الشعب يريد: حزب يتبنى أفكار الرئيس ومشروع الرئيس ولا علاقة له بالرئيس
تم الإعلان مؤخرا عن تأسيس حزب جديد بعنوان الشعب يريد، وقد قدمه بيان التأسيس بكونه حزب سياسي وطني يعمل في إطار الدستور ووفقا أحكام المرسوم عدد 87 لسنة 2011 المؤرخ في 24 سبتمبر 2011 المتعلق بالأحزاب السياسية وفي إطار النظام الجمهوري على الإسهام في بناء تونس الحديثة، الديمقراطية المزدهرة والمتكافلة ويسعى إلى ترسيخ الحكم المحلي والتمييز الإيجابي المنصوص عليهم في الدستور.
الحزب تم تأسيسه يوم 14 جانفي 2020، لكن لم يتم الإعلان عنه الا مؤخرا بهدف عدم التشويش على مسار تشكيل الحكومة، ويقول مؤسسوه في بيان التأسيس انهم مجموعة من شباب تونس ساهموا في الحملة التفسيرية لسيادة رئيس الجمهورية قيس سعيد وهذا الحزب هو امتداد لمشروع الشعب يريد وليس غاية في حد ذاته.
وفسر مؤسسو الحزب تاريخ التأسيس، بكونه ليس اعتباطيا وإنما مواصلة للتغيير الثوري الذي تعيشه تونس منذ تاريخ الثورة في 17 ديسمبر 2010 والتي أريد إجهاضها في 14 جانفي 2011 كما أشار لذلك الرئيس قيس سعيد في خطابه بمناسبة عيد الثورة.
وأضاف نص البيان التأسيسي انه لن يكون للأعضاء المؤسسين أي دور سياسي، إنما دورهم تنظيمي فقط يقتصر على تركيز أسس المشروع من خلال الإشراف على تركيز الهيئات المحلية، كما لن يكون للحزب رئيس ولن ينبني على الهيكلة التقليدية للأحزاب حيث سيكون اتخاذ القرارات بالأغلبية داخل الهيئة التأسيسية التي تنتهي مهامها آليا عند انتخاب الهيئات المحلية وتنظيم المؤتمر العام الأول للحزب مضيفا أنه سيتم فتح باب الانخراط والعضوية عند الانتهاء من تأسيس الحزب وسيكون الانخراط حقا مشروعا لكل تونسي لا ينتمي لأي حزب آخر.
واشار مؤسسو الحزب الى التأكيد على جاهزية الحزب وقواعده للقيام بدورهم الوطني ورسالتهم والتزاماتهم الثابتة ازاء المصالح الوطنية العليا وخصوصا ما تعلّق منها بتحقيق إرادة الشعب التي عبر عنها في الانتخابات الرئاسية الفارطة والدفاع عن الثوابت التي أرساها الرئيس قيس سعيد ومن أهمها تحقيق العيش الكريم لكل مواطن وتمكين الشباب من الآليات التي يحقق بها إرادته.
الحزب بدأ النشاط فعلا حيث اجتمعت هيئته التأسيسية بتاريخ 16 فيفري 2020 وعبرت عن انشغالها من التعثر وانسداد الأفق اللذين وصلت إليهما مشاورات تشكيل الحكومة وانعكاسات الوضع الحالي على الحياة اليومية للشعب التونسي وعلى تسيير دواليب الدولة و
حملت الأحزاب السياسية المكونة لمجلس نواب الشعب مسؤولية التجاذبات والتعطيل الحاصل في تشكيل الحكومة نتيجة تمسك كل حزب بمصالحه الضيقة على حساب المصلحة العليا للوطن والشعب ودعت الرئيس قيس سعيد إلى تحمل مسؤولياته الدستورية والتاريخية لإخراج البلاد من حالة الانتظار والتعطيل وانسداد الأفق وتفعيل الآليات الدستورية الكفيلة بإنهاء هذا التجاذب الحزبي على حساب السير العادي للمرفق العمومي ومصالح الشعب.
الهيئة التأسيسية أكدت في أكثر من مناسبة أن الحزب لا رئيس له في تصور جديد لا يقوم على التفرد بالرأي والتركيبة التقليدية للأحزاب وليست له أي علاقة بأي حزب اخر، و أكدت أنه حراك يهدف إلى تجديد الحياة السياسية وتشجيع الشباب على المشاركة في قضايا الشأن العام، لذلك فإنه لا يمكن الترشح لعضوية الهياكل المحلية والمركزية سوى لمن لم يتحمل مسؤولية سابقا داخل حزب سياسي كما لن تقل تمثيلية الشباب داخل أي هيكل من هياكل الحزب عن 80% ولن تقل تمثيلية المرأة عن 50% كما لن تقل تمثيلية الشباب المعطل عن العمل من أصحاب الشهادات العليا ومن غير حاملي الشهادات العليا عن 30% من أعضاء الهياكل المنتخبة.
الصفحة الرسمية للحزب أكدت في تدوينة أن القانون يمنع الرئيس قيس سعيد من أن يكون رئيسا للحزب والا لتم عرض ذلك عليه وهو رئيس كل التونسيين، كما أكدت كل بيانات الحزب دعمه لأفكار الرئيس قيس سعيد حيث نادت بضرورة تغيير نظام الحكم وشكله والتركيز على أن يكون الحكم انطلاقا من القاعدة حيث يكون كل فرد من الشعب نائبا للشعب ومقررا لمصيره.
كيفي سيكون دور هذا الحزب في الساحة السياسية، وهل هو مبادرة شبابية من مجموعة مناصري الرئيس لا علم للرئيس بها تتبنى أفكاره وشعاراته وتطالب ب 217 نائبا في البرمان كقيس سعيد وتعمل على دعمه سياسيا والوقوف في وجه خصومه.
رئيس الجمهورية قيس سعيد أكد منذ بداية حملته الرئاسية أنه مستقل وسيبقى مستقلا ولن ينتمي لأي حزب وحزبه الوحيد هو الشعب وبتالي كيف سيكون موقفه من ولادة حزب جديد يحمل شعاره، الشعب يريد، ويحمل مبادئه التي تقوم على تغيير نظام الحكم، ويعلق صوره في بياناته.
الهياكل الرسمية لرئاسة الجمهورية عليها أن تحدد موقف الرئيس من هذا الحزب وعلاقته به وهل يتبادلان نفس مشاعر الارتياح خاصة ان موقف الرئيس واضح في هذا السياق الا في حالة قيامه ببعض المراجعات وتغيير أفكاره وشعاره.
ننتظر توضيحات ربما تأتي على غير العادة في سابق محاولاتنا للاستيضاح التي كنا نجد فيها رد واحدجا ... لا يمكن الحصول على مخاطبكم.
حسام بن أحمد
تعليقك
Commentaires