر وتفادي اللاّمبالاة لحقيقة تفاقم الجائحة وتطوّر انتشارها في شكل موجة ثانية واسعة المدى في تونس حيث شملت العديد من الولايات وأكثرها خطورة هي ولاية القيروان وولاية قابس خاصّة بمعتمديتي الحامّة والحامّة الغربيّة حيث تمّ عزلهما قصد القيام بإجراءات التّقصّي النّشيط والمكثّف لفيروس كورونا وحصر جميع الحالات المصابة وعزلها عن بقيّة المتساكنين، مع الحرص والعمل على ضمان حماية وسلامة الإطارات الصحية العاملة بالمؤسّسات الإستشفائية بالجهة.
291 حالة إصابة بولاية قابس مجهولة المصدر وتمّ تسجيل إصابات في صفوف الجيش الأبيض من إطارات طبية بقابس حيث تمّ تركيز مستشفى ميداني عسكري في الجهة بالتنسيق مع وزارة الدفاع بطاقة استيعاب مرتفعة ( 15 سريرا مزوّدا بالأكسيجين وخمس اسرة إنعاش) وسينطلق في العمل ابتداء من اليوم، كما تم تركيز مختبر تحاليل RT-PCR بمستشفى قابس ووقع إجراء 150 تحليل به إلى حدود اليوم للتقصّي والبحث في الحالات المصابة بالفيروس. الطاهر قرقاح أكّد أنه قد تمّ توفير كمية كبيرة من المطهر والمستلزمات الصحية كما تم تدعيم مستشفى قابس والحامة بأعداد كبيرة من الإطارات الطبية والشبه الطبية مع توفير ثلاثة أجهزة تنفس مع التعويل على المجتمع المدني لتطويق الوباء بقابس والحامة.
على إثر تطوّر الوضع الوبائي لفيروس كورونا المستجدّ في ولاية قابس، تولّت مصالح وزارة الصحّة بالتّنسيق مع السّلط المعنيّة على المستوى المركزي والجهوي منذ ظهور أولى حالات العدوى المحلّية بمعتمديّة الحامّة، اتّخاذ جملة من الإجراءات الاستثنائيّة لتطويق العدوى ومنع انتشارها بالإضافة إلى إسناد مجهودات الجهة الصحية بقابس حيث تمّ توجيه شاحنتي تعقيم لدعم جهود الجهة الصحية بقابس في التصدي لفيروس كورونا. كما تمّ تركيز ثلاث فرق صحّية بالجهة للتّقصّي النّشيط للحالات وإقرار جملة من الإجراءات الصحّية على غرار غلق الحمّامات الاستشفائيّة ومنع إقامة الحفلات بالقاعات والتجمّعات المرتبطة بالاحتفالات والأعراس وغلق المساجد والجوامع ومنع انتصاب الأسواق الأسبوعيّة بمعتمديتي الحامّة والحامّة الغربيّة.
كما تمّ تدعيم الجهة الصحّية بقابس بالإطار الطبي وشبه الطبّي بهدف إجراء أكثر 1000 تحليل يوميّا لتقصّي الإصابات بفيروس كورونا بمعتمديّة الحامّة ومعتمديّة الحامّة الغربيّة في مرحلة أولى وإسناد مجهودات الإطارات الصحّية المتواجدة بالجهة لتطويق انتشار الوباء. كما تمّ نقل المصابين بالفيروس من متساكني منطقة الحامّة إلى المركز الوطني لحاملي كوفيد-19 بالمنستير على غرار ماهو معمول به لبقيّة الجهات. أيضا تمّ دعم الجهة الصحية بقابس بمستلزمات الوقاية الفرديّة وتزويد الجهة بالأدوية والمستلزمات الطبية الخاصّة بمرض كوفيد-19 والأمراض المزمنة، إلى جانب موادّ التّعقيم والتّطهير.
كما أشرف الوزير المكلف بتصريف أعمال وزارة الصحة محمد الحبيب الكشو صباح اليوم الاثنين بمقر ولاية قابس على اجتماع اللجنة الجهوية لمجابهة فيروس كورونا وأكّد خلاله على أهمية دور المواطن للحيلولة دون مزيد انتشار فيروس كورونا من خلال التقيّد بالإجراءات الوقائية في مدينة الحامة وغيرها من الجهات مشيرا إلى أن وزارتي الصحة والدفاع اتخذتا جملة من الإجراءات لتدعيم عملية التقصي ودعم المجهودات المبذولة للحد من العدوى. كما أشار بالمناسبة إلى أنّ كلّ الإجراءات قد اتخذت لإيقاف حلقات العدوى والجهود مركزة على التقصي النشيط للحالات الحاملة لهذا الفيروس وحصرها وخاصة بالحامة التي سجلت أكبر عدد من هذه الإصابات بهذا الوباء مؤكدا أن المخبر العسكري المتنقل للتحاليل الجرثومية الذي تم تركيزه بالمستشفى العسكري بقابس والمستشفى العسكري المتنقل الذي تم تركيزه بالمستشفى المحلي بالحامة سيساعدان على تحقيق ذلك.
وفقا لمديرة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية، فإنّه بعد رفع الحجر الصحي العام وفتح الحدود عاد الإنتشار المحلي لفيروس كورونا في تونس وهي مرتبطة بحالات وافدة في أغلب الأحيان وبيّنت أنّه قد تمّ تسجيل 1016 حالة إصابة بعد فتح الحدود يوم 27 جوان من بينها 55 بالمائة حالات محلية و 45 حالات وافدة. بن عليّة أكّدت أنّه منذ فتح الحدود لم يتمّ تطبيق الإجراءات والبروتوكولات الصحية في العديد من القطاعات خاصّة وضع الكامات الواقية ودعت إلى ضرورة إصدار نصوص قانونية ردعية لكلّ شخص لا يقوم بارتداء الكمامات الواقية.
85 بالمائة من الحالات التي أصيبت بفيروس كورونا لم تظهر عليها الأعراض، أكّدت بن عليّة موضّحة أنّ فصل الخريف سيكون مساهم في تسهيل انتشار العدوى ودعت إلى ضرورة التوقي والحذر التام خاصّة بالنسبة لكبار السنّ ''أيّ إخلال أو أيّ تراخي في تطبيق الإجراءات يؤدّي إلى عودة انتشار الفيروس". وأشارت بن علية أنّ استراتيجيّة وزارة الصحة لمقاومة تفشي الجائحة هو القيام بإجراءات موجّهة في المناطق المعنيّة بانتشار الوباء على غرار عمليّة التطويق في الحامة بولاية قابس وبقيّة الولايات الأخرى.
"فيروس كورونا سيظلّ معنا لسنوات" هذا الأمر الذي أجمعت على تأكيده تقريبا اللجنة العلمية لمجابهة كورونا بتونس ومنظمة الصحة العالمية وهذه الحقيقة وجب على كلّ التونسيّين التعايُش معها وإنّ بعض الإجراءات البسيطة كفيلة للتقليص من خطورة الوضع الوبائي مثل ارتداء الكمامة وغسل اليدين بالماء الصابون واستعمال الجال المعقّم.
يسرى رياحي
تعليقك
Commentaires