حوار سليم الرياحي.. هل يكون اعلانا للحرب
الغاء حوار سليم الرياحي على قناة الحوار التونسي
ألغي بسبب عطب تقني: سامي الفهري ينشر مقاطعا من حواره مع سليم الرياحي
بالتزامن مع بثّ حوار الرياحي، سامي الفهري يغادر البلاد ويكتب: سأعود يوم الاحد
سليم الرياحي: يوسف الشاهد عُين بإقتراح من شفيق جراية وسفيان طوبال
انطلقت يوم الاثنين 02 سبتمبر 2019، الحملة الانتخابية الرسمية للمترشحين للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها لـ 26 مترشحا سيحاول كل منهم استقطاب أكثر ما يمكن من الأصوات.
اختلفت الشعارات المرفوعة وتعددت الجهات التي اختار كل مترشّح أن يبدأ حملته منها، لايصال برنامجه الانتخابي وضمان عدد كاف من الناخبين، تتواصل الحملة إلى غاية 13 من الشهر الجاري قبل انطلاق العرس الانتخابي يوم 15 سبتمبر.
خصصت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات 1500 مراقب للإشراف على الحملة الانتخابية ومراقبة مدى احترام المرشحين للضوابط المنصوص عليها في القانون الانتخابي، بدأ المترشحون يتسابقون في الحضور في وسائل الاعلام ولئن اختلفت برامجهم فإن الهاجس واحد وهو الوصول إلى كرسي الرئاسة.
المترشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها سليم الرياحي مازال خارج أرض الوطن لصدور أمر قضائي ضده، لكن ذلك لم يمنعه من الظهور في وسائل الاعلام والتعريف ببرنامجه الانتخابي، واختار قناة الحوار التونسي وصاحبها سامي الفهري لاجراء حوار له بمقر اقامته بفرنسا.
قناة الحوار التونسي أعلنت في مناسبة أولى عن موعد بثّ الحوار الذي جمع سامي الفهري بالمترشّح سليم الرياحي، وكان مبرمجا يوم الأحد غرّة سبتمبر، لكن "لأسباب تقنية خارجة عن نطاق القناة"، وفق ما تمّ إعلانه، وقع الغاء بثّ الحوار وأكّدت القناة بأنه سيقع بثه في موعد لاحق دون تحديده.
أثار هذا القرار حفيظة روّاد مواقع التواصل الاجتماعي واعتبر البعض أن صاحب القناة تعرض للضغط لذلك لن يقع بث الحوار، فيما تحدّث آخرون عن خلاف بين الفهري والرياحي باعتبار الشراكة التي تربطهم، ما اضطرّ سامي الفهري إلى نشر مقاطع من الحصة التي تجمعه بالمترشح سليم الرياحي.
وأبرز الفهري أن الحصة ستبث بتاريخ الاربعاء 4 سبتمبر، ناشرا العديد من المقاطع التي تراوحت بين الشأن السياسي، الشأن الداخلي لحزب الرياحي وعلاقاته، وكذلك الشأن الكروي وقضية النادي الافريقي.
يوم أمس الأربعاء، فيما ينتظر التونسيون الحوار، نشر سامي الفهري صورة على حسابه الخاص "أنستغرام" وهو على متن طائرة وأرفقها بتعليق "سعيد بمغادرة البلاد لأجدها أفضل بعد يومين". أثارت هذه الصورة موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أن سامي الفهري هرب من البلاد تزامنا مع بثّ قناته لحواره مع سليم الرياحي، ما اضطره على كتابة تدوينة ثانية على حسابه "أنستغرام" أكّد فيها أنه سيعود إلى تونس يوم الأحد "في كل الحالات".
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للحظة وصول صاحب قناة الحوار سامي الفهري إلى مقر إقامة سليم الرياحي بسان تروبي بفرنسا، بدأ المشهد بوصول الفهري على متن طائرة هيليكوبتر إلى منزل فاخر يبيّن الرفاهية وحياة البذخ التي يعيشها الرياحي بالرغم من تجميد أمواله وممتلكاته.
انطلق الحوار مع حدود الساعة التاسعة ليلا، تحدّث الرياحي عن مواضيع مختلفة من بينها أن حركة النهضة "اشترت يوسف الشاهد وضمته إليها عن طريق مهدي بن غربية وعامر العريض وحسين الجزيري" على حد تعبيره، وأن يوسف الشاهد "أناني" يريد السلطة مما يفسر بقاءه معها في الحكومة، وحين اكتشف الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي ذلك غضب وعلم جسامة خطأه بتعيين شخص "لا يفقه السياسة وليس أهلا للمسؤولية" وفق تصريحه.
وأكد الرياحي كذلك أن سليم العزابي منعه من لقاء الرئيس الراحل عندما كان مديرا للديوان الرئاسي، وهو ما استوجب عليه توجيه رسائله للراحل عبر وسائل الإعلام لافتا بقوله سليم العزابي هو أمين عام حزب الانقلاب الذي تأسس بالبرلمان وهو رفيق يوسف الشاهد الذي وجد نفسه صدفة رئيسا للحكومة فأغرته السلطة. وقد اشترى رضا النهضة واخترق أفاق تونس عن طريق رياض الموخر واخترق الجمهوري عبر اياد الدهماني، واليسار تدخل في دوالبه عبر سمير بالطيب.
واعتبر الرياحي أن حكومة الشاهد تأسست على الولاءات والصداقة والخلاف بين الشاهد. وبين أن نجل الرئيس حافظ قائد السبسي لم يكن سوى شماعة الصراع بين الشاهد والراحل قائد السبسي قائلا "رأس مال معركتهم هو حافظ قائد السبسي'' وأفاد كذلك أن تفتيش حافظ بطريقة مهينة كانت مقصودة وورائها الشاهد وقصة التوريث مفتعلة أساسا في هذا الصراع.
وفي سياق آخر، أكد الرياحي أن النيابة العمومية قررت حفظ التهم ضدّه لكن لم يتم تسويه وضعيته بتدخل من رئيس الحكومة لافتا الى أن الشاهد له خلية كاملة بالقصبة تعمل على التحكم في القضاء.
كذلك بيّن أن تعيين يوسف الشاهد على رأس الحكومة سنة 2016 كان باقتراح من رجل الأعمال القابع بالسجن شفيق جراية عن طريق رئيس كتلة النداء سفيان طوبال مشددا على أن الجميع رفض تعيين الشاهد وهو ساند قرار الرئيس وكل الحضور من أحزاب ومنظمات خلال وثيقة قرطاج 1 رفضوا الشاهد. وكان من المبرمج تعيين الراحل سليم شاكر لكن بضغوطات من جراية وطوبال تمّ طرح اسم يوسف الشاهد.
وأشار إلى أن يوسف الشاهد شكره على دعمه له وكشف له سليم العزابي الذي كان يترأس الديوان الرئاسي عما حصل بالجلسة من خلال قرص مسجل بالأرشيف الرئاسي لافتا بقوله '' جراية وطوبال كانا أخر من قابلا الرئيس قبل إعلان اسم الشاهد وهما قالا للرئيس أن اسم سليم شاكر لن يمر بالمجلس ولن يتم التصويت لصالحه''
وأفاد كذلك أن سليم العزابي هو "الشيطان الأكبر" هو ورفيقه الشاهد خانا وغدرا بالراحل قائد السبسي وموته في جزء منه كان بسبب القهر على الخيانة والغدر التي سبباها.
واعتبر الرياحي أنه عمل على افشال مخطط الانقلاب ضدّ الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي وأنه "دفع" ثمنا باهظا لذلك، وأن اصدار بطاقة إيداع بالسجن في حقّ نبيل القروي كان بهدف قطع الطريق على منافسيه وإجراء انتخابات على المقاس.
وختم سليم الرياحي حواره بتوقّع فشل الشاهد في الانتخابات الرئاسية.
ثلاثة أيام من انطلاق الحملة الانتخابية، يبدو أن المعركة ستكون حامية الوطيس وسط إمكانية عزوف الناخبين والخوف من عدم تكافؤ الفرص بين المتسابقين في حملاتهم الانتخابية للبلد صاحب التجربة الديمقراطية الوحيدة الناجحة من بين الدول العربية التي عرفت ثورات شعبية أطاحت بأنظمتها.
ملأت الصور والمعلقات الاشهارية الخاصة بالمترشحين الشوارع وعلّق المترشحون برامجهم الانتخابية وسط استمرار النخبة في تكرار أخطائها باقصاء أطراف سياسية وهو ما يؤكد أنها لا تبحث عن مصلحة تونس، لكن هذه المرّة فالناخب التونسي أصبح أكثر نضج مقارنة بالتجارب السابقة ولن يكرّر أخطائه.
مروى يوسف
تعليقك
Commentaires