عودة مدرسية وسط مخاوف من موجة جديدة لفيروس كورونا
مدّة القراءة : 4 دقيقة
تستأنف الدروس بمختلف المعاهد و المدارس و الجامعات العمومية في تونس يوم 15 سبتمبر المقبل ، عودة الى مقاعد الدراسة و عودة الى النظام الفوج الواحد المعمول به سابقا و ذلك بعد تسجيل تحسّن في الوضع الوبائي منذ تكثيف حملات التلقيح التي انطلقت خلال شهر جويلية الماضي. و يعتبر الوضع الوبائي مطمئن حاليا، الامر الذي دعا وزارة التربية الى اعلان العودة المدرسية في تاريخها المعتاد و الاستغناء عن نظام الفوجين .
هذا ما أكدته زارة التربية في بلاغ لها يوم الجمعة 27 أوت 2021، حين اعلنت قرارها المُتمثل في تثبيت موعد العودة المدرسية و شددت الوزارة في بلاغها على عملها في استكمال تلقيح الإطار التربوي والتلاميذ بالتعاون مع وزارة الصحة " على أن تبقى اللجنة العلمية الجهة المخولة لتحديد الفئة العمرية المعنية والإجراءات الكفيلة بذلك". وبحسب نص البلاغ ستعتمد وزارة التربية المرونة في التعامل مع تطوّر الوضع الوبائي وذلك من خلال التقييم الدوري بين الوزارة والشريك الاجتماعي للتشاور حول التدابير والإجراءات التنظيمية والبيداغوجية والوقائية المستوجبة لتأمين العودة المدرسية في أفضل الظروف ، بلاغ وزارة التربية يتنزل في اطار التنسيق والتشاور بين وزارة التربية والشريك الاجتماعي الاتحاد العام التونسي للشغل ، الذي تم خلاله الاستماع الى مقترحات اللجنة العلمية.
ويأتي قرار وزارة التربية بعد اشهر من أزمة صحية خانقة عاشتها تونس وذلك بعد انتشار سلالة دلتا المعروفة بسرعة انتشارها فلم يسلم منها البالغون و لا الاطفال ، و سبق و ان حذر رئيس جمعية طب الأطفال الدكتور محمد الدوعاجي من خطورة انتشار السلالة المتحورة "دلتا" على الأطفال و خاصة منهم الرضّع و من لم يتجاوز سنهم السنتين. و قال الدوعاجي أن سلالة دلتا التي تعد أكثر خطورة بما أنها الأكثر انتشار مقارنة بالسلالات الأخرى أصبحت تمثل خطرا حتى على الأطفال، ففي أسبوع فقط منذ انتشار دلتا في تونس تم تسجيل 3 الاف إصابة في صفوف الأطفال " سلالة دلتا هي أكثر عدوى بـ 60 بالمائة لذلك مع ارتفاع عدد الإصابات في صفوف الكهول ارتفع عدد الحالات لدى الأطفال و ما سجلناه منذ ماي الماضي 2021 يفوق ما تم تسجيله منذ بداية الجائحة في مارس 2020 الى غاية شهر ماي 2021 ، و في ظرف أسبوع سجلنا 3 الاف إصابة لدى الأطفال " . في هذا الاطار دعا الدكتور الدوعاجي خلال استضافته في إذاعة شمس أف ام يوم 22 جويلية 2021 ، الى الالتزام بتطبيق البروتوكول الصحي خاصة في المنازل لحماية الأطفال و الابتعاد عن تقبيل الرضع لتفادي العدوى " الأولياء لهم مسؤولية خاصة لحماية أطفالهم و اذا كانت الام المرضع مريضة بالفيروس عليها ارتداء الكمامة لحماية رضيعها حتى في المنزل ".
لكن ورغم تطمينات وزارة التربية و اللجنة العلمية لا تزال المخاوف قائمة و ذلك بسبب محدودية عدد الاطفال الذين تم تطعيمهم بلقاح فايزر خلال اليوم المفتوح للتطعيم يوم 29 أوت الماضي و الذي خصص للفئة العمرية بين 15 و 17 سنة ، و يحوم النقاش حاليا حول تلقيح التلاميذ الاقل من 15 سنة و بحسب لسعد اليعقوبي الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي تجاوبت اللجنة العلمية مع مطالب الجامعة لكن عدد المطعمين بلقاحات فيروس كورونا يبقى محدودا ، حيث بلغ عدد التلاميذ الذين تم تطعيمهم الاسبوع الماضي و البالغين من العمر بين 15 و 18 سنة، 350 ألف في حين اكد اليعقوبي قائلا " لازلنا بعيدين عن العدد الضروري المحدد بمليون و 350 الف تلميذ و دون احتساب طلبة التعليم العالي " و قال كذلك في تصريح لاذاعة اي اف ام، أنّ " العودة المدرسية لم تستكمل شروط السلامة و نحن امام متحور جديد من فيروس كورونا ". و اعتبر الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي ان سبب محدودية التطعيم في صفوف التلاميذ هو الوقت الزمني القصير بين اعلان اليوم المفتوح و يوم التطعيم.
من جانبه دعا الامين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي الى ضرورة عودة الدروس وسط انتقادات من بعض النقابيين المطالبين بالتريث الى حين التأكد من تحسن الوضع الوبائي و الى حين استكمال حملة التطعيم المخصصة للاطفال ، و تجدر الاشارة في هذا السياق الى انه وبحسب الأستاذ في علم الفيروسات وعضو اللجنة العلمية لمجابهة انتشار فيروس كورونا محجوب العوني، لا يعد تطعيم الأطفال الأقل من 12 سنة ضد فيروس كورونا ضروريا في المرحلة الحالية ، مشيرا الى ان بعض الدول انطلقت في تطعيم جرعات معدلة من لقاح فايزر ومودرنا للاطفال الاقل من 12 عاما لكن يبقى التريث و التثبت افضل وذلك حتى تتم دراسة اعراض اللقاح على هذه الفئة العمرية .
عموما لا تعدّ فئة الاطفال، ذات الاولوية في التلقيح، إذ اثبتت الدراسات العلمية التي اجريت على مرضى فيروس كورونا في الولايات المتحدة الامريكية و أوروبا أنّ الكبار في السن و أصحاب الامراض المزمنة هم الاكثر عرضة الى التدهور في صحتهم بسبب فيروس كورونا وهي الفئة التي تتمتع بأولوية التلقيح. وقد يكون تطعيم الاطفال الذين يعانون من امراض مزمنة حلا لحمايتهم من أعراض الفيروس ومن الاصابات الخطيرة والاقتصار على تطعيم هذه الفئة سيحميهم بالفعل من فيروس كورونا ومن موجاته الجديدة.
رباب علوي
تعليقك
Commentaires